دق الهلال الاحمر الصحراوي ناقوس الخطر بخصوص تدهور الوضعية الانسانية التي أصبح يعانيها قرابة 160 الف لاجئ صحراوي في مخيمات اللاجئين بسبب تراجع المخزون الغذائي وانعكاس ذلك سلبا على وضعيتهم الصحية. وناشدت الهيئة الانسانية الصحراوية البلدان المانحة والمنظمات الدولية وغير الحكومية ولجان الصداقة والمجتمعات المدنية وكافة أصدقاء الشعب الصحراوي لتقديم مساعدات عاجلة من مختلف المواد الغذائية ل"تجنب وقوع كارثة انسانية حقيقية ان لم يتم تدارك الموقف بشكل عاجل" . وطالب الهلال الاحمر الصحراوي في هذا الشأن برنامج الاغذية العالمي والامانة العامة الاوروبية للمساعدات الانسانية "الاسراع لتجديد المخزون الغذائي الاحتياطي الموجه للاجئين الصحراويين في أقرب الاجال" . وأوضح في بيان له أن اعادة بناء المخزون الاحتياطي من الاغذية "سيمكن من تفادي التأثيرات السلبية على اللاجئين الصحراويين بسبب عدم انتظام وصول المساعدات الغذائية وتأخرها والموجهة للآلاف من النساء والاطفال الابرياء الذين يعتمدون بالكامل على المساعدات الانسانية الدولية" ظ. وكشف الهلال الاحمر الصحراوي امس ان آلاف الصحراويين لم يحصلوا منذ 18 يوما سوى على حوالي8.8 بالمائة من حصتهم من المواد الغذائية لشهر ماي الجاري والتي يفترض أن يوفرها لهم برنامج الاغذية العالمي مع مطلع كل شهر وفق الاتفاقية التي تشمل الفترة الممتدة من جانفي 2008 الى جوان 2009 " . وتمت الاشارة بالمناسبة الى أن النقص الكبير في المواد الغذائية الاساسية يحدث في ظل "عدم وجود مخزون احتياطي" الذي نفذ منذ نهاية سنة 2006 بالكامل والذي كانت تموله المديرية العامة للمساعدات الانسانية الاوروبية" . واكد الهلال الاحمر الصحراوي ان هذا النقص الحاد في الغذاء وتأخر وصول المساعدات الانسانية "ستكون له نتائج وخيمة على صحة هؤلاء اللاجئين وخاصة اولئك الذين يعانون من امراض مزمنة" . وأشارت الهيئة الانسانية الصحراوية إلى أن النتائج الاولية لأحدث دراسة انجزتها عدة منظمات انسانية دولية شهر افريل الماضي أظهرت أن سوء التغذية الحاد عند الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 6 و59 شهرا قد تضاعف عما كان عليه سنة 2005 . كما سجلت الدراسة نسبة مرتفعة من الاصابة بفقر الدم عند هؤلاء الاطفال بنسبة بلغت 61 بالمائة والنساء الحوامل بنسبة 65 بالمائة والنساء في سن الانجاب بنسبة 55 بالمائة. ووفقا لهذه المعطيات فقد اعتبر الهلال الاحمر الصحراوي الوضعية الحالية التي يواجهها أكثر من 158 ألف من اللاجئين الصحراويين الاكثر ضعفا "حالة استعجالية من الدرجة الاولى" . بما يستدعي عناية خاصة بهم لانقاذهم من موت محقق.