اكتشف مؤخرا بفيلا "عبد اللطيف" بالعاصمة، معلم أثري يتمثل في نظام للسقي يشبه نظام "الفوقارة" بالجنوب، يرجع إلى القرن ال 17 من العهد العثماني، حيث تم الاكتشاف صدفة خلال عمليات الترميم وإعادة التأهيل بالفيلة· وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي التي أشرفت أمس على معاينة نظام السقي رفقة وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال، أكدت أن وجود مثل هذا النظام من السقي الذي يشبه "الفوقارة" المعروفة في الجنوب، بمدن الشمال أمر هام جدا، مشيرة في تصريحاتها للصحافة أن الوصول إلى هذا الاكتشاف جاء خلال عماليات إعادة الترميم لفيلة عبد اللطيف التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر، وذلك في إطار تأهيلها وتحويلها إلى إقامة الفنانين· وفي سياق حديثها أكدت المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر أن الوصول إلى اكتشاف نظام السقي هذا جاء بعد رفع أطنان من التراب التي تعمد الاستعمار الفرنسي أن يردم بها الكثير من أجزاء الفيلة، سيما تلك التي تكشف تميز المجتمع الجزائري كالحمامات والحوض الذي قاد المختصين للوصول إلى قنوات السقي التي تشبه المشط وتعمل علي تزود مختلف الحدائق المحيطة بالفيلة بالماء، وهدفه في ذلك تقول تومي هو طمس الشخصية والهوية الجزائرية ومحو أي تميز من شأنه أن يبرز خصوصية وأصالة الشعب الجزائري، منادية في سياق متصل بالضروري تصنيف هذا الاكتشاف ضمن التراث الوطني حتى يحفظ · وفي معرض آخر كشفت تومي أن الإعلان عن افتتاح فيلا عبد اللطيف التي ستكون إقامة للفنانين وفضاء لاحتضان إقامات الإبداع سيكون في الثامن عشر من الشهر الجاري على أن تتواصل أشغال البحث عن الأجزاء المتبقية من "الفوقارة" بالتعاون مع مختصين من وزارة الموارد المائية من جهته أوضح عبد المالك سلال، أن مشاركته لوزيرة الثقافة في الاطلاع على هذا الاكتشاف جاء بنية القيام بعمل مشترك من أجل الكشف عن ما تبقى من نظام السقي وتحديد مدى أهميته من طرف المختصين، مؤكدا من جهته ميزة هذا النوع من نظام السقي الذي يُعد الأول من نوعه في العاصمة. يذكر أن فيلا عبد اللطيف يعود تاريخ إنشائها إلى القرن 17 استغلها الاستعمار كمستشفى خاص للجيش الفرنسي حيث ردمت وشوهت العديد من أجزائها، لتبقى مهملة بعد الاستقلال قبل أن ينطلق مشروع إعادة تأهيلها وترميمها قبل عامين من طرف مهندسين ومختصين جزائريين شباب لجعلها إقامة للفنانين