كشف وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن وفد المجلس الانتقالي الليبي الذي قد يزور الجزائر خلال الأيام القادمة يضم دبلوماسيين ومسؤولين عن القضايا الامنية، مشيرا الى ان هذه الزيارة ستكون نقطة انطلاق مع السلطات الليبية الجديدة، كما ابدى استعداد الطرفين لتوسيع الارضية الى اقصاها و''ان نرافق بعضنا البعض لتأسيس الامل المشترك'' في اطار التطلعات التي ينشدها الاتحاد المغاربي. وخلال ندوة صحافية مشتركة عقدها بمعية نظيره البرتغالي السيد باولو بورتاس أمس بإقامة الميثاق اشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن المحادثات التي أجراها مع ضيفه تركزت على ضرورة أن تتعاون ليبيا الشقيقة من أجل أن تتجاوز المرحلة التي تمر بها وان تتوجه الى مرحلة ارقى بحيث ''يأخذ الاخوان الليبيون ودول الجوار حقهم من التطورات الايجابية ''في ظل توفر هذا البلد على امكانيات ضخمة لا تنحصر في النفط فقط بل ايضا في الموارد البشرية''. وبخصوص الوضع في سوريا أكد السيد مدلسي أن جامعة الدول العربية قررت على ضوء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد الاحد الماضي بالقاهرة إرسال لجنة وزارية مشكلة من وزراء خارجية الجزائر، عمان، السودان، وقطر بصفتها الدولة التي تشرف على رئاسة الجامعة في الفترة الحالية، إلى دمشق لإجراء محادثات مع السلطات السورية حول الأزمة، مضيفا في هذا الصدد أن ''موعد هذه الزيارة سيحدد في الأيام القادمة وسيتحادث الوفد مع السلطات والرئيس السوري بشار الأسد، و''سنبحث سبل التوصل إلى حل سريع ومرضي للأزمة''. من جانبه أكد الوزير البرتغالي ان موقف بلاده من الأزمة السورية هو ضد سفك الدماء الخطير والمتصاعد في هذا البلد ليضيف في هذا الصدد ''نحن ننتظر النتائج التي سيعود بها الوفد الوزاري المفوض من الجامعة العربية المرتقبة زيارته لسوريا. ونأمل أن يتوصل هذا الأخير لحل سريع''، مشيدا في سياق حديثه بدور الجزائر على الساحة العربية قائلا ''لنا ثقة كبيرة في الجزائر وفي دبلوماسيتها وحنكتها وتعقلها في التعامل مع مثل هذه الأمور''. كما اوضح ان لقاءه بنظيره الجزائري سمح بالتطرق الى المسائل الدولية المختلفة وحيا في هذا الصدد حكمة الوزير مدلسي في التعاطي مع القضايا التي تعرفها المنطقة المغاربية انطلاقا من الاهتمام الذي توليه بلاده واوروبا للمغرب العربي. وعلى صعيد العلاقات الثنائية قال السيد مدلسي ان زيارة الوزير البرتغالي الى بلادنا تأتي في سياق بحث التعاون والشراكة بين البلدين، كاشفا في هذا الصدد عن انشاء مجموعة عمل مشتركة بين الجزائر والبرتغال لتحديد القطاعات التي سيتمكن البلدان من خلالها من دفع المتعاملين الاقتصاديين يترأسها عن الطرف الجزائري وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي ومن الجانب البرتغالي مسؤول حكومي سيتم تعيينه، حيث اشار الوزير مدلسي الى أنه بإمكان المتعاملين تقديم المزيد من التسهيلات التي يستفيد منها المتعاملون الاقتصاديون البرتغاليون في الجزائر. وفي ظل الازمة المالية التي تعرفها البرتغال قال السيد مدلسي إن هذه الازمة لا تعني البرتغال فحسب بل كل الدول منذ ,2008 مشيرا الى ان لهذا البلد امكانيات لتجاوز الازمة وان وجوده كطرف في الاتحاد الاوروبي والاعانات التي يمكن ان يقدمها هذا الاخير بإمكانها اخراج البرتغال من الازمة، في حين اوضح ان الاعانة التي تقدمها الجزائر لهذا البلد هو تعزيز اسس التعاون من خلال تشجيع تواجد الشركات البرتغالية في الجزائر والتي وجدت فيها مناخا مريحا لممارسة نشاطها. اما السيد باولو بورتاس فقد اشاد بالعلاقات التي تربط بلاده بالجزائر التي وصفها بالطبيعية والعفوية انطلاقا من انها ''ليست وليدة اللحظة بل هي علاقات وطيدة تعود لزمن بعيد''، مضيفا في هذا الاطار ''ونحن هنا بالجزائر لدعم هذه العلاقات وتوسيعها لتشمل مختلف القطاعات وعلى رأسها المجال الاقتصادي''، مستشهدا في هذا الصدد بتواجد العديد من المؤسسات البرتغالية التي تشتغل في الجزائر مما يعد اوكسجينا اقتصاديا لها.