أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس أن حزبه يدعم كل خطوة ترمي إلى إخماد نار الفتنة في البلاد بما في ذلك خيار العفو الشامل، واستبعد من جهة أخرى وجود أية خطوة لتأسيس حزب سياسي جديد قريب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وذكر في ندوة صحفية نشطها أمس بالمقر الوطني للحزب بحي حيدرة بالعاصمة للإعلان عن نتائج الدورة العادية للهيئة التنفيذية أن الأفلان يؤمن بالمصالحة وبكل ما يدعم ويساهم في إنهاء الأزمة الأمنية في البلاد ويعيد الأمن إلى كل منطقة من مناطق الوطن، وقال "إذا كانت الإجراءات التي قد تتخذ لتعزيز المصالحة متضمنة في ميثاق السلم فنحن نساندها، وإذا كانت إجراءات لم يتضمنها الميثاق وتقتضي استشارة الشعب الجزائري فنحن لسنا ضدها" في إشارة واضحة الى مساندة الحزب لأي خطوة يمكن أن يقدم على اتخاذها الرئيس بوتفليقة بما في ذلك إقرار العفو الشامل كما أعلن عن ذلك خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الماضية عندما أكد أن العفو لن يتم اعتماده إلا بتوفر شروط واضحة وهي القضاء نهائيا على العناصر الإرهابية وعرض المشروع على الشعب لقول كلمته. ومن جهة أخرى جدد السيد بلخادم دعوة الحزب لاعتراف فرنسا الرسمية بما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم في حق الشعب الجزائري، ودافع عن التصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري في زيارته الأخيرة إلى فرنسا وأوضح أن السيد زياري هو قيادي في الأفلان ويتبنى نفس طروحات ومواقف الحزب، وأنه لم يدل بأي تصريح يسقط مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها. وأشار إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني متمسك بمطلب الاعتذار حتى "يتوصل البلدان إلى بناء علاقات وطيدة تراعي مصلحة كل طرف"، لكنه شدد على التوضيح أن الحزب ليس له أي عداء مع الشعب الفرنسي بل أن العدو الوحيد للجزائريين هو "الفكر الاستعماري". وعاد السيد بلخادم للحديث عن تعديل الدستور وجدد تمسك الآفلان بضرورة الذهاب نحو "تعديل شامل للدستور كي يتم توضيح نظام الحكم في البلاد". وبخصوص الضجة التي أثيرت مؤخرا حول احتمال تأسيس حزب سياسي جديد قريب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفى السيد بلخادم علمه بوجود أية مبادرة في هذا الشأن، وقال "حسب علمي ليس هناك أية مبادرة لتأسيس حزب سياسي قريب من الرئيس" وتابع "ليس لدينا معلومات تفيد بأن أطرافا أودعوا ملف اعتماد هذه التشكيلة لدى وزارة الداخلية"، وتساءل لماذا يكون الرئيس بوتفليقة بحاجة الى تشكيلة سياسية جديدة، في وقت يحظى بدعم من طرف أحزاب التحالف الرئاسي التي ساهمت في فوزه الساحق بالانتخابات الرئاسية، وتعمل حاليا على تطبيق برنامجه الرئاسي. وبالنسبة للسيد بلخادم فإنه ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تسويق مثل هذه الفكرة، في تلميح واضح إلى وجود محاولات لبعض الأطراف لإحداث "بلبلة سياسية". ورفض أمين عام الأفلان من جهة أخرى الخوض في تفاصيل ترشح وزير الخارجية السابق السيد محمد بجاوي لشغل منصب مدير اليونيسكو باسم مملكة كمبوديا في وقت أعلنت الجزائر دعمها لوزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني واكتفى بالقول "كان عليه (بجاوي) أن يتبع سياسة بلاده... لكن إذا أرد الترشح فهو حر، لكن كان يجب أن يترشح باسم بلاده". ولدى تطرقه إلى الحملة التي قال أنها تستهدف حزب جبهة التحرير الوطني رفض السيد بلخادم توجيه الاتهام إلى طرف بعينه وأشار إلى أن تلك الأطراف تريد من خلال حملتها النيل من استقرار الحزب وتماسكه، وفضّل الخوض في تفاصيل تتعلق بدوافع هذه الحملة وذكر بأن قدرة الحزب على التجنيد في الميدان وثقله في الساحة الوطنية حيث لا يمكن أن يتخذ أي قرار دون أن يشارك فيه حرّك أنانيات بعض الجهات وجعله هدفا لهم وحاولوا الطعن في نشاطه وزعزعة استقراره. وأضاف "إن من يعلن الحرب على الآفلان سيتم الرد عليه بحرب مماثلة". وقدم الأمين العام للأفلان تفاصيل تتعلق بأجندة الحزب تحضيرا للمؤتمر التاسع المرتقب عقده قبل 31 مارس القادم، وفي هذا السياق استبعد إجراء تغيير في تركيبة الأمانة الوطنية الحالية، وقرر حصر العضوية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر في أعضاء الهيئة التنفيذية ال121 مع احتمال توسيعها لشخصيات وقيادات قادرة على المساهمة في إثراء نصوص الحزب. وتوجت أشغال الدورة العادية للهيئة التنفيذية حسب السيد بلخادم بتسطير برنامج يتضمن الشروع في عقد لقاءات جهوية للمنتخبين كل يوم خميس ابتداء من الحادي عشر من الشهر الجاري قصد التحضير لانتخابات تجديد ثلثي أعضاء مجلس الأمة المرتقبة نهاية العام. وحول تحضيرات المؤتمر حددت الهيئة التنفيذية نهاية شهر أكتوبر القادم للانتهاء من عملية إعداد جميع لوائح المؤتمر على أن يتم بعد ذلك عقد دورة للهيئة التنفيذية ويلي ذلك عقد دورة للمجلس الوطني يتم خلالها المصادقة على مشاريع لوائح المؤتمر والشروع في عقد مؤتمرات جهوية لانتخاب المندوبين، وتوقع السيد بلخادم أن يتم الانتهاء من إعداد جميع الترتيبات الخاصة بالمؤتمر قبل نهاية العام الجاري. وفي سياق آخر أعلن السيد بلخادم عن قمة لقيادات التحالف الرئاسي تعقد بين 22 و25 جوان الجاري تخصص لتسليم الرئاسة الدورية من حزب جبهة التحرير الوطني إلى حركة مجتمع السلم.