قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر مساء أمس حكما ب15 سنة سجنا نافذا في حق ياسر سالم المدعو ابو جهاد المصري والمؤبد في حق المتهمين الآخرين محمد حاج نعاس ولحمر عواد· وكان النائب العام لمحكمة الجنايات التمس في مرافعته حكم المؤبد في حق ياسر سالم والإرهابيين الاثنين وغرامة مالية تقدر بمليون دينار لكل واحد منهم محاكمة قضية أبو جهاد المصري انطلقت صباح أمس، بحضور مكثف لرجال الإعلام والمحامين واستمرت إلى ساعة متأخرة من الليل، خاصة أمام العدد الكبير من المحامين الذين تأسسوا للدفاع عن المتهمين الثلاثة سبعة منهم لياسر سالم وحده أحدهم الأستاذ منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية بمصر· ومنذ الوهلة الأولى حاول قاضي الجلسة الذي كان مرفوقا بمساعدين ومحلفين اثنين انتزاع اعتراف من المتهمين الثلاثة عند الاستماع إليهم واحدا تلو الآخر وأعطى لهم كامل الحرية للحديث أمام محكمة الجنايات، وواجههم بمحاضر التصريحات التي أدلوا بها أمام الضبطية القضائية وأمام قاضي التحقيق· ويتابع الإرهابيان الجزائريان بتهمة الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة والمشاركة في أعمال تخريبية وأعمال إجرامية والقتل واستهداف أفراد من قوات الجيش، ووجهت لأبي جهاد المصري ثلاث تهم هي تجنيد مقاتلين "لجهاد" القوات الأمريكية في العراق ومحاولة تفجير مركز الدعوة اليهودية في المدن الإسلامية والذي مقره تونس وإجراء عمليات جراحية لإرهابيين جرحوا جراء قصف مروحي لمواقع إرهابية من طرف الجيش· وألقي القبض على الثلاثة في بداية 2006 في عملية لقوات الأمن بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة وحجزت لدى هؤلاء أسلحة نارية· والبداية كانت مع المتهم الأول محمد حاج النعاس، الذي عاد إلى يوم 27 ماي1997 تاريخ إلتحاقه بالجماعات الإرهابية بمدينة الشلف ثم انتقل إلى مدينة الرمكة بولاية غليزان، وأكد أن التحاقه بالجماعات المسلحة كان عن طريق ابن خالته الذي قام باختطافه· ونفى المتهم الذي وجهت له تهمة الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة لمدة سبع سنوات، مشاركته في عمليات مسلحة استهدفت عناصر من الجيش، وهنا واجهه القاضي بوقائع اغتيال 25 عسكريا بالشلف في بداية 1998 وعملية اغتيال 26 عسكريا بولاية غليزان· وأمام إصرار المتهم على نفي التهم المنسوبة إليه، سأله القاضي لماذا بقي في صفوف الجماعات المسلحة طول هذه الفترة ولم يسلم نفسه في إطار قانون الرحمة ثم الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية؟، فلم يجد من رد سوى القول أنه كان محاصرا من طرف العناصر الإرهابية· وعن علاقته بياسر سالم المدعو أبو جهاد المصري أكد أنه التقاه سنة 2004 بعد أن حوّل من غليزان إلى العاصمة لإجراء عملية جراحية بعد إصابته بكسر جراء قصف مروحي قامت به قوات الجيش سنة 2000، واعترف بأن ياسر سالم هو من تكفل بكل الترتيبات الخاصة بعلاجه· أما المتهم الثاني لحمر عواد فرغم إنكاره التهم المتعلقة بالقيام بعمليات إرهابية مسلحة ضد أفراد الجيش فقد أقر باتصالاته مع ياسر سالم بإيعاز من سليم الأفغاني المدعو أبو جعفر أحد أمراء الجماعات المسلحة قصد تجنيده للذهاب للجهاد ضد القوات الأمريكية في العراق· وباللهجة المصرية المعهودة تقدم المتهم الثالث ياسر سالم أمام قاضي محكمة الجنايات، وفي القاعة زوجتاه وممثل عن السفارة المصرية بالجزائر ليسرد تفاصيل اتهامه وإلقاء القبض عليه مع المجموعة الإرهابية، حيث نفى أبو جهاد المصري المحبوس بسجن سركاجي بالعاصمة منذ بداية 2006 أية صلة له بمحاولة تفجير مركز الدعوة اليهودية في المدن الإسلامية الذي مقره تونس وقال أن هذا المركز غير موجود أصلا· وفي نفس الاتجاه أشار فيما يخص معالجة إرهابيين، إلى محمد حاج نعاس، نفى التهم المنسوبة إليه وقال أنه قام بذلك تحت التهديد، وسأله القاضي لماذا لم يقم بإبلاغ سلطات الأمن بذلك وهو الذي يعرف الجزائر جيدا حيث دخلها سنة 1993 ويشتغل كموزع للمواد الصيدلانية فاحتج بأنه كان مراقبا وأن كل عائلته كانت تحت "رحمة" الإرهابيين الذين كانوا هددوه بقتل زوجتيه وأولاده إن بلغ عنهم· وواجهه القاضي أيضا بحقائق وردت في التحقيق تخص تجنيده خمسة أشخاص للذهاب إلى العراق لجهاد القوات الأمريكية وبأنه هو من كان منسق محور الجزائر سوريا الفلوجة ويزود العناصر حديثة الإنضمام للهجرة إلى العراق بمبالغ مالية معتبرة بالعملة الأجنبية· *