أحدث تواجد الطلبة الجامعيين هذه السنة في عطلة تزامنا مع شهر رمضان تغييرا جذريا من حيث الضغط الذي كان يسجل أياما قبل حلول عيد الفطر، تبعا للتوافد الكبير للمسافرين الراغبين في التنقل من الجزائر العاصمة إلى باقي الولايات الأخرى، وما يتبع العملية من مضاربات في أسعار النقل التي كثيرا ما تكلف أعدادا كبيرة من المسافرين دفع مبالغ خيالية، قصد التوجه إلى منازلهم عبر محطات نقل المسافرين بالخروبة، للحافلات وسيارات الأجرة، وكذا محطات النقل بالسكة الحديدية، ليجد الناقلون هذه المرة صعوبة في إيجاد الزبائن مقارنة بالشهية الجامحة التي كانت لديهم في السابق. تشير المعطيات المطروحة على مستوى محطات نقل المسافرين بمختلف أنواعها انطلاقا من العاصمة باتجاه الولايات الأخرى، عشية حلول عيد الفطر، إلى تراجع أزمة نقل المسافرين مقارنة بالسنوات الماضية التي كان فيها أصحاب سيارات الأجرة يدخلون في مضاربات لرفع أسعار النقل، في فترات الذروة التي يتجمع فيها أعداد كبيرة من المسافرين للظفر بمقعد يكفل لهم الوصول إلى منازلهم لتمضية العيد مع أفراد العائلة. توجهنا إلى محطة الخروبة لنقل المسافرين عن طريق الحافلات وكذا سيارات الأجرة لتقصي حركية وانطباعات الناقلين عبر الخطوط التي تربط العاصمة بباقي الولايات الأخرى، أغلبية الناقلين وجدناهم يتربصون بمدخل محطة الخروبة، يقتنصون أي زبون يكفل لهم ولو دخلا بسيطا، بعد أن عاشوا شهرا قلّت فيه حركة المسافرين، تزامنا مع وجود أغلبية العمال في عطلة، فالوضعية تغيرت قليلا مقارنة بالسنة الماضية على الأقل، حيث كان سائق سيارة الأجرة يكتفي بالجلوس في مقعد سيارته منتظرا ''توسلات'' المسافرين وهو يتلاعب بسعر النقل، تعمدنا تجاذب أطراف الحديث مع أصحاب سيارات الأجرة بمحطة ''بروسات''، فالحديث الذي يدور بينهم نفسه الذي يدور بين أصحاب حافلات نقل المسافرين والذي يتمحور حول ركود حركة النقل خلال شهر رمضان وتواصلها إلى أيام قبل عيد الفطر، نظرا لتزامن المناسبة بوجود أعداد كبيرة من المواطنين في العطلة الصيفية، وكذا الطلبة الجامعيين الذين يشكلون عصب حركة النقل بمختلف الولايات. الطلبة الجامعيون....الورقة الرابحة في عطلة سمصطفى'' سائق سيارة أجرة يشتغل عبر خط العاصمة - بوسعادة، أكد من خلال حديثه أنه اضطر هذا الشهر إلى نقل المسافرين باتجاه المسلية بسبب قلة عدد المسافرين، فيما يضيف ''الخيّر'' سائق طاكسي باتجاه ''العلمة'' بولاية سطيف ''أن هذه السنة تعتبر شحيحة، فحركة النقل خلال شهر رمضان كانت قليلة جدا لاسيما أن الطلبة الذين يعتبرون أهم زبائننا يتواجدون في عطلة، مما انعكس علينا الوضع سلبا وهي الوضعية التي ستتواصل إلى غاية الدخول الجامعي، مما يعني أن حالة الازدحام عبر محطات ''الطاكسي'' والحافلات سوف تقل بقدر كبير خلال عيد الفطر القادم، و''التبراح'' سيكون سيد الموقف في ظل قلة المسافرين''. على نفس النحو، يؤكد أغلبية أصحاب سائقي سيارات الأجرة ب ''بروسات'' أن القطارات السريعة التي دخلت أخيرا حيز الخدمة قد ساهمت بقدر كبير في امتصاص زبائنهم، فكثيرا ما أصبحت سيارات الأجرة تجلب مسافرا واحدا من الولايات الداخلية. 