استقطب الخطاط الكويتي جاسم محمد معراج، أعدادا هائلة من الطلبة والعائلات والأطفال في جناحه، خلال مشاركته في ورشة عمل للخط العربي الإسلامي الذي أشرف عليه مؤخرا بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، خلال الأيام الثقافية الكويتية، وقد أعجب الحضور بعمل الرجل وأخلاقه أيضا، فعلاوة على الرصانة والثقة بالنفس، وجد الحضور أنفسهم مع خطاط متواضع يتفاعل ويمثل ما تخط أنامله من صفات المسلم الحقيقية.. ''المساء'' التقت الخطاط الشاب الحاصل على الإجازة في الخط العربي من الخطاط الشهير داود بكتاش، وهو أول خطاط كويتي يحصل عليها ونقلت لكم هذا الحوار... ''المساء'': من هو معراج؟ جاسم معراج: أنا من مواليد الكويت في 20/8/1982متحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الكويت - تخصص هندسة كيميائية، بدأت دراسة الخط العربي منذ عام 1995 تتلمذت على يد الخطاط وليد الفرهود ثم واصلت على يد الخطاط العالمي داود بكتاش والأستاذ حسن جبلي، وحاليا أنا عضو مؤسس في مركز الكويت للفنون الإسلامية، حصلت على مكافأة في خط الثلث الجلي في مسابقة الخط الدولية. - كيف تتعامل مع الخط؟ * الخط مثل أي علم أو فن يجب أن تتوفر الرغبة في تعلمه، ففن الخط له شقان ''صياغة وعشق''، فالكتابة صناعة والشعور الذي يختلج الخطاط والذي يلازمه طيلة حياته، ومن خلاله أتعلم، وكلما تعلمت أشعر أنني مازلت احتاج إلى تعلم الكثير، ونحن كمسلمين لدينا قيم فنية كبرى لتصفية النفس، وهذه هي ميزة الفنون الإسلامية. - ماهي المبادئ الأخلاقية التي يحملها فن الخطاطة؟ * للفن الإسلامي علاقة وطيدة بالقيم والمبادئ فهو يبرز جماليات وإبداع الخالق تماشيا مع ناموس الكون، يمكن لفن الخطاطة أن يظهر جمال التعاقب بين الليل والنهار، الإبداع في الورد، أوراق الورد وسيقانه، صوت العصافير عند الشروق، فكل هذه التظاهرات حولت الى فن من الصوت الى الصورة ومن الصورة الى الصوت، وكلها تدخل في لوحة الخطاط لتعطي جمالا مشرقا، عكس بعض الفنون الغربية التي تظهر البشاعة والصور المشينة والحقد على المسلمين. - هل لفن الخطاطة قواعد؟ * نعم لكل مخطوط قواعد خاصة به، ولكل حرف قاعدة وللسطر والتركيب قواعد، وهناك أسس وقواعد في توظيف الخط حتى ينسجم مع البيت، أو في المسجد أو المكان الذي ستوضع فيه اللوحة عندما تكتمل، إلى جانب مراعاة الزخرفة التي تتماشى مع الخط، مع حسن اختيار الألوان، فلا يمكن أبدا استعمال الألوان الفاقعة مع المعاني التي تحمل الشدة فلكل كلمة وحرف ولون ميزته وعمله. - أي لوحاتك أحب إليك؟ * أي شئ يخرج من يدي له علاقة خاصة بي، فكل لوحاتي بناتي، ولكل لوحة وضعها الخاص، فهناك أوقات أتشجع فيها أكثر للكتابة، وهناك وضع أو دافع، فأحد التراكيب ''الله أكبر كبيرا'' لم أتشجع لكتابته إلا بعد سماعي تكبيرة عيد الفطر، فقد كان لمجموع الأصوات المكبرة وقع خاص في صدري. - هل حدث ولم تعجبك لوحة رغم الجهد الكبير الذي بذلته في إعدادها؟ * نعم، حدث... إنها مثل الابن العاق الذي تعطيه كل شئ ويقابلك بالعقوق. - ماهي الرسالة التي تحملها في أعمالك؟ * رسالة الفنان هي إظهار جمال الله المتجلي في الكون، والخطاط جزء من المعمورة والموسيقار أيضا، فإظهار الجمال واجب، وهي من الأمور التي يحبها الخالق. - ألاترى أن هناك اهتمام بالخطاطة في الوطن العربي؟ * التراث العربي الكبير المتعلق بفن الخطاطة في شبه الجزيرة العربية، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد اهتمام بهذه الفنون، فالكويت لديها مركز الكويت للفنون الإسلامية ودار الآثار الإسلامية، ولدينا متحفان خاصان للسيد طارق رجب، منهما متحف الخط الإسلامي، والدور الباقي على الخطاطين، إذ يجب ان لا تقتصر الرسالة على اللوحات والمعارض فحسب، بل لابد من أن تدخل هذه الأعمال كل ركن من البيت. - ما هو الوقت الذي تأخذه منك اللوحة؟ * هناك لوحة أخذت مني 6 أشهر وهناك أعمال أنجزها في ظرف شهر، وأحيانا أبدأ العمل بقلم الرصاص وأتوقف حتى يأتي الإلهام، والعمل على اللوحة يخضع لمجموعة من الأسس، فإذا كانت الفكرة جاهزة ينفذ الشكل خلال 3 أسابيع ليأتي دور الزخرفة وهنا أبدا تقنيات أخرى مختلفة خاصة بها. - كيف وجدت الجزائر؟ * بلد طيب وأهله طيبون، وقد أعجبت كثيرا بتلمسان فلها نكهة خاصة.