حتى الآن أكاد لا أصدق بأن بعض الزملاء العاملين في حقل الاعلام الرياضي قد تحولوا إلى منجمين وإلى معلمي حساب، فبعض هؤلاء يخوضون في كل شيء ويتحدثون عن كل الخفايا، يقدمون ارقاما مذهلة لصفقات وهمية حول ترتيب النتائج، يرتبون سقوط هذا النادي وصعود ذاك انطلاقا من سوق الشارع وحديث الرصيف، يعرفون خبايا الكواليس ومَن الحكم المرتشي والرئيس الراشي واللاعب الذي رفع أرجله في هذه المباراة او تلك· هذه أشياء نكاد نقرأها يوميا على صفحات بعض الجرائد يدونها بعض الزملاء من باب الاثارة حينا والمغالطة أحينا أخرى وربما من باب خالف تعرف، طالما أن الاشاعة كثيرا ما صنعت بعض الأقلام التي نخشى عليها ان تدعي النبوة يوما· وحتى إذا سلمنا بأن بعض ما يقال ينطوي على بعض الحقائق طالما أن هناك من يتراشقون بالاتهامات من رؤساء الأندية فهل هذا يعني أن بعض هذه الأقلام بريئة مما يحدث في الكواليس من ترتيب للنتائج وما يحدث من وساطات في هذا الشأن؟ إن ما يكتب عن ترتيب النتائج وشراء الذمم وتفشي ظاهرة البيع والشراء وإبرام الصفقات المشبوهة قد يعطي الانطباع بأن بطولاتنا الكروية مغشوشة على طول الخط· لكن كان من الأجدر على الذين يدعون بأنهم يملكون الحجة والبرهان ان يكشفوا خيوط ما يدبر من مؤامرات في الخفاء اذا كانوا يملكون فعلا القدرة على التغيير والتنوير وتخليص محيط اللعبة من الأعشاب الضارة· وطالما أن الحجة الدامغة غائبة فإنه كان من الأجدر بمنجمينا ومعلمينا المنتسبين للاعلام الرياضي أن يكفوا عن الوقوف على أبواب الأندية لأن الشبهة قد تطالهم يوما فيصبحون على ما كتبوه نادمين والفاهم يفهم·