على هامش الأيام الثقافية الكوتية بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التقينا بالخطاط الكويتي جاسم محمد معراج الذي يعتبر من أبرز الخطاطين في العالم العربي حيث خصنا بهذا الحوار أولا أهلا وسهلا بك في الجزائر؟ أهلا بك لنا شرف كبير بأن نلقاكم في بلدنا الثاني الجزائر. يكتسي الخط العربي أهمية كبيرة تتعدى مجرد كتابة الحرف إلى فن قائم بذاته ما هي نظرتكم إلى هذا الفن وسر ارتباطكم به؟ فن الخط العربي له أهمية خاصة عند المسلمين لأنه الفن الوحيد الذي تميزت به الحضارة الإسلامية بمختلف أطيافها وهو فن الكلمة، فلقد بدأ هذا الفن من كتب القرآن الكريم في صدر الإسلام فكان الصحابة مؤمنين بوجوب تجويد القرآن الكريم كتابة ولفظا وصورة، وهنا بدأ تتويج القرآن الكريم وظهر فن الخط العربي في كل إقليم من الأقاليم الإسلامية، حيث لكل منطقة خطها الذي تتميز به كالخط القيرواني وهو يتبع الخط الكوفي وينتشر بكثرة في المغرب العربي، وفي تركيا ظهرت خطوط تسمى الديواني والرقعة وكلهم متصلون باللغة العربية وكلام الله سبحانه وتعالى. ما هو سر ارتباطك بهذا الفن؟ ممكن أنني لمحت إلى هذا السر وهو تجويد القرآن الكريم وحفظ الأحاديث الشريفة واري دان اقو لأن هذا الفن ليس كباقي الفنون الأخرى قدسي يرتبط بكلام الله عز وجل والحديث الشريف وكتابة هذه النصوص شرف ما بعده شرف، إضافة إلى عشقي لهذا الفن فعندما أكتب أحس بمتعة وأن الله سخرني لكتابة هذه النصوص وإتقانها وهذا الاتجاه الذي اتخذته. اقتداء بمقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل ميسر لما خلق له” كما ذكرت هناك العديد من أنواع الخط العربي فأيها أقرب إلى أعمالك الفنية والأكثر حضورا في وجدانك؟ الأكثر حضورا في وجداني هو الثلث العادي والثلث الجلي ويتدرج تحتهما هذين الخطين خط النسخ. هل لديكم نظرة عن الخط العربي الجزائري؟ لدي أصدقاء كثر في الجزائر وهم مقبلون على فترة خصبة في فن الخط منهم محمد صفر باتي ومحمد بحيري والعديد من الخطاطين الذين لا أتذكر أسماءهم ولكن أنا متفائل جدا بمستقبل فن الخط العربي في الجزائر. في نظرك هل هناك تبادل وتنسيق بين الخطاطين العرب؟ الكثير من الدول الخليجية والعربية عامة يقيمون عدة فعاليات تتعلق بفن الخط العربي وتوجد مسابقات عديدة وملتقيات عدة تستقطب الخطاطين في شتى دول العالم الإسلامي أو حتى العالم بأكمله فالآن نجد خطاطين في أمريكا واليابان وهذا فضل من الله تعالى. شاركت في عديد المسابقات والمعارض ألا حدثنا عن أبرزها؟ أنا شاركت والحمد لله في عدة مسابقات وكل المسابقات التي كنت حاضرا بها تقريبا فزت فيها بمراتب عليا أما المسابقة التي لها وقع على قلبي كانت في القدس ورسمنا القدس حروفا في القلب والمسجد الأقصى جعلني اكتب حروفا فزت بها. توج الخطاط الجزائري رشيد قريشي مؤخرا بجائزة الخط في لندن هل سبق لك وان التقيته واحتكيت به؟ لا لم ألتق به ولكن سمعت عنه الكثير وربما الظروف والمناسبات لم تسمح بذلك وإنشاء الله سألتقي به في أحد المعارض. لك المجال في قول كلمة أخيرة؟ أتوجه بشكري إلى الشعب الجزائري متمنيا له أن يرتبط بكتاب الله سبحانه وتعالى فالكل يمكنه أن يستفيد منه وفي شتى مجالات الحياة.