ناقش أمس بالقاهرة خبراء الإعلام العرب الاقتراحات الجزائرية بشأن مكانيزمات تطبيق مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتليفزيوني في المنطقة العربية التي أقرها الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب في فيفري الماضي الذي خصص لهذا الغرض· وكان مجلس وزراء الإعلام العرب قد كلف اللجنة الدائمة للإعلام العربي اقتراح آلية تطبيق هذه المبادئ بما ذلك من تشكيل فريق خبراء ولجان عمل وعقد جلسة استماع مع خبراء وممثلين للقنوات الفضائية العامة والخاصة ثم رفع الآلية المقترحة إلى الدورة العادية الحادية والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب المقرر عقدها في جوان المقبل· وقد وصف ممثل وزارة الاتصال السيد طاهر بديار خلال اجتماع لجنة العمل المعنية بوضع آليات تطبيق وثيقة المبادئ أن الاقتراحات الجزائرية ب"الملموسة" على غرار ما هو معمول به في العالم· وتتمثل هذه الاقتراحات في عمل الدول الأعضاء بالوسائل الملائمة وفي إطار تشريعاتها على ضمان احترام هيئات البث الفضائي والتلفزيوني التابعة لها لمبادئ البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني· ويتم ذلك من خلال وضع أحكام تشريعية مطابقة مع وثيقة مبادئ البث الفضائي، حيث تعمل هذه الدول أعضاء اللجنة الدائمة للإعلام بهذه التشريعات· كما تقترح الورقة الجزائرية وضع كل دول عضو تنظيمات معينة كإعداد دفاتر شروط لمؤسسات البث الإذاعي والتلفزيوني تذكر بضرورة احترام وثيقة مبادئ البث الفضائي وإنشاء سلطة عليا للضبط السمعي البصري تسهر على احترام مبادئ البث الفضائي من طرف الهيئات· وترى الورقة أنه في حالة ما إذا اعتبرت دولة ما عضو بأن بث حصة تلفزيونية موجهة كليا أو أساسا عبر ترابها عن طريق هيئة إذاعية وتلفزيونية تابعة لاختصاص دولة عضو أخرى غير مطابق لقواعد المنفعة العامة والخدمة العمومية يمكن للدولة المتضررة الأولى أن تتصل بالدولة المعنية قصد إيجاد حل متبادل مرض· وتتكفل سلطة الضبط بدراسة الطلب وإيجاد الحلول المناسبة· كما تقترح الورقة الجزائرية إنشاء لجنة تنسيق تربط بين كل الأطراف المعنية الدول الأعضاء واللجنة الدائمة للإعلام العربي ومجلس وزراء الإعلام العرب للجوء الطرفين إليها في حالة عدم التوصل إلى حل مرض· وتعمل هذه اللجنة تحت إشراف اللجنة الدائمة للإعلام العربي التي تعد بدورها تقريرا لمجلس وزراء الإعلام العرب حول تطبيق مبادئ البث الفضائي· وتهدف وثيقة المبادئ التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم الاستثنائي الذي شارك فيه وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة والتي تقع في 12 بندا إلى تنظيم البث وإعادة استقباله في المنطقة العربية وكفالة احترام الحق في التعبير عن الرأي وانتشار الثقافة وتفعيل الحوار الثقافي من خلال البث الفضائي· وتؤكد الوثيقة على الخصوص على ضرورة التزام هيئات البث ومقدمو خدمات البث الفضائي وإعادة البث الفضائي بمراعاة علانية وشفافية المعلومات وحماية حق الجمهور في الحصول على المعلومة السليمة وتوفير الخدمة الشاملة للجمهور وعدم التأثير سلبا على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام والآداب العامة· وتشدد وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي على ضرورة الالتزام باحترام حرية التعبير بوصفها ركيزة أساسية من ركائز العمل الإعلامي العربي على أن تمارس هذه الحرية بالوعي والمسؤولية بما من شأنه حماية المصالح العليا للدول العربية والوطن العربي واحترام حرية الآخرين وحقوقهم والالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام· وتؤكد كذلك على ضرورة التزام هيئة البث ومقدمو خدمات البث وإعادة البث الفضائي بتطبيق المعايير والضوابط المتعلقة بالعمل الإعلامي في شأن كل المصنفات التي يتم بثها والامتناع عن التحريض على الكراهية أوالتمييز وعن بث كل شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب مع التفريق بينه وبين الحق في مقاومة الاحتلال· كما تطالب الوثيقة بضرورة الامتناع عن وصف الجرائم بكافة أشكالها وصورها بطريقة تغري بارتكابها أوتنطوي على إضفاء البطولة على الجريمة ومرتكبيها أوتبرير دوافعها ومراعاة أسلوب الحوار وآدابه واحترام حق الآخر في الرد ومراعاة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على ما يناسبهم من الخدمات الإعلامية والمعلوماتية، تعزيزا لاندماجهم في مجتمعاتهم وحماية الأطفال والناشئة في كل ما يمكن أن يمس بنموهم البدني والذهني والأخلاقي أويحرضهم على فساد الأخلاق أوالإشارة إلى السلوكيات الخاطئة بشكل يحث على فعلها· وتلح على ضرورة الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي ومراعاة بنيته الأسرية وترابطه الاجتماعي والامتناع عن بث كل ما يسئ إلى الذات الإلهية والأديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية الخاصة بكل فئة والامتناع عن بث وبرمجة المواد التي تحتوى على مشاهد أوحوارات إباحية أوجنسية صريحة· وتدعو وثيقة المبادئ إلى الالتزام بمبدأ حرية استقبال البث وإعادة البث بمعنى حق المواطن العربي على امتداد أراضى الدول الأعضاء في استقبال ما يشاء من بث تليفزيوني صادر من أراضي أي من الدول أعضاء جامعة الدول العربية وضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الوطنية والإقليمية والدولية الكبرى وخصوصا الرياضية منها التي تشارك فيها فرق أوعناصر وطنية وذلك عبر إشارات مفتوحة وغير مشفرة أيا كان مالك حقوق هذه الأحداث حصرية كانت أوغير حصرية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية في كل ما يبث من برامج طبقا للقوانين الدولية في هذا المجال· وتشدد الوثيقة على ضرورة الالتزام بالموضوعية والأمانة واحترام كرامة الدول والشعوب وسيادتها الوطنية وعدم تناول قادتها أوالرموز الوطنية والدينية بالتجريح والالتزام بإبراز الكفاءات والمواهب العربية والالتزام بالصدق والدقة فيما يبثه الإعلام من بيانات ومعلومات وأخبار واستقاؤها من مصادرها الأساسية السليمة· كما تؤكد على الالتزام بتصويب كل معلومة خاطئة أوناقصة تم تقديمها من قبل مع الاحتفاظ بحق الرد للشخص أوالدولة أوالجهة صاحبة الحق في ذلك· وكان وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة قد أكد في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب أن الإعلام مدعو بالنظر إلى المهام النبيلة المنوطة به إلى تعزيز "ترقية الحرية والحوار وتنوير الرأي العام خاصة لما يتعلق الأمر بالتصدي لمروجي الرذيلة والإجرام والإرهاب الذي يمثل خطرا حقيقيا على استقرار الدول والانسجام العام لمجتمعاتنا" ·