دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد عبد العزيز بلخادم، الشباب إلى التحلي بالوعي من أجل الرد على الحملات التي تستهدف البلاد من خلال الوفاء برسالة الشهداء وتحقيق الأهداف التي رسموها مخاطبا إياهم قائلا: ''كونوا جيلا يعفوولا يغفولتردوا على برنارد كوشنير ووزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي الذي وصف طالبي فرنسا بالاعتذار بالمتطرفين''. فضل الأمين العام للأفلان توجيه رسائل واضحة للسلطات الفرنسية، جدد خلالها موقف الجزائر بخصوص الذاكرة وتمسكها بمطلب الاعتذار وذلك خلال لقاء نظمه الحزب أمس بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، ضم مناضلي ومناضلات الحزب قدموا من مختلف ولايات الوطن احتفاء بالذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية. وأكد السيد بلخادم أن الجرائم الوحشية ستبقى وصمة عار تلاحق فرنسا الاستعمارية على مدى التاريخ، قائلا في هذا الصدد: ''أننا لا نحقد على أحد ولا نطالب بالثأر ولا ندعو إلى الانتقام ولكننا نريد من فرنسا الحاملة لراية الدفاع عن حقوق الانسان وكرامته أن تمتلك الشجاعة للاعتراف بجرائمها رسميا إزاء ما اقترفته من جرائم في حق شعبنا''. وجدد السيد بلخادم تمسك حزبه بالمطلب الشرعي القاضي بمطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب الجزائري إزاء ما اقترفته من جرائم، مضيفا في هذا السياق ''وعندئذ يمكن طي الصفحة وتتجه الانظار نحو المستقبل دون أن ننسى الذاكرة''. وإذ جدد العهد للوفاء برسالة الشهداء من أجل مواصلة النضال والاستمرار في بناء الجزائر الحرة والآمنة والسيدة، فقد أكد بلخادم الاصرار على التصدي بإرادة وحزم إلى المحاولات الرامية إلى عرقلة المسيرة التنموية للبلاد. وقال الامين العام للأفلان أنه على الشباب أن يفتخر بثورته وأن يعتز برموزه، من منطلق أن تاريخ أول نوفمبر هو عنوان الجزائر الحديثة التي تشق اليوم طريقها معتمدة على امكانياتها، غير آبهة بمحاولات زعزعة الاستقرار من قبل المتآمرين، في الوقت الذي تعتزم فيه الجزائر بكل اصرار على السير بخطى ثابتة وإرادة موحدة لبناء جزائر المستقبل القوية. وأضاف في هذا الصدد بالقول ''ماكان لثورة نوفمبر أن تنجح لولا تسلح مفجريها بحب الوطن لتحقيق النصر لانهم اصحاب قضية''. وحذر الأمين العام للأفلان من محاولات تغيير المفاهيم من خلال تصوير أبطال الثورة ورموزها بالارهابيين بمنطقهم الاعوج وتشويه القيم الشريفة التي ناضلوا من أجلها، ليتحول بالتالي الضحية إلى جلاد والجلاد الى ضحية، مضيفا في هذا الصدد أن ذكرى التحرير كانت فاتحة القرن لتحرير العديد من الشعوب وتحريضها على الخروج من حالة التخلف والعبودية لتلتحق بركب المدنية وتتحدى الاحتلال''. وإذ أشار إلى وجود محاولات متعددة لإجهاض الثورة باستعمال كافة الامكانيات المادية والبشرية لضرب استقرار البلاد وتحطيم انجازات الدولة الجزائرية، فقد اكد السيد بلخادم ''ان استقلال الجزائر وتحرر الشعب الجزائري من الهيمنة الاستعمارية مايزال يشكل غصة كبيرة ويسبب غيضا عظيما للذين يحلمون بالبقاء الابدي والخلود الدائم في أرضنا''، داعيا في هذا الصدد الشباب إلى تفويت الفرصة على هؤلاء ومحاولات طمس الحقيقة وتمزيق صفحات التاريخ، من خلال تكريم الحركى وإصدار قوانين تمجد الاستعمار. وقال السيد بلخادم إن هذه الجريمة تتجدد بتبني منطق الهروب من مواجهة الحقيقة ومكاشفة الذات، ولا مناص من التحلي بالوعي المستنير. ودعا المؤرخين في هذا الإطار إلى كتابة التاريخ بمسؤولية وأمانة وإخراجه من التزييف والتحريف لتحصين الاجيال من الوقوع في مغالطات، لانه -أصبح من الضروري- يضيف السيد بلخادم دراسة تاريخ ثورة 54 واستخلاص تأثيراتها السياسية والاجتماعية والثقافية، ليس على مستوى الجزائر فحسب بل على المستوى الاقليمي وحتى داخل الدولة المستعمرة. وأسهب الامين العام للافلان في إبراز المواقف المشرفة لحزبه خلال الثورة التحريرية وما بعد الاستقلال، بالقول ''ان المسار المشرف لحزب جبهة التحرير الوطني منذ التأسيس بفضل قيادتها وانفتاحها على كافة شرائح المجتمع وبخاصة الشباب حققت انجازات كبرى لبناء الوطن وتشييده''. وفي سياق حديثه عن الاصلاحات الأخيرة التي أطلقتها البلاد، قال السيد بلخادم أن حزبه كان سباقا كعادته إلى الدعوة للاصلاح حيث طالب بتعديل الدستور وساند كل المبادرات التي أطلقها رئيس الجمهورية لتعزيز المسار الديمقراطي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الحكم الراشد. وأضاف أن الافلان لم يتفأجا بهذه الاصلاحات و''أن حزبنا في جوهره هو قوة اصلاح والدليل على ذلك الورشات المتعددة التي لم نكف على انشائها هذه الأيام على مستوى البرلمان''. كما أشار إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني يعمل على تعزيز المؤسسات القائمة، فمثلا موضوع إشراك المرأة في الحياة السياسية ليس دخيلا على الحزب، ليردف في هذا الصدد ''نحن نثبت للملإ أننا مع إصلاحات الرئيس في تجذير الممارسة الديمقراطية وترقية المرأة وازدهار اقتصادنا''. يذكر أن تجمع الأفلان الذي حضره اكثر من 10 الاف مناضل سجل حضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري وبعض وزراء الطاقم الحكومي الحالي ووزراء سابقين، كما تم تكريم ثلاث شخصيات يتصدرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي تسلم هديته ممثله الشخصي السيد عبد العزيز بلخادم نيابة عنه، كما تم تكريم أيضا الامين العام للافلان السيد بلخادم نظير الخدمات التي يقدمها للحزب إلى جانب تكريم السيد بلعيد عبد السلام رئيس الحكومة الأسبق. وتميز الحفل بتقديم وصلات غنائية من قبل بعض الفنانين إلى جانب تقديم أناشيد وطنية التي تجاوب معها الحضور المكثف والذي رفع شعارات مساندة للحزب.