راسلت وزارة الحج السعودية الجزائر وكل الدول الإسلامية المعنية بأداء فريضة الحج لمطالبتها بضرورة تلقيح كل الأشخاص باللقاح المضاد لشلل الأطفال، وذلك قبل سفرهم للسعودية لأداء هذه الفريضة. مشترطة أن يتم تلقيح هؤلاء الأشخاص قبل ستة أسابيع من دخولهم الأراضي السعودية، وهو ما سيطرح مشكلا في الجزائر التي برمجت أول رحلة للحجاج في الثامن من أكتوبر المقبل، أي أن موعد الرحلة لم يتبق له سوى 16 يوما. وجاء قرار وزارة الحج السعودية بعد البيان الذي أصدرته وزارة الصحة العالمية، أمس، والذي حذرت فيه من خطر انتشار فيروس شلل الأطفال، حيث تم تسجيل حالات الإصابة بهذا الفيروس بالصين بعد انتشاره بباكستان. ولم تستبعد منظمة الصحة العالمية انتشار هذا الفيروس بكثرة وبسرعة خلال موسم الحج بالسعودية بحكم توافد عدد كبير من الحجاج الباكستانين على البقاع المقدسة، وهو ما يثير مخاوف من انتشار عدواه بين الحجاج خاصة وأن الفيروس ينتقل بسرعة من شخص إلى آخر. وتجعل هذه المراسلة الديوان الوطني للحج الذي برمج أول رحلة للبقاع المقدسة يوم الثامن أكتوبر المقبل، مجبرا على إيجاد حل، باعتبار أن وزارة الحج اشترطت أن تمر ستة أسابيع على تاريخ إجراء اللقاح، في الوقت الذي لم يتبق للرحلة الأولى المبرمجة من الجزائر سوى 16 يوما. وعبرت السلطات السعودية عن مخاوفها حيال هذا المرض، مشيرة إلى أن وزارة الصحة بالسعودية لا تستطيع احتواء هذا الوضع الذي وصفته ب''الخطير'' في حالة عدم اتخاذها إجراءات صحية عاجلة على مستوى كل الدول المعنية بموسم الحج. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن فيروس شلل الأطفال انتشر في كل أنحاء باكستان، ويرجع ذلك أساسا إلى حالة انعدام الأمن التي أوقفت حملات التطعيم في بعض المناطق، ومنها منطقة خيبر القبلية. وينتقل فيروس شلل الأطفال بسرعة كبيرة من شخص إلى آخر ويصيب الجهاز العصبي. ومن وسائط نقل الفيروس الطعام الملوث ومياه الشرب. وكان المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد الشيخ بربارة قد أعلن، أمس، أن انطلاق أول فوج من الحجاج نحو البقاع المقدسة سيكون يوم 8 أكتوبر، حيث أشار خلال ندوة صحفية إلى أنه تمت برمجة 48 رحلة خلال الذهاب ونفس العدد عند الإياب مع إمكانية برمجة أعداد أخرى من الرحلات عند الحاجة. وفيما يخص الإجراءات التي سطرتها السلطات المعنية والرامية إلى ضمان راحة وسلامة الحجاج الميامين، أكد السيد بربارة اكتمال مختلف التحضيرات الخاصة بنقلهم وإقامتهم. مشيرا إلى أنه يجري العمل على توفير 36 ألف فراش بمعدل واحد لكل حاج. وفي السياق، نوه المتحدث بالجهود المضنية التي باشرتها السلطات في سبيل كراء إقامات للحجاج تبعد عن الحرم الشريف مسافة 1200 متر كحد أقصى على اعتبار أن هذا الأخير يخضع لعملية توسعة. وأضاف أن السنوات القادمة ستكون ''صعبة'' بالنسبة للحجاج خاصة كبار السن نظرا للأشغال التي تشهدها مطارات السعودية والحرم الشريف. وفي إطار الجهود التي تبذل لتسهيل أداء مناسك الحج، كشف السيد بربارة أن الفترة التي سيقضيها الحجاج الجزائريون بالبقاع المقدسة حددت ب34 يوما بدل 45 يوما وهي المدة التي كانت السلطات السعودية قد حددتها في البداية نظرا لأشغال التوسعة التي تشهدها مطاراتها مع العلم أن هذه الفترة خلال السنوات المنصرمة كانت لا تتجاوز الشهر. ودعا السيد بربارة جميع الحجاج المقدر عددهم هذه السنة ب36 ألف حاج إلى التحلي بالسلوك الذي يليق بالحاج الجزائري والابتعاد عن السلوكات غير المسؤولة التي تصدر من بعض الحجاج والتي لا تليق بتعاليم ديننا الحنيف، حاثا إياهم على الاستعداد لتحمل متاعب ومشاق الحج كونه ليس ''رحلة سياحية''. وجدد المدير العام للحج والعمرة تأكيده على عدم التزام الديوان الوطني للحج والعمرة بالتكفل بالحجاج غير النظاميين، مشيرا إلى تسببهم في مشاكل جمة للجنة المرافقة. من جهة أخرى، كشف السيد بربارة عن إقصاء 43 شخصا من الحج بسبب حالتهم الصحية، حيث أن البعض منهم مصاب بالقصور الكلوي وبمرض القلب، فيما أثبتت الشهادات الطبية استحالة تحمل البعض الآخر من المقصيين مشاق هذا الركن. كما حذر المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة الوكالات الخاصة من أي تقصير في خدمة الحجاج، متوعدا إياهم بالتشهير بهم في حالة مخالفتهم لدفتر الشروط. وبهدف ضمان أداء الحجاج لأداء مناسك الحج بصورة صحيحة من الناحية الفقهية والروحية حث السيد بربارة الحجاج على ضرورة الاستماع إلى تعليمات البعثة المرافقة لهم.