أصبحت الجهة الشرقية من حوض البحر الأبيض المتوسط مقبرة كل مبادرة لمحاولة فك الحصار عن قطاع غزة، وميدانا تداس فيه الحرية وحقوق الإنسان، حيث وصل الحد إلى قتل النشطاء الحقوقيين الذين يسمحون لأنفسهم بالمشاركة في قوافل الحرية المتجهة إلى غزة بحرا. يحدث هذا بعد أن أصبحت لإسرائيل اليد الطولى في هذا المحيط البحري تفرض فيه منطقها بأعمال القرصنة على البواخر المبحرة باتجاه سواحل غزة وتعترضها حتى بعيدا عن المياه الاقليمية لفلسطين المحتلة، وفي المياه الدولية كما حدث مع مبادرات سابقة. إن الكيان الصهيوني المصطنع الذي يقدم نفسه على أنه ''الدولة الديمقراطية'' الوحيدة في الشرق الأوسط وتزكيه الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنه كذلك، يعمل على قمع الفلسطينيين وتجويعهم وسلب أراضيهم ظلما وعدوانا ويخضعهم لخيارين أحلاهما مر، إما الإبعاد أو الإبادة الجماعية. وهاهي إسرائيل تمعن في تحدي الرأي العام الدولي بالاستيلاء على ''باخرة الكرامة'' الفرنسية التي كانت متجهة إلى غزة تحمل نشطاء حقوقيين بعد أن ضغطت على قبرص حتى لا تسمح لأسطول الحرية بالإبحار ابتداء من مرافئه. إنها الغطرسة الصهيونية المدعومة من الدول الغربية التي أجهضت كل مبادرة من شأنها أن تمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع أبسط حقوقه ووضعت المجموعة الدولية في موقع المتآمر على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه في إقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف.