أكد المشاركون في اللقاء الذي نظمه المرصد المتوسطي للجيو سياسة والانتروبولوجيا أول أمس بالعاصمة الإيطالية روما على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لمقررات الشرعية الدولية. وفي هذا السياق ذكر ماسيمو كولتريناري نائب رئيس المركز العسكري الايطالي للدراسات الاستراتيجية خلال اللقاء الذي نظم تحت عنوان ''المنطقة المتوسطية حالة بارزة: الصحراء الغربية'' أن ''الجمعية العامة ومجلس الأمن الأممين صادقا على عدة لوائح صائبة تكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير''. كما ذكر في سياق عرضه للتاريخ المعاصر للصحراء الغربية بالمحطات الكبرى التي ميزت هذا الإقليم منذ القرن ال19 خلال الاحتلال الاسباني سنة 1912 إلى غاية التصويت على اللائحة 2075 حول الصحراء الغربية عام 1965 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ورأي محكمة لاهاي الدولية بخصوص هذه القضية عام .1975 وأشار ماسيمو كولتريناري أن المجموعة الدولية لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مبديا في الوقت نفسه أسفه على عدم إجراء إلى حد الآن الاستفتاء الذي طرحته الأممالمتحدة للصحراء الغربية عام .1992 وقال إن النصين يعتبران مشكل الصحراء ''مشكل تصفية استعمار'' وأن اجتياح الصحراء الغربية تم سنة بعد ''الاتفاق السري'' الذي جرى في مدريد بين إسبانيا والمغرب وموريتانيا. وأكد كولتريناري أن الكفاح المسلح الذي يقوده الشعب الصحراوي ضد الاحتلال أرغم المغرب على وضع جدار يقسم أراضي الصحراء الغربية إلى جزئين. وحذر في الأخير من خطورة استئناف النزاع المسلح في غياب تسوية للقضية الصحراوية. ومن جانبها تأسفت سفيرة جنوب إفريقيا في ايطاليا لعدم تطبيق كل اللوائح الأممية التي تنص على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير مشيرة إلى أن ''استقلال الشعب الصحراوي سيستكمل مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا''. وأشارت إلى أن ''المغرب يحتل الصحراء الغربية بالرغم من قرار محكمة لاهاي الدولية الذي لا يعترف له بالسيادة على هذه الأراضي''، مضيفة أن ''تسوية هذا النزاع تسمح لاتحاد المغرب العربي بالانطلاق مجددا على أسس متينة وتحقيق الاندماج الاقتصادي الإقليمي لفائدة شعوب المنطقة''. في حين أوضحت السفيرة أن المغرب ''ينكر حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بحرية'' ويسعى إلى فرض حله (الحكم الذاتي) في الوقت الذي تدعو فيه اللوائح الأممية إلى إجراء مفاوضات مباشرة ''دون شروط وبنية حسنة'' بين طرفي النزاع. وتطرق عالم الاجتماع الإيطالي لوتشيانو أرديسي إلى موقف جبهة البوليزاريو التي تواصل كفاحها منذ 1991 من خلال نشاطات دبلوماسية على مستوى منظمة الأممالمتحدة ومنظمات دولية ومنظمات الاتصال لتحسيس الرأي العام بقضيتها. كما ندد بمنع المحتل المغربي الشعب الصحراوي من تنظيم مظاهرات سلمية في الأراضي المحتلة من أجل المطالبة بحقوقه الأساسية خاصة حق تقرير المصير. وأشار إلى أن التنظيم الإداري (الولايات) الذي وضعه قادة الجمهورية العربية الصحراوية يعكس ''التحضير لدولة صحراوية مستقلة في المستقبل''. بالمقابل تطرق الأستاذ أومبيرتو غوري من جامعة فيرانتزي إلى مواقف كل من أمريكا وأوروبا التي تساند إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء الغربية برعاية الأممالمتحدة قائم على تطبيق حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وقال إن فرنسا تضع عراقيل أمام هذه التسوية من خلال دعم الطرح المغربي بمجلس الأمن الدولي.