كرّم المهرجان الثقافي المغاربي في نسخته الثالثة، الشاعر المعروف سيد أحمد بن تريكي المسمى ''الزنقلي''، سهرة أوّل أمس بقصر الثقافة إمامة بعاصمة الزيانيين تلمسان، وقد أدّت المطربة مريم بن علال إحدى أشهر قصائده ''طال عذابي وطال نكدي'' التي كتبها سنة 1120ه، كما نشّط السهرة الجوق النسوي التونسي وقدّمت وصلات من أغاني المالوف وبعض أغاني التراث التونسي. وتسلّم التكريم حفيده الثالث محمد زنقلي، الذي عبّر عن سعادته بهذا الشرف الذي حظي به من نسب جدّه الأول، حيث تمنى أن يكون أولاده خير خلف لهم. وبن تريكي عرف بأشعاره في الجزائر والمغرب، وكان ذا أدب ونسب، رقيق القلب وملهما بالجمال، ولد من أب تركي وأم تلمسانية، أشهر قصائده ''فيق يا النايم واستيقظ من المنام''، ''أصغ لكلامي يا خاي وافهمه''، كما تتميّز أشعاره بالوصف والغزل والمدح، من أشهر ما نظمه ''يا الوشام رطب يدك''، ''طال نحبي ودموعي سراب''، ''يا اللايم لاش تلوم''، وقد كتب أهم أشعاره في وجدة المغربية حيث ذاق عذاب الغربة بسبب هجرته المرغمة بطلب من أهالي سكان الجياد بتلمسان، وقد وافته المنية بعد عودته إلى مسقط رأسه وعمره يناهز مائة سنة، وقبره غير معروف إلى الآن. واستهل الحفل بجوق المطربة مريم بن علال تحت قيادة جواد قارة، وقدّمت بتميّز كبير ''سليسلة سفيان'' وأدّت وصلات أندلسية من طبع الحوزي والمديح الديني، إذ أدّت عدّة مقتطفات موسيقية في ''سليسلة سفيان'' من بينها ''الربيع أقبل''، ''براعم اللوز''، ''ما سبى عقلي سوى سحر الجفون''، ''يا قلبي خلي الحال''، ''أبو العيون النيام''، إلى جانب مدائح دينية على غرار ''العفو منك يا ربي''، ''صلوا يا عباد على شفيعنا محمد''، ''يا ربي عليك اتكالي''، ''صلوا يا عباد الله على خير الأنام مصباح الظلام''، وأخيرا ''اللهم صلي وسلم على حبيبنا محمد عليه السلام". وفي الشطر الثاني من السهرة، أطربت الفرقة النسوية للمالوف لمدينة تونس الحضور بأدائها لعدة وصلات موسيقية من المالوف التونسي، استمتع بها الحاضرون وتذوّقوا نوعا آخر من الطرب الأصيل، وبالمناسبة قالت قائدة الجوق النسوي هادية الشافعي بخصوص فرقتها التي تأسّست منذ سنة، أنّ الشغف بالمالوف جمع أعضاء الفرقة والمطربات من أجل التعريف بالموسيقى التقليدية. وأضافت أنّهن شاركن في العديد من المهرجانات الدولية على غرار مهرجان القاهرة، دبي والكويت. مشيرة إلى أنّ الريبرتوار المؤدى يمثّل بامتياز تنوّع وثراء الموسيقى الأندلسية مثل المالوف، العروبي الذي يمثل الطابع الريفي، وكذا الأغاني الحضرية لسنوات 1940-1950 للهادي جويني وعلي الرياحي وفتيحة خيري، وقالت أنّ المالوف التونسي يشبه كثيرا المالوف القسنطيني بالنظر إلى التقارب الجغرافي للمنطقتين مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك