قبل أقل من شهر من اللقاء الودي الذي سيلعبه الفريق الوطني ضد نظيره الصربي يوم 3 مارس القادم في ملعب 5 جويلية، تعاني أرضية ميدان هذا الأخير من تدهور كبير، وقد ظهر ذلك بوضوح في المباراة المتأخرة من عمر البطولة الوطنية التي جمعت مولودية الجزائر ووفاق سطيف أول أمس، فالأرضية كانت كبركة ماء كبيرة جراء الأمطار والأوحال وعادت بنا إلى سابق عهدها. لقد صرفت على ملعب 5 جويلية 16.5 مليار، حسب ما كشفه بن ميهوب مدير المركب الأولمبي محمد بوضياف، وقد أقفلت أبوابه لعدة سنوات خاصة بعدما تأخرت الأشغال به لمدة مماثلة، وقد كان الجميع ينتظر أن تكون نتائج ذلك في المستوى المطلوب، في الوقت الذي وفرت فيه كل الإمكانيات من أجل تحسين وضعية هذه التحفة الرياضية. وإن نجح مسيرو هذا المركب في عملية التنظيم وتهيئة المرافق، إلا أن أرضية الميدان في كل مرة تفاجئنا بوضعيتها المتدهورة، فقد كان يتطلب قطرات فقط من المطر حتى تظهر العيوب، لأرضية ميدان من العشب الطبيعي عرفت تأخر في الأشغال لمدة عامين كاملين، حيث كشف المسيرين آنذاك، أن العشب الطبيعي تم وضعه من طرف مؤسسة هولندية مختصة، وهي التي قامت بوضع العشب الطبيعي في إفريقيا الجنوبية، وأن هناك تقنيات خاصة من أجل صرف مياه الأمطار من خلال وضع مجاري لهذا الغرض. غير أن ما لوحظ في المباراة الأخيرة التي لعبت يوم الثلاثاء، يطرح الكثير من التساؤلات، حول هذه التقنيات الخاصة، والمجاري التي تسرب المياه المتجمعة فوق أرضية الميدان، وحتى حول ال15 عنصرا، الذين تم تكوينهم من أجل صيانة وتهيئة العشب الطبيعي، فحسب الأرقام التي كشف عنها مدير المركب بن ميهوب، فإن أرضية الميدان وحدها من العشب الطبيعي الذي جلب من هولندا كلفت 11 مليار سنتيم، أما تقنية صرف المياه المتجمعة، فقد كلفت 4 ملايير و400 مليون سنتيم، في حين فإن تقنية السقي كلفت 500 مليون، وإن كانت هذه الأرقام كبيرة على ما يبدو، فإن ما رأيناه في اللقاء الماضي في 5 جويلية، يعكس تماما ما صرف على هذا الملعب، فقد كانت المياه متجمعة في كل أرجاء الميدان مما عرقل الأداء الجيد للاعبي الفريقين، فحضرنا لمباراة في التزحلق وتطاير المياه في كل جانب، إضافة إلى الفراغات الكبيرة الموجودة في هذه الأرضية، التي فقدت الكثير من عشبها الطبيعي. الأمر يمكن تعديله، لأنه تم وضع مساحة خاصة لتعويض العشب الطبيعي في حالة تضرره، لكن ما يبقى ينتظره الجمهور الرياضي والفريق الوطني الجزائري، هو هل ستكون هذه الأرضية جاهزة قبل اللقاء المرتقب ضد الفريق الصربي المقرر في 3 مارس القادم؟، وهل أننا سنشاهد نفس أرضية الميدان التي رأيناها في لقاء المولودية ضد الوفاق، إن تساقطت الأمطار؟. أكيد أنه إن بقيت الأمور على حالها، فلن نشاهد الشيء الكثير في هذا اللقاء، وهذا قد يعرقل أداء الخضر. وحسب التصريح الأخير لمدير المركب الأولمبي، الذي حاولنا الاتصال به لكن دون جدوى، فإن الملعب سيكون جاهزا خلال مباراة الجزائر بالمنتخب الصربي. ويبدو أن هذا الأخير متيقن من أنه سيحسّن من وضعية أرضية الميدان لملعب 5 جويلية، قبل أن يقرر ربما المنتخب الوطني تغيير الملعب، إن بقيت هذه الأخيرة على هذه الحالة.