انطلقت أمس من مدينة أدرار الحملة الوطنية التحسيسية حول مكافحة المخدرات تحت شعار ''من أجل جزائر خالية من المخدرات'' وبمساهمة عدة شخصيات إعلامية وثقافية ورياضية. وتهدف هذه الحملة التي بادرت بتنظيمها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث إلى التحسيس بخطورة الإدمان على المخدرات خاصة في أوساط الشباب من خلال تجنيد وجوه إعلامية وفنية ورياضية تحظى بشعبية في أوساط المجتمع كما أوضح المنظمون. ويأتي اختيار أدرار لانطلاق هذه الحملة بالنظر إلى موقع الولاية الجغرافي والاستراتيجي ومساحتها الحدودية الشاسعة مما يجعلها أمام عدة تحديات متعلقة بعبور هذه السموم القاتلة . كما يأتي اختيار أدرار أيضا لعامل تنظيمي متعلق بوجود الولاية على رأس الترتيب الأبجدي لولايات الوطن الذي اعتمد كمسار للحملة لتجسيد هذا البرنامج كما أضاف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة المنظمة. وخلال زيارة تفقدية لمقر الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بأدرار رفقة بعض الشخصيات الإعلامية والرياضية من بينهم الأستاذ والإعلامي فوزي أوصديق والرياضية سليمة سواكري، دعا الأستاذ مصطفى خياطي ''المجتمع المدني إلى الاضطلاع بدوره في مجال التوعية بخطورة هذه الآفة التي أصبحت تهدد النسيج الاجتماعي''. وأشار السيد خياطي أن هذه الحملة تستهدف ''الشباب وطلبة الجامعة والمدارس التربوية والزوايا'' من خلال ''نشاطات جوارية تتكفل بملء فراغ الشباب'' عن طريق فتح فضاءات على مستوى 20 بلدية بالولاية ''على أن تساهم كل من الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم ومجمع سونا طراك بتجهيزها بالعتاد اللازم''. وأوضح رئيس الهيئة المنظمة أن الأرقام المتداولة حول إدمان المخدرات في الجزائر هي أرقام ''مخيفة'' تتمثل في إحصاء ما بين 200 إلى 300 ألف مدمن مزمن على المخدرات ومليون شخص مدمن غير مزمن وهي ''أرقام تمس فئة الشباب من 15 إلى 35 سنة''. وخلال ندوة نظمت بالجامعة الإفريقية ''العقيد أحمد دراية'' بأدرار بحضور الطلبة دعا السيد خياطي إلى ''ضرورة العودة إلى تجارب بعض الدول التي نجحت إلى حد بعيد في احتواء ظاهرة المخدرات''. ومن جهته أكد الوزير الأسبق السيد ميهوب ميهوبي أن وجود القافلة بأدرار ''نابع من التزام قطعته الهيئة على نفسها لمرافقة كل الجهود المبذولة'' في سبيل ترقية الصحة بالولاية ومنها الحملة الوطنية لمكافحة الإدمان على المخدرات التي انطلقت من أدرار في إطار برنامج يدوم سنة كاملة. وبدوره أشاد الأستاذ فوزي أوصديق بدور المركز الولائي للهيئة واعتبره ''نموذجا يحتذى به في التسيير الأمثل والعمل التحسيسي الجواري''. أما الرياضية سليمة سواكري، سفيرة صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) بالجزائر، فقد أشارت إلى أن تطوعها للمشاركة في هذه الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات يأتي ''بهدف التأكيد على واجب الجميع'' في التصدي لهذه السموم القاتلة من خلال مد يد العون للشباب من أجل تفاديها''. وتواصل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث حملتها بأدرار على مدار يومين من خلال إقامة عدة نشاطات تشمل تنظيم ندوات ولقاءات جوارية ورياضية وزيارات ميدانية لعدة بلديات.(وأ )