768 رحلة يوميا بمحطة الخروبة قبيل العيد والاكتظاظ سيد الموقف وبمحطة الخروبة للنقل البري، سجلنا نقصا كبيرا في الزبائن وضعفا في حركة التدفق، مقارنة بالسنوات الماضية، فيما أوضح السائق ''سعيد'' المشتغل على خط ''العاصمة-القل'' أن أغلب الناس يسافر بعد الإفطار وآخرون يفضلون اليومين الأخيرين اللذين يسبقان عيد الفطر. وأكدت خلية الإعلام على مستوى المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة ''أن وضعية النقل خلال أيام العيد ستعمل بشكلها العادي، تحسبا للعدد الكبير للمسافرين الذي يرتقب أن يتوافدوا على المحطة عشية عيد الفطر، إلا أن الوضعية لن تكون بنفس الحدة التي كانت عليها في السنوات الماضية، حيث كان أغلبية الطلبة ملتحقين بالمقاعد الجامعية، مما شكل حالة كبيرة من الازدحام على الرغم من اشتغال النقل بصورة عادية جدا، حيث يصل معدل الرحلات اليومية أزيد من 768 رحلة يومية بمختلف الخطوط''. وعبرت فئة من المسافرين عن ارتياحها لتوفر وسائل النقل، مؤكدة أن حالات العراك التي كانت تحصل أياما قبل العيد من أجل الظفر بمكان حتى في حافلة قديمة قد بدأ يتلاشى وأصبح أقل مما كان عليه، في الوقت الذي أكد من خلاله بعض المسافرين أن أزمة النقل قبل وأثناء عيد الفطر تبقى مسجلة كل سنة حتى في ظل الإجراءات التي تتحدث عنها إدارة المحطة، لاسيما في ظل عزوف عدد معتبر من أصحاب الحافلات على الاشتغال يوم العيد، وتقديم خدمات قليلة عشية حلول عيد الفطر. رئيس لجنة سائقي سيارات الأجرة:''السفر في وقت واحد وراء الفوضى بالمحطات'' أكد رئيس اللجنة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، إبراهيم آيت حسين، ل''المساء'' ''أن أغلبية سائقي سيارات الأجرة المشتغلين عبر خطوط العاصمة والولايات الأخرى استعدوا لمناسبة قدوم عيد الفطر، لاسيما أن نشاطهم قل خلال شهر رمضان، موضحا أن اللجنة الوطنية وجهت توصيات إلى كافة السائقين بإيصال المسافرين في أحسن الظروف وتجنب السرعة، مشيرا أن الازدحام الذي تشهده، في كل مناسبة، محطات سيارات الأجرة لنقل المسافرين سببها توافد المسافرين في وقت واحد ورغبتهم في الانتقال إلى منازلهم في آخر لحظة، مما يخلق حالة من الفوضى على الرغم من وجود أعداد معتبرة من سيارات الأجرة تكفي لتلبية المتطلبات المناسبة. برنامج خاص بيوم العيد للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية وأفادت مصادر على مستوى المديرية العامة للنقل بالسكة الحديدية، أن الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية سطرت برنامجا تزامنا مع عيد الفطر المبارك، حيث سيتم تكثيف الرحلات لتسهيل السفر على ركاب القطارات باتجاه وهران، بجاية، قسنطينة، وعنابة عبر محطتي ''آغا''، و''ساحة الشهداء'' الرئيسية. وفي نفس السياق، اتخذت الشركة كافة الإجراءات والتدابير الأمنية، في إطار الإجراءات التي أوصت بها وزارة النقل من أجل تخفيف الضغط الذي تشهده محطات النقل بالسكة الحديدية لتفادي مجمل المشاكل والحوادث التي كثيرا ما تحدث بسبب كثرة المسافرين أيام العيد، حيث استعانت بعدد كبير من أعوان الأمن لضمان السير الحسن بمحطاتها، الأمر الذي استحسنه جل المسافرين، لاسيما أن أغلبية القاطرات مكيفة ومصحوبة بأعوان أمن.