كشفت مصادر مقربة من المجلس الشعبي الولائي أن لجنة السياحة والآثار على مستوى هذا الأخير تعكف على إعداد تقرير مفصل حول وضعية الآثار المصنفة وغير المصنفة المتواجدة بولاية الجزائر، على اعتبارها من بين المؤهلات التي يجب استغلالها في قطاع السياحة. وأفادت المصادر في حديثها ل''المساء'' أن التقرير الذي قامت بإعداده لجنة السياحة والآثار بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، سيعرض على طاولة النقاش وأمام مسمع والي العاصمة، محمد الكبير عدو، لأول مرة خلال أشغال الدورة العادية المقبلة للمجلس الشعبي الولائي المزمع عقدها بداية شهر أكتوبر الجاري، حيث ستحضر مديرية الثقافة لولاية الجزائر، وكذا المؤسسات المختصة بمتابعة وحماية المواقع الأثرية، إلى جانب عدة مديريات فاعلة بالقطاع على مستوى ولاية الجزائر. وأفاد أعضاء لجنة الآثار بالمجلس الشعبي الولائي أن هذه الأخيرة قامت خلال الأيام القليلة الماضية بزيارة ميدانية لمختلف بلديات العاصمة، عاينت فيها أهم المعالم التاريخية المصنفة وغير المصنفة، حيث أوضحت المعاينات الميدانية تواجد أعداد كبيرة من المعالم الأثرية في وضعية غير لائقة وحرجة، بسبب الإهمال الذي تعرضت له من قبل السلطات المحلية الوصية والمكلفة بمتابعة الآثار، وحتى بعض تجاوزات المواطنين الذين استغلوا عددا منها كسكنات فيما يتعلق ببعض القصور العثمانية القديمة. كما قامت اللجنة الولائية المختصة بجرد المواقع القديمة غير المصنفة بولاية الجزائر، من بينها برج أثري قديم بوسط مدينة ''برج الكيفان'' يتواجد في وضعية لايحسد عليها، لاسيما بعد خلق سوق فوضوي بمحاذاة المعلم الأثري الذي يؤكد إمكانية احتواء المنطقة على لواحق أثرية أخرى. وكشفت الزيارة الميدانية وجود مغارات على مستوى بلدية عين البنيان تعود لفترات قديمة، إلا أن المصالح الولائية ومديرية الثقافة لم تعمد لحد الساعة إلى تصنيفها ضمن المعالم الأثرية، مما جعلها عرضة للتخريب من قبل المواطنين. وأضاف بعض ممثلي اللجنة على مستوى المجلس الشعبي الولائي أن أغلبية المواقع الأثرية المصنفة المتواجدة بإقليم ولاية الجزائر لا تزال هي الأخرى عرضة للإهمال، بسبب عدم تسييجها أو وضع أعوان مخصصين لحمايتها من التخريب، مشيرين أن أغلبيتها لا تتوفر على بطاقات خاصة بالمواقع الأثرية القديمة، من المفروض أن تحمل معلومات مفصلة يمكن لأي مهتم الاستفادة منها. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي كانت قد أعدت ملفا خاصا بالقصبة على اعتبارها من أقدم المعالم الأثرية بولاية الجزائر، أين دعا كل الأعضاء إلى ضرورة الحفاظ عليها، لاسيما من حيث نمطها المعماري القديم ''الدويرات'' قبل ضياعها في ظل الانهيارات اليوم