صرح مساء أول أمس، المحامي المصري منتصر الزيات، على خلفية إدانة موكله "أبو جهاد" المصري بتهم تتعلق بالإرهاب ب 15 سنة سجنا نافذا من طرف محكمة الجنايات بالعاصمة، بأنه سيطالب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالعفو على الرعية المصري وتمكينه من الاستفادة من قانون السلم والمصالحة. باعتبار أن هناك أشخاصا كانوا متورطين في القضية واستفادوا من انقضاء الدعوى العمومية، كما أكد المحامي الزيات بأنه سيطعن في الحكم الصادر ضد موكله أمام المحكمة العليا، لأنه لا ينتمي إلى أي جماعة إرهابية ولم يقم بتجنيد الجزائريين للجهاد في العراق. وفي السياق نفسه أدانت محكمة الجنايات المتهمين الجزائريين (حاج نعاس) و(لحمر عواد) اللذين كانا ينشطان تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر بالسجن المؤبد لتورطهما في هجومات على ثكنات الجيش وبث الرعب وسط السكان. هذه الأحكام التي نطق بها قاضي الجنايات في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، أثارت استهجانا كبيرا من قبل أهالي ودفاع المتهمين، وكانت على عكس ما طالب به المحامون أثناء المرافعات، حيث حاول الأستاذ مصطفى بوشاشي في دفاعه عن المتهم (حاج نعاس محمد) أن يطالب من عدالة المحكمة أن تنظر إليه بعين الرأفة، باعتبار أنه مريض وتأسف كيف استثني من المصالحة، رغم أنه لم يشارك في عمليات القتل وغيرها. وهو نفس المطلب الذي تحدث عنه الأستاذ عسياني في دفاعه عن المتهم (لحمر عواد) مستغربا كيف استفاد 11 شخصا كانوا في نفس القضية من انقضاء الدعوى العمومية وبقي ثلاثة منهم رهن الحبس. أما الأستاذة حسيبة بومرداسي في دفاعها عن الرعية المصري ياسر سالم، فقد طالبت ببراءته التامة من التهم المنسوبة إليه، باعتبار أنه غير جزائري، وبالتالي لا يحاسب بتهم الانتماء إلى جماعة إرهابية في الخارج، كما تأسفت لاعتبار المشرع "الجهاد" في العراق إرهابا، متسائلة كيف يخلط بين الشعب الذي يدافع عن أرضه والإرهاب؟ وهو نفس الطرح الذي أتى به منتصر الزيات خلال مرافعته بقوله: "نحن كلنا ضد الإرهاب وقتل المدنيين في الجزائر والعراق ومدريد ولندن... لكننا كلنا في جميع البلدان العربية ندعم حركات المقاومة بالعراق؟!". وأضاف في دفاعه عن أبو جهاد بأنه لا يوجد أي دليل يؤكد انتماءه للإرهاب. وأكد قائلا: "أين هو التنظيم الذي أنشأه ياسر سالم، هل هو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أم الجماعة الإسلامية المسلحة..."؟ وعلى هذا الأساس وأمام انعدام أي دليل مادي طالب منتصر الزيات بالبراءة التامة لموكله. إلهام بوثلجي