لأن الفيسبوك أصبح أكثر المواقع تصفحا في الجزائر والعالم، فإن استخدامها في المجال الإنساني والتوعوي لم يعد أمرا غريبا، ويعتبر الكثيرون أن هذا الموقع بات أكثر تأثيرا من باقي الوسائل الإعلامية، ويستدلون بالنتائج والتفاعل الحيوي الذي يلاحظ على عدة عمليات تضامنية لم تجد فضاء أفضل منه. في هذا السياق، اختار عمر ونعمان أن يركزا مجهودهما لمكافحة التدخين والإدمان على المخدرات، بخلق صفحة في الفيسبوك ك''مبادرة'' يؤمل منها أن تساهم في الحد من انتشار هذه الآفات. وتأسست الصفحة التي تحمل عنوان ''الحملة العالمية لمكافحة التدخين والمخدرات'' منذ ثمانية أشهر، كما يقول أحد مؤسسيها عمر لعرابة، الذي أشار أنه يأمل في أن تتوسع الصفحة بتوسع المنتسبين إليها، مشيرا إلى أنه عمد إلى وضع معلومات كثيرة حول خطورة الإدمان وكذا التدخين، مدعمة بصور وفيديوهات. هذه الأخيرة، يقول صديقه ضياء الدين نعمان، قد تكون أحيانا صادمة، مضيفا أن فكرة إنشاء الصفحة جاءت بسبب انتشار الظاهرة، ليس فقط وسط الشباب البطال بل كذلك لدى المثقفين. ويوضح أن مثل هذه الصفحات التحسيسية موجودة في بلدان كثيرة باعتبار أن الآفة ليست حكرا على الجزائر، ولهذا فإن وجودها ضروري على الأقل للفت الإنتباه. ولهذا يشدد نعمان على القول بأنه ''إذا كانت المخدرات شبكة، فيجب محاربتها عن طريق شبكة، والفيسبوك شبكة اجتماعية فعالة، وهو مايظهر في التجاوب مع ماتنشره الصفحة من معلومات، والجزائر هي حلقة من الحلقات وطريق استراتيجي لترويج المخدرات، مع ذلك، لايمكن الحديث عن الجزائر كجزيرة منفصلة، والصفحة أنشئت من طرف الشباب للشباب لمحاربة المخدرات والإدمان''. من جانبه، يعتبر عمر أن ميزة الفيسبوك هي وسيلة غير مكلفة يمكن من خلالها أن تنشر رسائل مختلفة؛ بعضها سلبي والآخر إيجابي، كما أن له انتشارا كبيرا في العالم، وله تأثير لايمكن لأحد أن ينكره،''لقد رأينا كيف أنه أسقط أنظمة، اليوم وضع صورة فقط في الفيسبوك يؤثر أكثر من أي وسيلة أخرى''. وبخصوص الصفحة، يلاحظ محدثنا أن هناك تجاوبا كبيرا معها، بدليل التعليقات الكثيرة التي تناقش كافة المواضيع المطروحة، دون أن يمنعه هذا من تمني المزيد، وهو المزيد الذي يتم السعي له عبر خلق صفحات أخرى تخص الجزائر وتتحدث عن الحوار والمواطنة، وتعطي صورة أخرى عن جزائر الغد التي يتمناها الشباب أفضل. وهو مايشير إليه نعمان بالقول؛ إنه رغم كون هذه المبادرات افتراضية لكنها ضرورية، معبرا عن اقتناعه بأن ''الإفتراضي يمكن أن يتحول إلى واقع... فحلم اليوم سيصبح حقيقة الغد''، كما قال، كما أن الترهيب من الأشياء والآفات ليس الحل الوحيد، على حد قوله، فالبحث عن البدائل هو الآخر ضروري لإخراج الشباب من دائرة الخطر، لذا يجب اقتراح آفاق يمكن أن تجعلهم أكثر إيجابية، ويعطيهم نظرة متفائلة للمستقبل تبعدهم عن المخدرات وعن أشياء أخرى كثيرة. ويتمنى نعمان أن تنفتح الجزائر في المجال الإعلامي، لاسيما الإعلام الثقيل ''حتى لايصبح الشباب أداة في يد أطراف أخرى، ورغم أني لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة، فإنني أؤكد أنه علينا أن نعرف ماذا نريد من أجل أن نبني جزائر قوية ولانساهم في الفساد'