أصبح تسيير ملعب 5 جويلية لا يبعث على الارتياح، حيث ما انفكت تطرح حول ما يحدث لأرضيته منذ فترة من الزمن نقاط استفهام لم نجد لها تفسيرا حتى لدى الساهرين عليها، إذ رفض مختصون في صيانة العشب الطبيعي تابعون لإدارة مركب محمد بوضياف الرد على استفسارات ''المساء'' حول أسباب تدهورها، وقد أغلقوا الهاتف على مسامعنا في وقت كنا نحاول معرفة الحقيقة التي جعلت ارضية هذاالملعب، تفقد خصائصها كلما تسقاطت عليها مياه الأمطار. وقد ظهرت السلبيات بشكل واضح بمناسبة برمجة المباراة التطبيقية الأخيرة بين لاعبي المنتخب الوطني، إلى درجة أن الجميع تساءل إن كان مسؤولو الملعب الأولمبي يدركون فعلا قيمة الأموال الطائلة التي صرفت من أجل صيانة أرضيته وجعله يستقبل المنافسات في كل الظروف المناخية مثلما نرى عبر كل ملاعب العالم المحترمة، ونكاد نجزم أن الوضع المتردي للأرضية كان سيزداد سوءا لولا مباراة الخضر التي كشفت المستور ودفعت مدير الملعب السيد بلموهوب إلى الإسراع في إعلان حالة الطوارئ، من خلال تأكيده في تصريح للإذاعية الوطنية على غلق الملعب في نهاية الموسم الجاري، وحبذا لو جاء هذا التصريح مبكرا حتى لا يتفاجأ الرأي العام الوطني بصفة عامة والرأي الرياضي بصفة خاصة، حيث كان الجميع يعتقد أن مشكلة أرضية 5 جويلية طويت نهائيا منذ أن قامت إدارة المركب الرياضي بتكليف شركة هولندية بوضع بساط جديد لأرضيته... فهل الإعلان عن مقاضاة هذه الشركة يكفي لإخفاء مساوئ التسيير الذي طبع أرضية الملعب وكل مرافق المركب الرياضي؟ سؤال جدير بالطرح، كون إدارة المركب كانت قد طمأنت السلطات العمومية على الكفاءة المهنية للشركة الهولندية وادعت أنها تعد من بين أكبر المتخصصين عالميا في تجهيز الأرضية المعشوشبة طبيعيا، وفي النهاية أخفقت هذه الشركة في ما كلفت به، بل انقلبت علينا ورفضت حتى الالتزام ببنود العقد الذي يفرض عليها إعادة وضع البساط الطبيعي والقيام بترميم كلي لأرضية الملعب وفقا للاتفاق الحاصل بين الطرفين، ألا يعد هذا بمثابة فشل ذريع لإدارة المركب في تسيير شؤون المنشآت الرياضية الموجودة تحت وصايتها؟ أم أن الأمر تحول إلى استهزاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها؟ ويتضح من خلال تصريح بلموهوب، أن الدعوى القضائية التي رفعتها إدارته ضد الشركة الهولندية لن يتم حسمها في الوقت القريب، وهو ما يؤكد استعانتها بخبراء من الجزائر ومن الخارج ومخبر أجنبي، وصلوا إلى نتيجة تفرض على إدارة المركب وضع تربة جديدة لا تسمح بتسرب الماء، حيث سيضطر مسؤولوها إلى تخصيص أموال طائلة أخرى في سعيهم لإنهاء هذا المشكل، لكن كل ما نخشاه هو أن يستمر مسلسل أكبر ملعب لكرة القدم في البلاد شهد أبرز تتويجات الرياضة الجزائرية منذ تدشينه في ,,.1973 وفي انتظار حل نهائي لهذه المعضلة، ستضطر إدارة المركب حسب رئيسها بلموهوب، إلى القيام بعملية ترميم دائم للأرضية من أجل تمكين فرق البطولة من إجراء مبارياتها الى غاية نهاية المنافسة.