أكد السفير الفلسطيني بالجزائر حسين عبد الخالق اقتراب تحقيق اتفاق المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع مما يضع حدا لأكثر من أربع سنوات من الانقسام الذي أثقل كاهل البيت الفلسطيني وخدم فقط مصالح العدو الصهيوني. وقال السفير الفلسطيني في كلمة ألقاها خلال حفل نظم أول أمس بقصر الثقافة ''مفدي زكرياء'' بالجزائر بمناسبة إحياء الذكرى ال47 لاندلاع الثورة الفلسطينية المصادف للفاتح جانفي من كل سنة ان ''الأيام القليلة القادمة ستشهد تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية بما سيعطي دفعا قويا للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية''. وهو ما جعله يؤكد ان وحدة الصف ستجعل الطرف الفلسطيني يتفاوض مع سلطات الاحتلال من موقع قوة. وعاد الدبلوماسي الفلسطيني بالمقابل ليجدد مواقف السلطة الفلسطينية بخصوص استئناف مفاوضات سلام جادة بضرورة وقف الاستيطان ووضع مرجعية واضحة للتفاوض على أساس حدود الرابع جوان 1967 وإطلاق جميع الأسرى والإقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. واغتنم السفير عبد الخالق المناسبة ليؤكد على أهمية الدور الكفاحي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح'' منذ تفجيرها الثورة عام 1965 وقال ان نضالها سمح بتحقيق العديد من الانجازات للقضية الفلسطينية. ومن بين المكتسبات التي حققها الفلسطينيون خلال العام الماضي وأشاد بها السفير الفلسطيني انضمام دولة فلسطين إلى منظمة العلوم والثقافة والتربية ''اليونسكو'' التابعة للأمم المتحدة. وهو الانتصار الذي جاء بعد ان قام الفلسطينيون بخطوة شجاعة بتقديم طلب الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة القائمة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية إلى المنظمة الأممية. ولخص الدبلوماسي الفلسطيني اهمية دور حركة فتح في ''إقامة سلطة على جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بعدما اجبر الاحتلال الإسرائيلي على التفاوض''. من جابه قال فايز العايدي ممثل حركة فتح بالجزائر ان ميلاد الثورة الفلسطينية في الفاتح جانفي 1965 جاء ''استلهاما من الثورة الجزائرية التي قهرت الاحتلال الفرنسي''. وأضاف ان ''العدو الإسرائيلي بشراسته وعدوانيته حاول عبر عدة مؤامرات دحض العمل المسلح الهادف إلى تحقيق الاستقلال وقامة دولة ديمقراطية دون إي تمييز''. وتميز الحفل الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية بحضور أعضاء من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب السياسية الجزائرية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الجزائري والذين تقاطعت تصريحاتهم حول الموقف الجزائري الثابت والمؤيد للقضية الفلسطينية. واجمع المتدخلون على ''ضرورة إنجاح المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف من اجل إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي'' مجددين مرة أخرى دعمهم المبدئي للقضية الفلسطينية على كل الأصعدة وفي كافة المجالات. وفي الختام قدمت فرقة ''العودة'' التابعة للسفارة الفلسطينية عروضا مسرحية متنوعة تحت عنوان ''الأمل'' غاصت في أعماق الثقافة الفلسطينية العريقة تجاوب معها الجهور الحاضر من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر.