اعترف رئيس جمعية وكلاء السيارات محمد بايري بوجود فوضى تطبع سوق السيارات في الجزائر وتحاول الجمعية الحد منها، ولم يتردد في القول أن هناك سيارات هي "عبارة عن آلات للقتل"، في إشارة خاصة إلى السيارات الآسيوية باعتباره أقر أن العلامات الكبيرة لا ينطبق عليها هذا القول· وعاد الحديث عن واقع سوق السيارات في الجزائر بمناسبة افتتاح الدورة ال 12 لصالون السيارات بقصر المعارض بالصنوبر البحري، الذي عرف هذه السنة مشاركة اغلب الشركات الممثلة في الجزائر منها مرسيدس التي تشارك لأول مرة و"بيجو" التي عادت للمشاركة بعد انقطاع دام عامين متتالين· وتميز افتتاح الصالون بعقد ندوة صحفية نشطها ممثلو جمعية وكلاء السيارات الذين أطلقوا النار على العلامات الآسيوية وحملوها مسؤولية الفوضى التي تعرفها سوق السيارات بالجزائر، حيث دافع هؤلاء على نوعية السيارات التي تبيعها العلامات الكبيرة وأغلبها أوروبية وأمريكية، معتبرين أن المشاكل المعبر عنها من طرف الزبائن تتعلق أساسا بالماركات الآسيوية المعروفة بانخفاض سعرها· مع ذلك فإن أصحاب الشركات الكبرى للسيارات يعترفون بالمقابل بأن السيارات المسوقة في الجزائر ليست نفسها المسوقة في البلدان الأوروبية، باعتبار أن الأولى تستجيب لمتطلبات الزبون الجزائري· ويظهر هذا التباين في طبيعة الخيارات التي تميز أساس السيارات التي عادة ما تكون أقل أهمية لإعتبارات خاصة بالسعر، فشركات السيارات تلجأ إلى الغاء خيارات تبدو هامة لأمن السائق، كالأضواء المضادة للضباب، في سبيل تخفيض الأسعار وجعلها في متناوله الزبون الجزائري· هذا الأخير يبدو الحلقة المفقودة في معادلة سوق السيارات بالجزائر رغم أنه في حقيقة الأمر الحلقة الأهم، فبين انتقادات جمعية وكلاء السيارات وبين القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، الذي تدفعه إلى البحث عن السيارات الأقل ثمنا مع نوعية معقولة، تبقى مصلحة المستهلك هي آخر الاهتمامات· ومن هناك كان الحديث عن الفوضى، وعن دور السلطات العمومية التي كانت ممثلة في افتتاح الصالون بمندوب عن وزارة النقل الذي ذكر بالتشريعات الأخيرة التي سنتها الحكومة بغرض تنظيم سوق السيارات الجديدة من خلال فرض دفتر شروط يراه البعض السبيل الأنسب لتنقية السوق من الدخلاء أو من آلات القتل· مع ذلك وحتى وإن كان الصالون ينظم عن شعار الأمن المروري فإن قضية أمن الراكب تبقى هامشية أمام اقبال لا ينتهي على اقتناء السيارات من طرف الجزائريين، وبحظيرة تقدر بحوالي 3.5 مليون مركبة يقر وكلاء السيارات على أن المبيعات ترتفع سنويات بحوالي 20 بالمائة، وهوالرقم المدعو للزيادة بالنظر الى التسهيلات التي تتيحها القروض البنكية والتي أصبحت الشركات تركز عليها وتقترح لذلك صيغا مختلفة، ويظهر نجاح التحالف بين الوكلاء والبنوك جليا في صالون السيارات الذي يعرف مشاركة61 عارضا من بينهم 36 وكيلا و6 بنوك وشركة تأمين واحدة· وعلى مدى 10 أيام سيعرض الوكلاء نماذج جديدة وأخرى معروفة في سوق السيارات بصيغ بيع مختلفة وبتحفيزات وعروض مغرية ستساهم حتما في زيادة حجم حظيرة السيارات وفي تحقيق حلم كل جزائري باقتناء سيارة تخفف عنه عناء النقل الجاعي الذي مازال بعيدا عن تقديم الخدمة اللازمة للركاب· ولأن قطع الغيار تشكل هي الأخرى حديثا ذو شجون في عالم السيارات، فإن الصالون وكالعادة سيعرف تنظيم صالون مواز هو إيكيب اوتو الذي سينعقد من31 مارس إلى 03 أفريل القادم ويعرض كل التجهيزات الخاصة بالسيارات·وينتظر منظمو التظاهرة الأكثر جلبا للزوار أن يبلغ عدد هؤلاء في هذه الدورة حوالي 200 ألف زائر بين مهنيين وزوار عاديين كلهم فضول لإكتشاف جديد السيارات وجديد العروض والتخفيضات·