فضّل حزب جبهة التحرير الوطني الى غاية نهار أمس، عدم الفصل في الدعوة التي وجهها له حزب الاستقلال المغربي للمشاركة في اجتماع من المزمع عقده في مدينة طنجة المغربية يوم 27 أفريل الجاري بمناسبة الذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة التاريخي الذي انعقد سنة 1958 · وقال السيد صالح قوجيل عضو الأمانة التنفيذية والمكلف بالعلاقات مع الأحزاب ب"الأفلان" في تصريح ل"المساء" بالمجلس الشعبي الوطني، أمس، أن قيادة جبهة التحرير لم تحسم في موضوع المشاركة، وأكد أن الحزب لم يتلق فعلا دعوة من حزب الاستقلال الذي يقوده رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي لعقد اجتماع في نفس اليوم الذي انعقد فيه مؤتمر طنجة التاريخي· وأضاف الوقت ما زال كافيا لدارسة الموضوع والرد سواء بالإيجاب أو بالسلب· ولكن مصادر نيابية أشارت الى أن تريث الأفلان في الحسم يعد مؤشرا بعدم إيفاد أي مسؤول لمشاركة في هذا اللقاء خاصة وأنه يأتي في ظرف يتميز بتحامل مغربي غير مسبوق على الجزائر على خلفية مطالبة الجزائر بفتح الحدود البرية والرد الموضوعي الذي جاء على لسان وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني، الذي أكد أن مسألة فتح الحدود البرية بين البلدين والمغلقة منذ 1994 في إطار أشمل ومناقشته "لا يجب أن تكون مسألة معزولة بل ينبغي أن تعالج في إطار عام"، الشيء الذي لم يرق مسؤولي وزارة الخارجية المغربية التي بادرت إلى مطالبة الجزائر بفتح الحدود· وكان حزب الاستقلال المغربي وجه دعوة إلى أحزاب أخرى للمشاركة في هذا اللقاء وهي حزب الاتحاد الاشتراكي من أجل القوى الشعبية في المغرب وثلاثة أحزاب ليبية وحزب موريتاني وآخر تونسي هو حزب الدستور· وكان من المقرر أن يعقد لقاء مماثل العام الماضي إلا أن الأحزاب المغاربية فضّلت عدم الإلتقاء بعد تدهور سلسلة التصريحات المغربية التي حاولت إقحام الجزائر في نزاع الصحراء الغربية رغم أنف المجتمع الدولي الذي أكد في إطار مسار السلام الأخير أن طرفي النزاع في القضية هما جبهة البوليزاريو والمغرب·