قدمت الأممالمتحدة أمس مبلغ 1,5 مليون دولار كمساعدات إنسانية لصالح اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف لتلبية جزء من الاحتياجات الأساسية لأكثر من 160 ألف لاجئ صحراوي مقيمين في هذه المخيمات منذ أكثر من ثلاثة عقود في ظروف مأساوية. وذكر بيان أصدره الصندوق المركزي للتدخل الاستعجالي التابع للأمم المتحدة أن جون هولمز منسق المساعدات الاستعجالية للأمم المتحدة منح 1,5 مليون دولار "من أجل تعزيز برامج المساعدة العاجلة لأكثر من 90 ألف صحراوي المدرجين في قائمة اللاجئين الصحراويين الأكثر حرمانا. وخصص مكتب المساعدات الإنسانية هذا المبلغ بعد عملية تقييم قام بها بداية العام الجاري في أوساط السكان الصحراويين في المخيمات وتم التأكد خلالها أن نسب سوء التغذية بين المستفيدين بلغت 18 بالمائة. وتم التأكيد وفق نتائج هذه المعاينة الميدانية أنه على الرغم من المساعدات الغذائية التي يمنحها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للسكان اللاجئين تحظى بتمويل جيد نسبيا إلا أنها أكدت في المقابل أن البرامج التكميلية التي تغطي قطاعات أخرى تعاني من عجز مالي كبير يرهن العيش الكريم للاجئين. وعبرت الأممالمتحدة عن أسفها لكون المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد وجهت نداء لتوفير 6,03 مليون دولار من أجل مساعدة اللاجئين الصحراويين إلا أنه لم يتم الحصول إلى حد الآن سوى على مبلغ 2,66 مليون دولار بما يعادل 44 بالمائة من إجمالي الاحتياجات الحقيقية للاجئين الصحراويين. كما تم التأكيد في هذا الخصوص أن أموال الصندوق المركزي للتدخل الاستعجالي للأمم المتحدة سيوزعها المنسق المقيم لأنظمة الأممالمتحدة "مع إعطاء الأولوية لبرامج الإعانات الاستعجالية للاجئين". وتعد هذه الأموال المخصصة لبرنامج مساعدة اللاجئين الصحراويين جزء من حوالي 55 مليون دولار التي منحها منسق المساعدات العاجلة الخاصة بالأممالمتحدة من خلال مسار لدعم برامج الحالات العاجلة التي تعاني من عجز في التمويل عبر العالم. وتوجد الجزائر من بين البلدان المانحة للصندوق المركزي للتدخل الاستعجالي للأمم المتحدة بمساهمة منتظمة منذ سنة 2006 لهذه الهيئة. وتكون جبهة البوليزاريو بفضل هذه المساعدات وتلك التي سبق للاتحاد الأوروبي أن قدمها للاجئين الصحراويين قد كسر محاولة السلطات المغربية إقناع الدول والهيئات العالمية المانحة بعدم تقديم مساعدات للاجئين الصحراويين بدعوى أنها مساعدات تحول لغير أهدافها وتستغل في غير أغراضها الموجهة من طرف قيادة البوليزاريو. ودحض الصليب الأحمر الدولي الذي يبقى من أكبر الهيئات الداعمة للاجئين الصحراويين في العديد من المرات المزاعم المغربية بعد أن اقتنع من خلال زيارات ميدانية أن المساعدات توزع بشكل عاد ومنصف بين السكان. وكانت الرباط تسعى من خلال حملتها تلك إقناع المانحين بعدم مد مساعداتهم للاجئين الصحراويين في محاولة لإثارة سخطهم السكان ضد قيادة جبهة البوليزاريو.