كشف منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، الذي تأسس أمام العدالة الجزائرية في حق المصري ياسر سالم المدعو أبو جهاد المصري، أن موكله ياسر سالم قام بالتبرع بأمواله لمساعدة الجزائريين الراغبين في الذهاب إلى الجهاد في العراق عملا بفتوى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي دعا المسلمين إلى مساندة إخوانهم في العراق، وقال الزيات "لقد قال لي ياسر سالم إنه قدم المساعدة للشباب الذين طلبوا منه المساعدة فقط وعددهم خمسة شبان اشترى لهم تذاكر سفر إلى سوريا من أجل الدخول إلى العراق عبر الحدود العراقية السورية، كما منح لكل منهم 100 دولار". وركز منتصر الزيات في تدخله خلال حصة "صناعة الموت" التي تبثها قناة العربية الفضائية على أن الملف القضائي لياسر سالم كان نظيفا قبل هذه القضية، وأن أجهزة الأمن المصرية لم تشتبه فيه ولا مرة ولم يسبق لها أن حققت معه، غير أن الزيات اعترف أن أبو جهاد مذنب في شيء واحد وهو أنه أمد خمسة شبان جزائريين بمائة دولار واشترى لهم تذاكرا ليذهبوا إلى العراق، وهو فقط ما يمكن أن نحاسب عليه ياسر سالم على حد تعبيره أما باقي أوراق التحقيق، فكلها تنفي أنه قام بتأسيس تنظيم إرهابي في الجزائر أو في العراق. ونفى الزيات أن يكون أبو جهاد قد التقى أسامة بن لادن أو سافر إلى أفغانستان أو باكستان من قبل، مستندا في ذلك إلى أن ياسر يبلغ من العمر حاليا 45 سنة. وأكد الزيات أنه يملك الثقة الكاملة في المحكمة العليا التي كما قال ستنصف ياسر سالم وتمنحه الحق في الإستفادة من المصالحة الوطنية بين الجزائريين، على غرار كل الجزائريين الذين حملوا السلاح ثم تابوا، غير أن قناة العربية بثت بالصوت والصورة تصريحات شاهد عيان الجزائر العاصمة يدعى إلياس قال "تعرفت على ياسر سالم عقب صلاة الجمعة في أحد المساجد بالجزائر العاصمة، عندما تقرب مني وأبدى رغبته في التعرف علي، وقدم نفسه على أنه مستورد للأجهزة الطبية وأنه مصري مقيم في الجزائر، ويحمل الجنسيتين الجزائرية والمصرية، وبعد أخذ ورد في الكلام"، يضيف إلياس، "بعدها دعاني ياسر سالم إلى تناول المشوي في أحد المطاعم وهناك تبادلنا الحديث مطولا حول مختلف المواضيع، وتعرفنا على بعض أكثر، وضرب لي موعدا يوم الجمعة الموالي في مسجد أبو ذر الغفاري الكائن قرب قصر المعارض، بالصنوبر البحري في برج الكيفان، وقد التقينا فعلا في هذا المسجد، وهناك بادر ياسر سالم إلى التحدث عن الجهاد وسألني عن رأيي في الجهاد بالجزائر، فأجبته أن الجهاد مشروع في الإسلام، لكن ما يحدث في الجزائر ليس جهادا وأن ما يقوم به الشباب الذين حملوا السلاح في الجزائر ليس جهادا وأني أنصحهم بالنزول من الجبل، لأنهم على خطأ". "كان هذا موضوع حديثي مع ياسر سالم في ثاني موعد جمعني به يقول إلياس لكن أحد معارفي لمحني وأنا أتحدث مع ياسر سالم داخل المسجد، فجاء إلي وسألني إن كنت أعرف هذا الشخص جيدا، أخبرته أني تعرفت عليه منذ أسبوع، فحذرني منه وقال لي "أنصحك أن تبتعد عنه، لأنه دعا بعض الشباب إلى الجهاد عن طريق التلميح لهم بأنه يستطيع مساعدتهم للذهاب إلى الجهاد في العراق، ويضيف إلياس "قال لي كذلك بأن ياسر سالم كان على اتصال مع شخص يسكن معه في نفس الشارع ببلدية براقي شرق الجزائر العاصمة، يدعى كمال، وقد عرض ياسر عليه المساعدة المالية للإلتحاق بالعراق إن كانت لديه رغبة في الجهاد". وأردف إلياس قائلا "في البداية لم أستوعب الأمر، وبقيت على اتصال مع ياسر، حيث التقيته مرة أخرى، وفي خضم حديثنا أخبرني ياسر بأنه التقى بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ثلاث مرات في منطقة بيشاور بباكستان في منتصف التسعينيات، وأنه يؤمن بفكرة الجهاد في العراق، فحذرته بشدة من أن يغدر بي، وقلت له كن واثقا بأني سأقتلك إن خدعتني، إن غدرت بي أو سببت لي مشاكل مع مصالح الأمن"، علما أن المصري ياسر سالم المصري متزوج ثلاث مرات من جزائريات، يقيم بالجزائر ويحمل الجنسيتين المصرية والجزائرية، وهو مستورد للمستلزمات الطبية الجراحية، تم توقيفه سنة 2006 بالعاصمة على متن سيارة رفقة الإرهابيين حاج نعاس محمد ولحمر عواد اللذين كانا محل بحث من طرف مصالح الأمن لضلوعهما في أعمال إرهابية ضد عناصر الجيش، وكانا ينشطان ضمن جماعة مسلحة تعرف باسم "حماة الدعوة السلفية"، وقد عثرت مصالح الأمن عند تفتيش سيارته على سلاح ناري وذخيرة وقنبلة يدوية ملك للمتهم لحمر عواد. جميلة بلقاسم