قد تؤدي التكنولوجيات الحديثة والكتب الرقمية والشبكات الاجتماعية ووسائل الاتصال الأخرى المتوفّرة على الشبكة العنكبوتية إلى بروز نوع جديد من الأدب العربي في العالم العربي، يتميز عن الأعمال الكلاسيكية من حيث اللغة حسب ما أكّده مؤلّفون عرب في الجزائر العاصمة. سيتميّز النوع الجديد بلغة سهلة ودقيقة تتخلّلها أحيانا كلمات موجزة كثيرا ما تستعمل في البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة وسيكون صانعوها من الأجيال الشابة من الروائيين حسب وجهة نظر طوّرها كتّاب خلال لقاء تلاه نقاش في إطار المهرجان الدولي الرابع للأدب وكتاب الشباب حول موضوع ''تكنولوجيات جديدة كتابات جديدة''. وأوضحوا مع ذلك أنّ هذا النوع الجديد من الكتابة يعود أساسا إلى الانتشار السريع للأنترنت والخدمات التي تقترحها، ولكنّه يتوقّف على وعي المؤلّف دون أن يشكّل مع ذلك ''تهديدا'' ضدّ الأنواع الأخرى من الأدب، وبخصوص أثر التكنولوجيات الجديدة على الإبداع والخيال الأدبي، أجمع المتدخّلون على التأكيد أنّها تسمح للكتاب والمؤلّفين باكتساب آفاق جديدة وإلهام جديد في مجال الكتابة، وأنّها تمنح لقرّاء العالم بأسره خيارا واسعا في القراءة وبالتالي اكتشاف رجال أدب من مختلف الآفاق تكون قراءتهم سهلة وسريعة. وأوضح رابح بلطرش (شاعر جزائري ومؤسس موقع انترنيت ثقافي) أنّ الانترنت يتوفّر على مزايا كثيرة بالنسبة للكاتب، بحيث تسمح له بنشر كتاباته على الشبكة العنكبوتية وتقاسمها مع جمهور عريض من كافة أنحاء العالم دون التعرّض - كما قال - إلى ''احتكار'' المطبعات، وأعرب في هذا السياق عن عدم اكتراثه لحجم العمل الأدبي سواء كان رقميا أو على الورق، إذ أنّ المهم بالنسبة إليه هو نشره وتقاسمه مع القرّاء الذين لا يتردّدون أبدا - حسبه - على القيام بانتقادات مباشرة. وبخصوص هذه النقطة أوضح الكاتب والمترجم التونسي وليد سليمان أنّ مبدأ الكتابة يبقى نفسه سواء كانت على الورق أو على دعائم أخرى، المهم بالنسبة له أن يكون تفاعل مع القراء، وسجّل أنّ الكتاب الرقمي كسر كلّ أنواع الرقابة أو منع البيع التي كان يعاني منها الكتاب من قبل لأسباب كثيرا ما كانت سياسية، ويرى أنّ نوعية الكتابة هي من تصنع نجاح أو فشل مؤلّف ما وليس الشكل الذي ينشر فيه. واعتبر الروائي المصري خالد البري من جهته أنّ موقع الواب يثري خيال الكاتب ويعطيه آفاقا جديدة في الإبداع، إذ أنّ الأنترنت أصبحت جزءا من شخصيته سواء كان مؤلّفا قديما أو معاصرا، كما سجّل أنّ النوع البصري يعتبر طريقة جديدة في التعبير عن المشاعر وتقاسمها مع آلاف الأشخاص وتلقي في المقابل ردود فعلهم وتعاليقهم، ويعتقد أنّ كلّ هذا النشاط يلعب دورا كبيرا في تطوير خيال كاتب ما ويحثّه على البحث عن تجارب جديدة في مجال الكتابة، ومن جهة أخرى فنّد وجود نزاعات بين النشر الرقمي والنشر على الورق.