تناقلت مصادر إعلامية يمنية أمس خبر إصابة الرئيس علي عبد الله صالح ووزيره الأول علي محمد مجاور بجروح في قصف إستهدف القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء. وذكرت مصادر أمنية يمنية أن أربعة من عناصر الحرس الجمهوري قتلوا في سقوط قذائف هاون على مسجد القصر الرئاسي حيث كان الرئيس علي عبد الله صالح يؤدي صلاة الجمعة مما أدى إلى إصابته هو كذلك بجروح وصفت بغير الخطيرة رفقة أعضاء من حكومته. وأضافت المصادر أن الرئيس أصيب في مؤخرة رأسه خلال الهجوم ولكنه في حالة صحية جيدة واعدا بأنه سيعقد ندوة صحفية حول الحادثة التي أصيبت فيها عدة شخصيات سياسية وبرلمانية. وشهدت العاصمة اليمنية أمس تصعيدا خطيرا بعد هدوء حذر فجر أمس تبادلت فيه القوات الحكومية وموالين الصادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد النار لعدة ساعات إستعملت فيها قذائف الهاون والقذائف الصاروخية من الجانبين. وكشف طارق الشامي الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن المسجد القريب من القصر الرئاسي أصيب بقذيفتي هاون مما أدى إلى تضرر أجزاء كبيرة منه متهما الشيخ الصادق الأحمر بالوقوف وراء عملية القصف. ووصف الشامي ما حدث بأنه ''تجاوز لكل الخطوط الحمراء وأن الصادق الأحمر يكون بمثل هذا العمل قد وضع نفسه في وضعية جد حرجة''. وكانت المواجهات بين الجانبين إندلعت بضراوة غير معهودة أستعملت فيها قذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة استهدفت بشكل خاص مقر إقامة الشيخ الأحمر في حي الحصبة في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء لليوم الرابع على التوالي. ورغم الحصار الأمني الذي فرضته القوات الحكومية على ساحة التغيير في قلب مدينة صنعاء فإن ذلك لم يمنع مئات المتظاهرين من التدفق عليها مباشرة بعد إنتهاء صلاة الجمعة في محاولة لمواصلة الضغط على الرئيس علي عبد الله صالح لإرغامه على الرحيل. ويتواصل هذا المشهد نهاية كل أسبوع في حلقات ما أصبح يعرف بجمعة الغضب والرحيل والمقاومة وغيرها من التسميات التي أرادها المتظاهرون رسائل باتجاه النظام الحاكم للدفع به إلى مغادرة السلطة في هذا البلد. وخلفت مواجهات نهاية الأسبوع مقتل ما لا يقل عن 70 متظاهرا في عدة مدن يمنية شهدت تنظيم مظاهرات احتجاجية بنفس الشعارات المطالبة بتنحية الرئيس علي عبد الله صالح. يذكر أن لغة السلاح طغت على المشهد اليمني بعد أن فشلت كل المساعي الخليجية من أجل إحتواء الوضع وإقناع الرئيس صالح بالتوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تضمنت مخرجا سلميا للأزمة المستفحلة في اليمن منذ فيفري الماضي. ورغم فشله المتكرر في إقناع الطرفين بالتوقيع على هذه المبادرة إلا أن عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي يقوم با لوساطة أكد أمس أنه لن يمل في مساعيه وأنه سيواصل جهوده إلى غاية التوصل إلى تسوية سياسية للصراع. وفي وقت رفض فيه الرئيس صالح إلى حد الآن التوقيع على المبادرة الخليجية كشفت الرئاسة السنيغالية أن الرئيس اليمني إلتمس منها التوسط لدى فرنسا والولايات المتحدة من أجل إقناعهما بالضغط من أجل فرض وقف لإطلاق النار يلتزم فيه بإجراء إنتخابات رئاسية لن يشارك فيها.