تواجه شبكة الهاتف الثابت بوهران عمليات دمار واسعة لكوابلها، التي أضحت عرضة لمافيا النحاس الذين خرّبوها، وأشغال شركة المياه والتطهير التي دمّرتها في أكثر من حي وقرية، ما أدى إلى عزل 23 ألف مسكن وتكبيد اتصالات الجزائر خسارة فاقت ملياري سنتيم في 4 أشهر. بالنسبة لما دمّرته شركة المياه والتطهير ''سيور''، فبعضه تم تصليحه والبعض الآخر لازال ينتظر، كما هو الحال ببعض أحياء وسط مدينة وهران وفديل وبطيوة وأرزيو، والطامة الكبرى بعاصمة البتروكمياء التي تسبّبت أشغالها في عزل زهاء 9000 مشترك موزعين على 3 أحياء بعد تدمير كابل هاتفي بجرّافة. هذا الأخير الذي تم تصليحه خلال أسبوع وتمت سرقته بعد ذلك، لأنه بقي مكشوفا لعناصر مافيا النحاس، في ظل عدم إنهاء أشغال شركة المياه التي لم تغط الخندق الذي يمر عبره. ورغم مرور شهر على هذه الحادثة، إلا أن اتصالات الجزائر ترفض إعادة توصيل حوالي 600 متر من الكابل الهاتفي، وحجتها في ذلك أن ''سيور'' لم تغط ما أنجزته من حفر، وهي غير مستعدة للمغامرة بكابل آخر سيبقى مكشوفا للصوص. وأمام تماطل ''سيور'' في أشغالها وعزوف اتصالات الجزائر عن تصليح ما خُرّب للسبب المشار إليه، يبقى مواطنو أرزيو بأحياء أحمد زبانا، خليفة بن محمود والأمير عبد القادر يدفعون ثمن لامبالاة مؤسستين عموميتين لأسباب ليس لهم يد فيها، رغم أن أغلبيتهم يسدّدون فواتير الهاتف والأنترنت في أوانها وبعضهم دفع 6 أشهر مسبقا. وأما فيما تعلق بمافيا النحاس التي تجرأ عناصرها على نزع أغطية غرف كوابل وزنها 5 قناطير بحي الصباح مؤخرا وسرقة 900 زوج من النحاس، فقد سجلت اتصالات الجزائر في الآونة الأخيرة 14 عملية سرقة متتالية، مرتان في يومين بحي الضاية في وهران وبذات الموقع. وخلّفت عمليات التخريب التي قادتها مجموعات إجرامية عزل كل من السانيا وحاسي عامر وشاطئ بوسفر والمحقن، بما في ذلك مستشفى نقاش محمد الصغير، وأرزيو، بالإضافة إلى أحياء 500 سكن، الضاية وعين البيضاءبوهران، علما أن حي عين البيضاء لم يترك فيه شركاء مهرّبي النحاس ولا كابلا هاتفيا، ما دفع اتصالات الجزائر إلى تزويد مشتركيها بالخطوط اللاسلكية ''دابليو أل أل''. ويضاف إلى المناطق المعزولة عبر تراب ولاية وهران مركب الأشغال البترولية الكبرى بالمنطقة الصناعية بأرزيو، الذي تسبّب المخرّبون في عزل 180 مجمع على مستواه. يذكر أن بعض من سطوا على الكوابل الهاتفية قاموا بتدمير الألياف البصرية في بعض المناطق، لاعتقادهم أنها تحتوي على مادة نحاسية، ما زاد من مخاوف اتصالات الجزائربوهران على هذه الشبكة التي صرفت فيها أموال باهظة. في الوقت الذي تتخوّف فيه من ارتفاع فاتورة الخسائر التي فاقت المليارين في الفترة الممتدة ما بين 1 جانفي و30 أفريل .2011