تتطلع ولاية الأغواط إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة بفضل ما تزخر به من مؤهلات طبيعية وسياحية هائلة، تعزز فرص تحقيق نهضة تنموية شاملة في مختلف القطاعات، لا سيما بعد أن استفادت من استثمارات عمومية معتبرة تصل إلى 117مليار دج مدرجة ضمن البرنامج الخماسي الجاري (2010-2014)، وتحتل هذه الولاية الواقعة على بعد 400 كلم جنوبالجزائر العاصمة، التي تسمى ببوابة الصحراء والممتدة على مساحة تفوق 27 ألف كلم مربع وبتعداد سكاني يتجاوز 400 ألف نسمة، موقعا استراتيجيا يتوسط جهات الوطن الأربع.(اج) ولعل أبرز هذه المؤهلات عديد المواقع السياحية المصنفة وطنيا، والتي من بينها ''الحصباية'' بسيدي مخلوف والنقوش الصخرية بالغيشة ذات الشهرة العالمية ومقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية بعين ماضي. ولتثمين هذا التراث المادي، جرى ومنذ 2007 تصنيف 54 موقعا أثريا، وتخصيص ما قيمته 70 مليون دج لترميم القصر العتيق بالزاوية التيجانية، ومبلغ 30 مليون دج لصيانة وترميم عشرة مواقع وفتح المسالك المؤدية إليها، فضلا عن تزويد23 موقعا بلوحات توجيهية وترقوية وإيجاد بطاقات تعريفية لتلك المواقع التي تنتشر ب11 بلدية، حسب مصالح مديرية السياحة والصناعات التقليدية. كما جرى إعداد دليل سياحي مدون باللغتين العربية والفرنسية يضم صورا لجميع ما تزخر به الولاية من مواقع وقصور أثرية وإنجاز المخطط الولائي التوجيهي للسياحة، إلى جانب إنشاء ثلاث مناطق للتوسع السياحي بكل من عاصمة الولاية وآفلو وعين ماضي، ستنتهي الدراسات التقنية الخاصة بها نهاية السداسي الأول من السنة المقبلة. لا يقل النشاط الزراعي بهذه الولاية أهمية باعتبارالمنطقة ذات طابع فلاحي رعوي بامتياز، كونها تتوفر على 24 ألف هكتار كمساحة مخصصة للحرث وما يربو عن 4,1 مليون رأسا من الأغنام، فقد فتحت الباب أمام الإستثمار في هذا المجال، الأمر الذي يعكسه توافد فلاّحي الولايات الشمالية لاستغلال أراضي المنطقة خصوصا في شعبة البطاطس التي شهدت ''انتعاشا'' ملحوظا في السنوات الأخيرة، وقد شارف سقف إنتاجها في بعض السنوات 400 ألف قنطار، غير أنها لا زالت تشهد نقص غرف التبريد. وفي نفس السياق، توجهت الولاية لخوض تجارب زراعية في شعب غير معهودة بالجهة، مع تكثيف الحملات التحسيسية من أجل توجيه الفلاحين لممارستها، على غرار غرس الزيتون إذ تم لحد الآن غرس 638 هكتارا من هذه المادة، على أن تصل إلى 4 آلاف هكتار سنة 2014 وفق عقود النجاعة المبرمة مع الوزارة الوصية. وبخصوص قطاع الموارد المائية، فقد حظيت الولاية بمشاريع وطنية لإنجاز سدود ضخمة وفي مقدمتها سد سكلافة الذي تتكفل بتجسيده شركة كوسيدار، وتتجاوز تكلفته المالية 5 ملايير دج، وبإمكانه استيعاب 42 مليون متر مكعب من المياه سنويا وتزويد 12 بلدية من الجهة الجنوبية بالمياه الصالحة للشرب، وهي الدراسة المرتقب انطلاقها في .2013 وستضاف هذه المنشأة القاعدية الهامة عند استلامها إلى سد خنق سيدي إبراهيم بقلتة سيدي سعد والسد الباطني لتاجموت، إذ تم الإنتهاء من