ما زالت عمليات سرقة الكوابل الهاتفية محل حديث العام والخاص بمدينة وهران وذلك بعد عزل 1400 من ساكني حي مولود فرعون بوسط مدينة وهران وحرمانهم من خدمات الهاتف والانترنت، خاصة وأن مصالح مديرية اتصالات الجزائر كانت قد أصلحت العطب الذي تعرضت له نفس الكوابل قبل أسبوعين فقط. وأمام هذا الأمر الواقع لم تجد مصالح مديرية اتصالات الجزائر أي حل لعمليات السرقة المتواصلة التي تتعرض لها الكوابل الهاتفية مثلها مثل مؤسسة الكهرباء والغاز التي تتعرض هي الأخرى للعديد من عمليات القرصنة، الشيء الذي اثر كثيرا على تجسيد مختلف البرامج التنموية المبرمجة بالولاية التي يبذل فيها مسيروها كل ما في وسعهم لتحقيق أكبر قدر من نسب الربط الطاقوي عن طريق إيصال الكهرباء إلى كل المواطنين بالولاية. أما فيما يخص عمليات السرقة المتعلقة بالكوابل الهاتفية التي تعرض لها حي مولود فرعون في أقل من أسبوعين، فقد قدرها مسيرو مؤسسة اتصالات الجزائر بما لا يقل عن مليار سنتيم كون القضية تخص حوالي 600 متر من الكوابل، علما بأن نفس عمليات النهب والسرقة تعرضت لها أحياء مختلفة ببلدية أرزيو والمحقن الأمر الذي عزلها عن العالم الخارجي لمدة فاقت الشهر، إلى أن تمت عمليات ربط جديدة لهذه الأحياء جراء تعويض الكوابل المسروقة وهو ما لم تتمكن مصالح اتصالات الجزائر من تحمل أعبائه وتبعاته المالية. يذكر أنه رغم توقيف العديد من أعضاء شبكات النهب والنصب من طرف مصالح الأمن، فإن استفحال هذه الظاهرة ما زال متواصلا وذلك بهدف بيع النحاس بما لا يقل عن 150 دينارا في السوق السوداء، خاصة وأن العديد من الإحصائيات تضع ولاية وهران في خانة الولايات التي يتم بها تسجيل أكبر حالات السرقة التي تعاني من مخلفاتها مصالح مديريات اتصالات الجزائر وسونلغاز، حيث تم خلال سنة 2011 تسجيل ما لا يقل عن 200 حالة سرقة كوابل لدى مؤسسة اتصالات الجزائر التي تعمل مصالحها في كل مرة على تعويض الكوابل المسروقة استجابة لاحتياجات الزبائن وهو الأمر الذي كلفها خسائر مالية تعادل 11 مليار سنتيم. للعلم فإن عمليات السرقة لم تعد تخص البلديات والأحياء النائية بل وصل الأمر إلى غاية الأحياء التي تقع وسط مدينة وهران، كما حصل لسكان حي مولود فرعون الذي تم عزل سكانه مرتين متتاليتين خلال أسبوعين فقط ناهيك عن حي الأمير عبد القادر الذي ما زال سكانه يعانون من العزلة المفروضة عليهم منذ شهر ديسمبر من العام الماضي. يذكر أنه رغم لجوء مصالح مديرية اتصالات الجزائر إلى غلق الغرف الهاتفية بالاسمنت المسلح، إلا أن ذلك لم يجد نفعا لتبقى أحياء عين البيضاء والمحقن والمنزه وبير الجير والسانيا وأرزيو الوجهات المفضلة لشبكات نهب الكوابل الهاتفية وكل ما له علاقة بمادة النحاس التي يتم تسويقها في السوق السوداء بأسعار تنافسية.