صنف كل من الدكتور أحمد منور والإعلامي خليفة بن قارة آخر عمل دونه الراحل الشاعر والأديب عمر البر ناوي "حوارات في الثقافة والسياسة مع جحش" الصادر حديثا بدعم من وزارة الثقافة في خانة المذكرات التي سجل فيها الفقيد أدق تفاصيل حياته على جميع الأصعدة ووصفوه بالعمل الحضاري الذي يقدم وجهات نظر مختلفة تقترب أكثر إلى الحقيقة الفعلية. مواصلة منها لتأبين المرحوم الشاعر عمر البر ناوي نظمت أمس الجمعية الثقافية محمد الأمين العمودي بقصر رياس البحر لقاء أدبيا قدم من خلاله الأستاذ خليفة بن قارة و الدكتور أحمد منور كتاب " حوارات في الثقافة والسياسة مع جحش" للراحل عمر البر ناوي، بحضور عائلة الفقيد وأصدقائه والشاعر السائحي الذي قدم في مستهل اللقاء نبذة عن حياة وأعمال الشاعر والكاتب والصحفي البرناوي فضلا عن آخر ما دونته أنامل هذا الرجل الكريم الذي اعتبره المحاضرون بمثابة المذكرة التاريخية التي غاص من خلالها الكاتب في مختلف القضايا الوطنية دون أن ينسى تلك التي طبعت ماضيه في سنوات السبعينيات و الثمانينات. أكد أحمد منور في مداخلته أن آخر مؤلفات البر ناوي هي مذكرة شخصية استعرض من خلالها أحداث و حقائق استعان فيها "بالجحش" الذي يعود بالأساس حسب المتحدث إلى وسيلة فنية كان يوضفها أشهر الكتاب في القديم على غرار توفيق الحكيم، إذ تناول الكاتب مع حماره العديد من القضايا الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية وأنهاها بقصيدة تحتوي على مائة بيت تفضح كل ما تعرض له ابن الزيبان من تهميش في آخر أيامه. ونوه منور في سياق متصل بهذا المؤلف الذي يحمل تاريخ مشترك و عام يؤرخ لقضايا و مراحل تربط الكاتب بمجتمعه مضيفا بأنه يمكن للقارئ أن يكتشف من خلال صفحات هذا المذكرات الصادرة بدعم من وزارة الثقافة في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون و الآداب وتطويرها عملا حضاريا يقدم وجهات نظر مختلفة حقيقية. ومن جهته غاص الإعلامي خليفة بن قارة في تفاصيل مذكرات البر ناوي " حوارات في الثقافة والسياسة مع جحش" مؤكدا في مداخلته القيمة بان الكاتب جعل من " الجحش" الوسيلة المثلى ليحمل معاناته ، آماله وطموحاته، مشيرا إلى أن ما جعل الكاتب يركب هذا الجحش الذي كان فضائه المريح هو خوفه من قطع المسافة بين الفكرة راجلا . وبخصوص ما دونه البر ناوي في مذكراته قال بن قارة:" يعتبر الكاتب واحدا من القلائل الذين نقلوا بأمانة ما حدث في حياته المهنية"، وأن جحشه -يضيف- المتحدث هو بمثابة إنسان فقد بعض من تفاصيل إنسانيته، أو حيوان فاق بني آدم في حسن التفكير، وتطرق المحاضر في مداخلته بالحديث إلى بعض المواقف الطريفة التي حدثت له مع الراحل البر ناوي الذي كان كما قال " مجموعة من الرجال في رجل واحد"