تتواصل عمليات الإنقاذ والتضامن مع ضحايا فيضانات ولاية البيض، بعد مرور أسبوع عن الواقعة التي ألحقت بالمنطقة خسائر بشرية ومادية جسيمة، حيث تم، أول أمس، تحويل 48 عائلة من ابتدائية إلى مركز عبور تمت تهيئته خصيصا لهم، كما تم فتح الجسر المتحرك لتسهيل حركة المواطنين بالولاية بعد أن استعين بفريق مختص تابع للجيش الوطني الشعبي قام بتركيبه. حُولت 48 عائلة متضررة كانت تسكن ابتدائية الفتح بمدينة البيض إلى مركز العبور المهيأ خصيصا لاستقبالهم، وتم اكتشاف بعض العائلات التي استغلت هذا الظرف الاستثنائي وحاولت إدراج أنفسها ضمن المتضررين حسبما ذكرته الخلية الولائية لمتابعة الأزمة. وأعطى والي البيض تعليمات لمسؤولي قطاع التربية بالولاية إلى العمل على تحويل نفس المؤسسة التعليمية إلى وظيفتها العادية واستقبال المتمدرسين بها بدءا من الأسبوع المقبل بعد ترتيب أوضاعها. ومن المرتقب أن تشمل عملية إخلاء ثلاث مؤسسات تعليمية أخرى من العائلات المتضررة ويتعلق الأمر بمتقن ''أمحمد بوخبزة'' ومتوسطة ''ابن خلدون'' وابتدائية ''بوشريط'' وذلك قبل يوم الإثنين المقبل. وتعمل المصالح التقنية على التحقق من هوية مستغلي هذه المؤسسات التعليمية، حيث تلجأ إلى تحويل العائلات إلى بناياتها المتضررة كإجراء أولي للتحقق من صحة تضررها ومن ثم نقلها مباشرة إلى مركز العبور المهيأ لأجل استقبالها ريثما تتم إعادة ترحيلها إلى سكنات لائقة حسبما أوضحته خلية متابعة الأزمة. وأشارت الإحصائيات الميدانية التي قامت بها المصالح التقنية التابعة لخلية الأزمة أن عدد العائلات التي لجأت لاستغلال المؤسسات التعليمية الأربع وصل إلى784عائلة ويجري العمل لأجل تطهير العائلات المتضررة فعليا من الانتهازيين الذين استغلوا هذه الظروف الاستثنائية لمحاولة الاندساس داخل هذه المؤسسات التربوية. وبالموازاة مع ذلك، تواصل مختلف المصالح المعنية بولاية البيض بذل جهود مكثفة لتجاوز مخلفات الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي، حيث تقوم فرق من عمال النظافة موزعين عبر مختلف أحياء مدينة البيض بأشغال واسعة لتنظيفها ومحو آثار الفيضانات التي اجتاحتها باستعمال آليات من مختلف الأحجام من جرافات وشاحنات نقل الأتربة. وقد تحولت أحياء القرابة وقصر بوخواضة ووادي الفران وقصر الدجاج إلى ورشات مفتوحة لإزالة أكوام الأوحال والأتربة وبقايا ركام الأبنية والبيوت التي انهارت بفعل هذه الكارثة الطبيعية. وفي سياق متصل تواصل اللجان التقنية المكلفة بتحديد درجة الضرر عملها الميداني عبر مختلف الأحياء موزعين على 12 فرقة تضم في تركيبتها المصالح التقنية إضافة إلى خبراء موفدين عن مركز المراقبة التقنية للبناءات بهدف التأشير عن درجة الضرر المسجل من بناية لأخرى. وضمن المساعي الرامية إلى ضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بمدينة البيض فقد جندت المصالح الولائية، وكإجراء إستثنائي، كافة عمال النظافة العاملين عبر مختلف بلديات الولاية بهدف المساهمة في تنظيف شوارع وأزقة المدينة، حيث أعطى والي البيض تعليمات ''صارمة '' ترمي إلى التجند الميداني من أجل إنجاح هذه العملية.. ومن جهة أخرى، تعرف مختلف المؤسسات التعليمية التي غمرتها أوحال الفيضانات حملات تطوعية بمبادرة من الأساتذة والمتمدرسين كما هو الحال بالنسبة لإبتدائية النجاح بوسط مدينة البيض، حيث تعرف عملية التنظيف بها مرحلة ''متقدمة'' و''من المرتقب أن يعود التلاميذ إليها مطلع الأسبوع المقبل'' كما أكد مدير التربية. على صعيد آخر، دخل حيز الخدمة، أول أمس، الجسر المتحرك الذي قام بتركيبه فريق تقني مختص في المنشآت القاعدية تابع للجيش الوطني الشعبي مما سمح بفتح حركة تنقل المواطنين وسط مدينة البيض. وجرى تركيب هذا الجسر المتحرك فوق الجدار الواقي لوادي البيض ويربط بين حي قصر الدجاج ورحاة الريح بوادي الفران وسط عاصمة الولاية وذلك إثر انهيار الجسر السابق لعين المهبولة بفعل موجة الفيضانات الجارفة التي ضربت المنطقة مؤخرا. وبادر الجيش الوطني الشعبي إلى تجهيز هذه المنطقة بهذا الجسر المتحرك بشكل استعجالي لأجل إعادة حركة المواطنين وسط مدينة البيض وذلك بالنظر إلى أهمية موقع انهيار الجسر السابق داخل المدينة، حيث عكفت فرقة مختصة تابعة للجيش الوطني الشعبي على عملية تركيبه في ظرف زمني وجيز كما أوضح قائد القطاع العملياتي بالبيض. وقد استحسن سكان مدينة البيض تركيب هذا الجسر المتحرك مما سمح بإعادة الحركة بشكل عادي عبر أطراف المدينة.