تمكنت بلدية ''إيفيغا'' التابعة لدائرة اعزازقة، على بعد حوالي 50 كلم من ولاية تيزي وزو، من نيل نصيبها من التنمية وتوصلت إلى إنجاز العديد من المشاريع، فيما لا تزال أخرى رهينة نقص التمويل، خاصة مع ضعف ميزانية البلدية مثلما يذكره رئيس البلدية السيد محمود عوار في تصريح ل ''المساء''. وكشف السيد عوار أن البلدية التي تضم 11 قرية، والتي يقطن بها أزيد من 8 آلاف مواطن حسب إحصائيات 2008 تدعمت بمشروع إنجاز مكتبة تقدمت أشغالها بنسبة 80 بالمائة، إضافة إلى مركز ثقافي تكفّل شباب البلدية بالتعاون مع سكان إيفيغا المقيمين بفرنسا بعملية تدعميه بأجهزة إعلام آلي، وتجري حاليا أشغال إنجاز 12 محلا تجاريا، فيما انتهت أشغال إنجاز 39 محلا آخر. ويعتبر مسؤول البلدية المشاريع التي استفادت منها إيفيغا قليلة، لاسيما ما تعلق بقدم شبكة الماء الشروب والصرف الصحي وكذا التهيئة العمرانية التي ينتظرها السكان، خاصة وأن الميزانية لا تتعدى ملياري سنيتم وتعمل البلدية على توزيعها، استجابة لمطالب السكان حسب الأولوية. تسربات المياه وقدم الشبكات ترهق السكان وبشأن عملية التزويد بالماء الشروب، ذكر السيد عوار أن البلدية تحوي خزانين أحدهما بسعة 1000 متر مكعب وآخر ب 5000 متر مكعب واللذان أنجزا في ,1990 غير أنهما لم يُستغَلاّ قطّ، مشيرا إلى أن المنطقة تواجه أزمة الماء على مدار أيام السنة ما عدا قرية أشلام، مقنيعة وثابورث التي لم يعد يطرح بها مشكل الماء بعدما استفادت من أشغال تهيئة الشبكة، حيث أن ال 6 قرى المشكلة لمقر البلدية إيفيغا مُوّنت من واد سيباو، غير أنها تشهد تسربات دائمة بسبب قدم الشبكة التي أنجزت في سنوات التسعينات، مما جعل عملية إيصال الماء إلى كل أرجاء البلدية صعبا، في حين أن بقية القرى تلبي حاجياتها من هذه المادة الحيوية من مياه الآبار، إضافة إلى محطة الضخ الواقعة بواد بوبهير على حافة الطريق الوطني رقم ,71 حيث تواجه هذه الشبكة كذلك مشكل تصدعات وانكسارات نظرا لقدمها، وأمام هذا الوضع عرضت السلطات المحلية على مسؤولي قطاع الري بالولاية المشكلة، وتقرّر سنة 2008 إنجاز الدراسات في إطار المخطط البلدي للتنمية وإحالة الملف على المديريات المعنية، لكن لم يسفر ذلك عن أي نتيجة أو رد إلى يومنا هذا، وأضاف مصدرنا أن السكان يطالبون بربط مساكنهم من سد تاقصبت للقضاء النهائي على مشكل ندرة الماء، لكن هذا يتطلب أولا إعادة تهيئة الشبكة، مشيرا إلى أنهم تلقوا ضمانات من طرف الوالي بحل المشكل، كما تواجه البلدية مشكل قدم شبكة الصرف، حيث كان مقررا إعادة تهيئتها في العديد من المرات، لكن ليس بمقدور البلدية إنجاز الأشغال بسبب الميزانية التي تمنح لها سنويا، وغيرالكافية للإستجابة لانشغالات السكان، حيث تم تجديد قنوات الصرف في إطار البرنامج البلدي للتنمية على مستوى كل من قرية مقنيعة وأورير فقط، فيما أن بقية القرى تشهد تسرب مياه الصرف، بسبب تعرض القنوات لتصدعات وتشققات وكذا لكونها أُنجزت بطريقة فوضوية مما يتطلب رصد ميزانية في إطار البرنامج القطاعي للتنمية. إقبال على السكن الريفي وغاز المدينة على الأبواب وذكر السيد محمود عوار أن بلديته سجلت إقبالا كبيرا على مساعدات البناء الريفي، حيث استفادت 300 عائلة منها، وتدعمت البلدية ببرنامج إضافي يضم 55 حصة، غير أن الطلب يفوق العرض بكثير، إضافة إلى إنجاز 54 مسكناً اجتماعياً فقط، ولقد عمدت البلدية إلى تسخير قطعة أرضية قادرة على استيعاب مشروع 100 مسكن، لكنها لم تتدعم بأية حصة من هذا النوع من البرنامج السكني. إلى جانب ذلك، تم برمجة إيصال الغاز الطبيعي حيث انطلقت الأشغال في سبتمبر 2010 وتم إنجاز 60 كلم من الشبكة ولم تسجل أية معارضة، حيث تم تجنيد4 مؤسسات تسهر على ضمان ربط البلدية وقراها بهذه الطاقة التي وصلت كل من إيفيغا و4 قرى تابعة لآيت إسعاد، في انتظار توسيع العملية المسجلة في إطار المخطط الخماسي الجاري 2010 ,2014 وسيتم تمديد الشبكة إلى غاية البلديات المجاورة كإعكوران وبوزقان، وفيما يخص الكهرباء فان البلدية حققت نسبة تغطية ب100 بالمائة ما عدا السكنات التي أنجزت حديثا. في انتظار سد نقائص القطاعات الحيوية وذكر رئيس بلدية إيفيغا أن المنطقة تشهد نقصاً في التغطية الصحية، حيث تحوي البلدية 5 قاعات علاج والتي تتوزع بكل من مقنيعة، أشلام، إيفيغا وآيت إسعاد،فيما تفتقر لعيادة توليد ومستشفى، حيث يضطر المرضى والحوامل إلى التنقل إلى مدينة أعزازقة على مسافة 13كلم. وعن قطاع التربية، قال المتحدث أن المنطقة تحوي 6 مدارس إبتدائية والتي دعمت بكل الإمكانيات من تدفئة، مطاعم مدرسية وغيرها، إضافة إلى متوسطة، فيما أنها تفتقر إلى ثانوية ويضطر التلاميذ إلى التنقل إلى دائرة أعزازقة للدارسة هناك، مشيرا إلى أن البلدية تضمن نقل تلاميذ الأطوار الأخرى ما عدا تلاميذ الطور الثانوي الذين ينتقلون بإمكانياتهم الخاصة، وأن مشكل النقل ليس مطروحا بالبلدية. وتأسف السيد عوار للحالة التي يتواجد عليها الملعب البلدي لإيفيغا، الذي انطلقت أشغال إنجازه وتوقفت، لتستأنف الأشغال وتتوقف من جديد بسبب مشكل التمويل، مشيرا إلى أنه ولضمان إنهاء الأشغال يجب على السلطات المعنية رصد ميزانية قدرها 6 مليون دج، ليفتح الملعب أبوابه لشباب المنطقة. وبشأن البيئة، أضاف محدثنا أن إيفيغا تفتقر لمفرغة عمومية تخلّص البلدية وقراها من مشكل النفايات، التي حولت قراها إلى مفرغات، موضحا أن كل قرية تضم مفرغة خاصة بها يقوم سكان كل قرية بحرقها بصفة يومية، للتقليل من الأكوام المكدسة التي يزداد حجمها يوما بعد يوم.