استضافت الجمعية الثقافية الجاحظية أول أمس بمقرها الأستاذ عبد القادر السائحي ليقول كلمة في صديق عمره الفقيد عمر البرناوي رحمه الله، الذي قرأ الحاضرون فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة. استعرض أول أمس الأستاذ عبد القادر السائحي عدة نماذج لمسيرة الصحفي المذيع والإذاعي الشاعر الراحل عمر البرناوي رحمه الله. استهل السائحي الكلمة بعد الدعاء للروائي الطاهر وطار بالشفاء والعودة بسلام إلى أرض الوطن، واعتبر السائحي تخصيص وقفة حول حياة ومسيرة البرناوي في الجاحظية تكريما له وتستحق كل تقدير، وذكر البرناوي الحاضرين بالقصة الكاملة لمرض الفقيد عمر البرناوي والذي تأسف كثيرا لأنه لم يحضر جنازته قائلا: "عمر البرناوي الشصخية التي انتقلت إلى العالم الآخر في 24 فيفري 2009 منذ تلك اللحظة والتصورات جعلتني في دوامة، هذه التصورات التي لم أجد لها الكلمة التي تعبر عما يستحقه البرناوي لأنه جدير بكل الكلمات التي تحتم علينا تقديم ما نراه من بين الحقوق التي تلزمها هذه الشخصية". وأضاف السائحي في سرده لوفاة البرناوي قائلا: "لم أحضر جنازة البرناوي لأنني لم أعلم بوفاته إلا في اليوم الثاني عندما كنت في طريقي بين حاسي مسعود وجامعة". وأضاف في روايته لقصة خبر البرناوي قائلا: "كذلك لم أقف على قبره إلا في يوم الخميس 04 ماي 2009 حين نظمت بلدية بسكرة بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وقفة حول البرناوي". وعدد الأستاذ الشاعر عبد القادر السائحي الوقفات التكريمية والترحمية التي تم تنظيمها في الفقيد الراحل صاحب نشيد "من أجلك ياوطني" حيث ذكر بالتفصيل وبالترقيم المرتب هذه الوقفات بدءا بالوقفة الأولى التي تم تنظيمها في منتدى الإبداع عيسى مسعودي بالاذاعة الوطنية وبمبادرة من الصحافيين بن طلعة ورابحي وذلك يوم الأربعاء 04 مارس 2009 والتي شارك فيها كل من الشاعر أبو القاسم خمار، خليفة بن قرعة، الطاهر بن عيشة، فاطمة ولد خصال، كما نظمت جمعية الأمين العمودي التي يترأسها الشاعر الفحل عبد القادر السائحي في المركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي ندوة حول المغفور له عمر البرناوي ساهم فيها كل من الروائي الأديب مرزاق بقطاش، العيد بن عروس، خدوسي والسعيد بركات. وأعلم الأستاذ الشاعر الكبير عبد القادر السائحي الحضور أن آخر إنجازات عمر البرناوي رحمه الله الأدبية روايته "حوارات الثقافة والسياسة مع جحش" وهي عبارة عن مذكرات ووثائق يوم كان يشتغل البرناوي عضوا في المجلس الانتقالي. أما عن مرضه فقد أكد شاعر الجزائر الكبير عبد القادر السائحي أن المرض الخبيث أصاب عمر البرناوي عندما كان عضوا في لجنة تصحيح المنظومة التربوية. كما ذكر السائحي الحضور بصوت البرناوي الذي كان يملأ الدنيا ويلعلع فيها من خلال المحاضرات والإذاعة والتلفزة مما جعله - السائحي- يتفق وأسرة الشاعر في إحياء ذكرى أربعينيات الفقيد بتكريمه في قصر رياس البحر وتقديم قراءات لكتابه "حوارات الثقافة والسياسة مع جحش"، حيث قرأ الدكتور أحمد منور الكتاب قراءة نقدية بينما خليفة بن قرعة قرأه قراءة إعلامية. ويرى السائحي أن هذا الكتاب من أهم الوثائق التي تتحدث عن الجزائر في العشرية السوداء لأن البرناوي حينها كان يتحدث من داخل النظام واستطاع أن يهرب بعض المحاضر التي لايسمح بالكشف عنها وإعلانها، لكن البرناوي استطاع تهريبها. وأضاف الشاعر القدير السائحي أن جمعية الأمين العمودي الثقافية كرمت البرناوي وجعلته يعيش طيلة 15 يوما على الساحة الثقافية من خلال دراسة منور وبن قرعة خليفة وذلك في قصر رؤساء البحر بباب الوداي. وبعد هذه الوقفة الترحمية أتت الوقفة ببسكرة بالمركز العلمي والتقني للمناطق الجافة بقاعة عمر البرناوي التي شارك فيها أصدقاء البرناوي وتم من خلالها عرض جزء من ملحمة الجزائر كما تحدث فيها كل من أحمد حمدي، سليمان جوادي، فوزي مصمودي واقترحت يقول - السائحي- كل النصوص التي كتبت حول البرناوي في الذكرى الأولى لوفاته. كما عرف السائحي الحاضرين بعمر البرناوي منذ طفولته إلى دراسته في بريكة ثم قسنطينة فتونس فالعراق إلى اشتغاله بالإذاعة وبمديرية الثقافة في كل من بسكرة والمسيلة وغيرها من المحطات الأخرى وقرأ في الأخير نموذجا من شعره : ياموطني ما أروعك سبحان ربي أبدعك« ونصا من نصوصه النثرية لتحال بعد ذلك الكلمة للحاضرين للنقاش والتعقيب.