صورة من ا لأرشيف يتجه أعضاء بعثة الحج إلى المملكة العربية السعودية يوم 23 أكتوبر الحالي، أي أسبوعا قبل انطلاق أول رحلة للحجاج الجزائريين التي ستكون يوم 2 نوفمبر القادم، في ظل مخاوف كبيرة رفعتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بسبب عدم تمكن الجزائر لحد الآن من استقدام اللقاح الخاص بأنفلونزا الخنازير، قصد تحصين أعضاء البعثة قبل دخولهم الأراضي السعودية. * وتتساءل وزارة الشؤون الدينية عن الوعود التي سبق وأن قدمها وزير الصحة سعيد بركات، حين طمأن جميع الحجاج بأن اللقاح سيكون جاهزا وبالكميات المطلوبة قبيل انطلاق موسم الحج، وبأن الأولوية في التلقيح ستكون لضيوف الرحمان، في وقت لم تستلم وزارة الصحة لحد اليوم كمية اللقاح التي سبق وأن حجزتها لدى الصيدليات الأجنبية، والتي قدرها سعيد بركات ب 65 مليون جرعة، تم تقليصها إلى النصف بعد أن أثبتت التجارب المخبرية إمكانية اكتفاء الفرد بجرعة واحدة لتفادي تلقي العدوى. * وفي هذا الصدد تساءل المكلف بالإعلام لدى وزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي في اتصال معه أمس عن مصير أعضاء البعثة الذين بلغ عددهم هذا الموسم 800 عضو، بسبب عدم تلقيحهم ضد مرض أنفلونزا الخنازير الذي تفشى بشكل مثير للانتباه بالسعودية، ناهيك عن أزيد من 36 ألف حاج أغلبهم من المسنين، تمسكوا جميعهم بأداء هذا الركن، رغم كل ما أثير حول فيروس أش1 أن1 ، وكذا إقدام بعض الدول على تأجيل هذه الفريضة إلى الموسم القادم، من بينها تونس التي اتخذت قرار التأجيل بسبب تأخر وصول اللقاح، علما أن البعثة تضم عدة جهات على رأسها وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة السياحة، وزارة الشؤون الدينية، بنك الجزائر والخطوط الجوية الجزائرية. * ويدعم عدة فلاحي موقفه هذا بكون منظمة الصحة العالمية لم تعتمد لحد الآن اللقاح الخاص بأنفلونزا الخنازير، لكونه ما يزال يخضع للتجارب، لمعرفة مدى تأثيراته الجانبية على صحة الفرد، مما يعني استحالة استلام اللقاح في الآجال القريبة، مذكرا بأن وزير الصحة شخصيا كان قد أكد بأن قرار الحج هو بيد الهيئة التي يشرف عليها، في حين أن رئيس ديوان الحج بربارة الشيح قال لمن جانبه بأن تنظيم الحج وتسييره وهو مسؤولية الديوان وحده، ويتساءل فلاحي عن مدى استعداد ديوان الحج ووزارة الصحة لتحمل كامل المسؤولية في حال حدوث تداعيات، أو تسجيل إصابات وسط الحجاج، منتقدا بشدة عدم تمكن وزارة الصحة، وكذا الديوان الوطني للحج والعمرة من فتح نقاش موسع حول موسم الحج لهذا العام، قائلا:"إن حفظ النفس مقدم على حفظ الدين" حسب ما يذهب إليه الكثير من العلماء. * وفي سياق متصل انطلقت عملية تلقيح الحجاج ضد الأنفلونزا الموسمية بداية من يوم الأربعاء، فقد خصصت وزارة الصحة 40 ألف لقاح لضيوف الرحمان، وتتكفل بالعملية مراكز صحية محددة وهي تستمر إلى غاية نهاية أكتوبر الحالي، في ظل تطمينات من قبل مختصين في مجال الصحة بشأن فعالية اللقاح الخاص بالأنفلونزا العادية ضد أنفلونزا الخنازير.