تتواصل فعاليات معرض التراث الوطني من خلال رصيد المكتبة الوطنية الجزائرية إلى غاية 18 ماي الجاري تحت شعار »التراث الثقافي والمجتمع الجزائري« والذي نظم بمناسبة شهر التراث والملتقى الوطني حول التراث الذي ستتواصل أشغاله بمركز المخطوطات بأدرار يوم 17 ماي الجاري. معرض المخطوطات بالمكتبة يعرض وثائق وصورا ومخطوطات نادرة، منها صور قديمة للجزائر وتاريخية تعود الى سنة 1843 من القطع الكبير ب 97 صفحة، كما توجد للعرض بطاقات بريدية متنوعة وقديمة لمدينة الجزائر وتلمسان، بالإضافة إلى عرض لوحات فنية ومعرض جناح خاص بصور وكالة الأنباء الجزائرية، ولوحات فنية لمدينة الجزائر. أما من حيث الكتب، فهناك عرض لمخطوطات وكتب الأدب الجزائري بالفرنسية، والتاريخ الجزائري وأخرى عن الفلكلور، بالإضافة الى خرائط وكتب قديمة وصور. كما يوجد مخطوط تحت عنوان »فريدة منسية في حال دخول الترك بلد قسنطينة واستيلائهم على أوطانها« طبع سنة ,1846 كما توجد مخطوطات مثل تاريخ الجزائر القديم والحديث كتب باللغة الفرنسية مدعمة بصور قديمة، بالإضافة إلى ملصقات استدلالية كبيرة للتعريف بأعلام الجزائر. الى جانب المعرض، هناك ورشة للخطاط الصغير، بالإضافة الى عرض خزانتين من منطقة أدرار، منها الخزانة الأثرية للزاوية البكرية أولاد أحمد تشمي أشرف عليها الشيخ بكراوي محمد، كما عرض مصحف يعود الى القرن العاشر الهجري من خمسة أجزاء، بالإضافة الى مخطوطات في الفقه، المعاملات، علم الكلام، الأدب، ومن شهر المصنفين لهذه المخطوطات سيدي المختار الكنتي، الشيخ بن عبد الكريم المغيلي، سيدي البكري بن عبد الرحمن، سيدي عبد الرحمن باعمر، والخزنة الأثرية تحتوي على أكثر من 500 مخطوط، وقد عمل الشيخ بكراوي محمد على فهرسة المخطوطات والتعريف بها وتلخيص البعض منها. للتذكير، الجزائر غنية بخزائنها ومخطوطاتها النادرة التي تزخر بها الزوايا والأسر الجزائرية، خصوصا بقصور الصحراء في بشار وأدرار وورقلة، بالإضافة إلى الخزائن الموجودة في وسط الجزائر وغربها وشرقها. وليس من المبالغة إذا قلنا أن الزوايا الجزائرية ثرية بهذه المخطوطات، حيث يوجد في زاوية طولقة زاوية سيدي علي بن عمر مكتبة عامرة بالمخطوطات النادرة والتي تربو على 1700 عنوان، وزاوية الهامل زاوية سيدي محمد بن بلقاسم التي هي الأخرى تحتوي مكتبتها على أكثر من 700 عنوان. أما الزوايا والخزائن الموجودة لدى الأسر الجزائرية فهي كثيرة، وهناك خزائن لم تفتح لحد الساعة وتحتوي على مخطوطات نادرة، ولهذا ينبغي المحافظة على هذه الكنوز وصيانتها والعمل على فهرستها وتبويبها وتصويرها حتى نتمكن من المحافظة عليها من الضياع والتلف أو حتى التهريب، لأن للجزائر من الكنوز التراثية الكثير، كما أن الكثير منها هرب أو تم الاستيلاء عليه من قبل الفرنسيين ويجب أن نعمل على المطالبة بإرجاعه إلى موطنه الأصلي، لأنه جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وثقافتنا.