أشغال الأول ويجري حاليا تجهيز المحيط الفلاحي المحاذي له وربطه بقنوات السقي بما يقارب 110 مليون دج، فيما تتواصل أشغال السد الثاني الذي رصد له حوالي 223 مليون دج، وهو موجه لسقي المزرعة النموذجية و250 هكتارا من البساتين. وقد استفاد القطاع وضمن برنامج سنة 2011 الجارية، من 98,1 مليار دج بغية إنجاز 13 عملية تنموية بالبلديات والتجمعات السكنية. كما تم ومنذ سنة ,2009 الإنتهاء من إنجاز 36 بئرا عميقة يتراوح عمقها ما بين 200 و600 متر، علاوة عن تسعة آبار أخرى توجد قيد التجهيز، وعدد إضافي يندرج في إطار مشاريع المحافظة السامية لتطوير السهوب. وبخصوص الربط بشبكة الغاز الطبيعي، فإن ولاية الأغواط تحتل المرتبة الأولى وطنيا بنسبة 89 في المائة، بعدما مست العملية كافة بلديات الولاية الأربعة والعشرين وتوسعت إلى التجمعات السكنية النائية لتستكملها جميعها نهاية الخماسي الحالي وفق مصالح مديرية الطاقة والمناجم. وفي مجال البرامج السكنية الموجهة للولاية، فقد حددت حصة الأغواط في إطار البرنامج الجاري ب 22 ألف وحدة؛ منها 10 آلاف وحدة بالصيغة العمومية الإيجارية ونفس العدد من إعانات البناء الريفي و2000 سكن تساهمي مع منح حصة إضافية قوامها 400,2 سكن عمومي إيجاري بداية سنة .2011 وقد شُرع إلى غاية الوقت الراهن في إنجاز 500,3 وحدة عمومية إيجارية و700,4 سكن ريفي و200,1 سكن تساهمي ستضاف عند استلامها إلى 200,3 وحدة سكنية خاصة بالقضاء على السكنات الهشة، تم استلامها مؤخرا. وفي مجال شبكة الطرقات، تدعمت الولاية بمشاريع تحديث وتقوية لحوالي 210 كلم من محاور الطرق الوطنية والولائية بين سنتي 2010 و,2011 أهمها أشغال تقوية الطريق الوطني رقم واحد (1) على مسافة 20 كلم، وتقوية مسافة مماثلة على الطريق الولائي رقم 122 وهما العمليتان اللتان بلغتا مراحل ''متقدمة'' من الإنجاز، ويجري أيضا تقوية 10 كلم من الطريق الوطني رقم (47 ) وكذا تحويل الوزن الثقيل عن مدينة آفلو (110 كلم شمالا)، وإنجاز إزدواجية الطريق الوطني رقم (23 ) المؤدي إلى مدخل المدينة من الجهة الشرقية بغلاف مالي إجمالي قيمته 750 مليون دج. كما استكملت الأغواط إنجاز شطرها من المشروع الرامي إلى ربط ولايات الشمال بالجنوب بواسطة الطريق المزدوج في شقه الممتد بينها وبين ولاية الجلفة على مسافة 40 كلم، والذي كلف 7,1 مليار دج، في انتظار انطلاق نفس الأشغال بالجهة الجنوبية باتجاه غرداية بعد أن رصد له مبلغ 9 ملايير دج، وهو في طور الدراسة التقنية. وبخصوص الهياكل الشبانية والرياضية، فإنه سيتم تغطية ملاعب كرة القدم الموجودة ببلديات عاصمة الولاية وقصر الحيران وتاجموت وحاسي الرمل وآفلو بالعشب الإصطناعي، وإنجاز ثلاث مسابح نصف أولمبية بمناطق متفرقة من الولاية بما قيمته 640 مليون دج. تجدر الإشارة أن توفر هياكل الممارسة الرياضة انعكس وبصفة إيجابية على عدد الممارسين بالولاية، والذي قارب 10 آلاف رياضي من جهة، وعلى النتائج المحققة في مختلف المنافسات الجهوية والوطنية سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية. (وأج)