أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس على ضرورة التزام الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين ببنود العقد الاجتماعي والاقتصادي الموقع بين النقابة والحكومة سنة 2ش006 ومن ثمة المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للعمال·
وقال الرئيس بوتفليقة في كلمة بعث بها إلى المشاركين في المؤتمر ال11 للاتحاد العام للعمال الجزائريين وقرأها مستشاره الشخصي السيد محمد علي بوغازي أن هذا العقد الاقتصادي والاجتماعي يشكل إطارا يتعين تعزيزه بالتزام جميع الشركاء ببنوده وتطبيقها، كون ذلك كفيل بتحسين الأوضاع المعيشية للعمال والمتقاعدين، وذكر أن النتائج التي توصل إليها العمال بفضل الاتفاقيات الجماعية للفروع تؤكد على ذلك· وأبرز الرئيس بوتفليقة أيضا "فضائل" هذا العقد باعتباره "يترجم جودة الروابط والحوار الاجتماعي ويتوخى ترقية مصالح العمال" من جهة، كما يلزم شريحة العمال بضرورة الاضطلاع بواجبهم" من جهة أخرى· ويساهم العقد أيضا، حسب ما أوضحه الرئيس في تكريس علاقات الثقة والإخلاص بين الشركاء ويؤكد تعزيز مسار التنمية الذي تم الشروع فيه منذ بضع سنوات"، مضيفا أن "العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي يجب أن يساهم في تعزيز مسار المصالحة الوطنية" · ورافع الرئيس بوتفليقة لصالح الإجراءات التي تتخذها السلطات من اجل الاهتمام بالشباب وتوفير مناصب الشغل لهذه الفئة ودعا أرباب العمال والمركزية النقابية الى الانخراط بصفة فعالة في مسعى التحكم في سوق الشغل وأكد أن إشكالية التشغيل وضعت في مقدمة "الانشغالات الكبرى التي يفرض حلها خوض غمار معركة وطنية حقيقية"، مؤكدا أن "الاستثمارات وأداء المؤسسات العمومية والخاصة المحلية منها والأجنبية ومشاركة كافة الأطراف الفاعلة في مسار التنمية لن تكون لها فائدة ترجى ما لم تندرج في إطار هذا المنظور وتراعي هذه المقتضيات التي تشكل أولوية بالنسبة لنا جميعا" · وأكد الرئيس بوتفليقة أن نجاح سياسة التشغيل في البلاد لا تتوقف عند الجهود التي تبذلها الحكومة "بل يقتضي تكفلا اجتماعيا من قبل قاطبة الشركاء الاجتماعيين" · وعبر رئيس الجمهورية في هذا السياق عن أمله في أن يواصل الاتحاد العام للعمال الجزائريين إسهامه إلى جانب السلطات العمومية وأرباب العمل في الجهود المبذولة قصد "تمكين الشباب والعمال من اكتساب المعارف والكفاءات التقنية اللازمة لإنجاز مشاريعنا على أحسن وجه" · ومن جهة اخرى، اعتبر الرئيس بوتفليقة في كلمته الموجهة للنقابيين وبحضور رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم وأعضاء من الطاقم الحكومي ورؤساء أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية إصدار القانون العام للوظيف العمومي والقوانين الخاصة به خطوة تندرج ضمن " تحديث مهام الدولة ومن شانه ان يستجيب لتطلعات الموظفين على كافة المستويات" · وكان انعقاد المؤتمر ال11 للنقابة فرصة للرئيس بوتفليقة للتذكير ببعض الانجازات التي تحققت على جميع الأصعدة وقال ان المؤتمر"ليتيح لنا الفرصة لتعداد بعض الانجازات"، وذكر تحرر الجزائر من "عبء المديونية المرهق" ومباشرتها سياسة إرادية تجسدت في جملة من الإصلاحات ميزها وضع برامج وآليات للتكفل بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية· وأضاف الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد "لقد شهدت قطاعات التعمير والسكن والهياكل القاعدية من طرق وسكك حديدية ومنشآت فنية كبرى من جسور وسدود وشبكات توصيل المياه والغاز والكهرباء ومن مدارس وثانويات وجامعات وصحة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال تحولات مذهلة يلمسها المواطن في حياته اليومية"، واعتبر انه لا مجال للمقارنة بين وضع الجزائر بالامس وما أصبحت عليه اليوم· وفي ظل التحولات التي تعرفها البلاد والعالم، أكد الرئيس بوتفليقة "إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكثيف الجهود واليقظة"، ودعا الاتحاد العام للعمال الجزائريين باعتباره ركنا من أركان التجدد الوطني الى " المساهمة في تعزيز تنميتنا الاقتصادية والاجتماعية وبالتحلي باليقظة أمام محاولات المساس بمصالح المجتمع" · ومن نفس المنظور، قال القاضي الأول في البلاد أن الإتحاد العام للعمال الجزائريين سيظل "أحد الأطراف الفاعلة المتميزة وطنيا بفضل تمسكه بإشاعة الاستقرار الاجتماعي والسلم في ربوع الوطن"، مشيدا بدوره "في الدفاع عن الجمهورية في الظروف الحرجة التي مرت بها"وكذا بالدور الذي " يتولاه في السعي من اجل الحفاظ على توازنات المجتمع الجزائري والدفاع عن المصالح العليا للبلاد"، وذكر بانجازاته وأضاف انه استطاع ان يوفق بين العمل النقابي والحوار مع السلطات العمومية· وذكر الرئيس بوتفليقة في كلمته بدور الاتحاد خلال الثورة التحريرية وابرز الصلة التي "لا تنفصم عراها" بين الحركة النقابية الجزائرية وحركة التحرير الوطنية التي "جسدها أعلام أماجد دخلوا ملحمة المقاومة من بابها الواسع ماضيا وحاضرا"، مشيرا الى ايدير عيسات وعبد الحق بن حمودة· ومن جهة أخرى، ابرز الرئيس بوتفليقة دور الاتحاد العام للعمال الجزائريين على الصعيد الدولي، موضحا انه كان "طرفا فاعلا في كافة المراحل التاريخية التي مرت بها بلادنا وعضوا نشطا في منظمة العمل الدولية، كما انه يشارك في المنظمات النقابية التي أقام معها وشائج تضامن دولي متينة" · وأضاف أن "تنفيذ الشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا (نيباد) يمنح الاتحاد العام للعمال الجزائريين فرصة التعاون مع نقابات القارة الإفريقية المتوخى منها الاضطلاع بدور هام في تحقيق أهداف هذه المبادرة التي لم يسبق لها مثيل في القارة" ·ع·يونسي