الإستقبال البطولي الذي حظي به “الخضر” في سويسرا لم يكن يتوقعه أحد، خاصة أن الجميع كان ينظر إلى سويسرا على أنها بلد لا تقيم فيه جالية جزائرية كبيرة، إضافة إلى الهدوء الذي يخيم على المكان الذي يعسكر فيه المنتخب تحسبا ل المونديال.. لكن كل هذه الحسابات تغيّرت بمجرد وصول أول فوج من العناصر الوطنية إلى هذا البلد، حيث كانت هناك جماهير غفيرة في استقبال “الخضر” بجنيف، إضافة للأنصار الذين كانوا في “لوزان”، في انتظار زياني ورفقائه الذين وصلوا عبر القطار، لتكون المفاجأة الكبرى هي تواجد محبي “الخضر” في “كرانس مونتانا” أمام الفندق. لم يتقبّلوا عدم حضورهم التدريبات برمجة الحصص التدريبية الأولى ل “الخضر” في حديقة الفندق وتخصيص كل الفندق للوفد الجزائري مع منع أي شخص أجنبي من الدخول، أمر لم يعجب العدد الهائل من الأنصار الذين تنقلوا من مختلف المدن السويسرية لأخذ صور تذكارية مع عنتر يحيى وزملائه، ليتفاجؤوا بالحراسة المشددة على أبواب الفندق، الأمر الذي خلق جوا مكهربا في اليوم الأول من وصول البعثة الجزائرية. “ڤلّبوها“ مع ڤديورة رغم أن الكثير لا يعرفه وأمام منع المكلفين بالحراسة كل شخص من الإقتراب من العناصر الوطنية، بقي عدد هائل من الأنصار في الساحة المخصصة لركن السيارات ينتظرون وصول أي لاعب لأخذ صور معه، الأمر الذي أغضب الكثير، ليكون وصول عدلان ڤديورة لوحده في السيارة التابعة للفندق فرصة لتهدئة الأوضاع، حيث ظل الجميع ملتفا حول هذا اللاعب لدقائق، رغم أن الأغلبية لم يكونوا يعرفونه وظلوا يسألون عن إسمه، لكنهم أخذوا صورا تذكارية معه. “الخضر” هربوا من “كاستولي” فوجدوا أكثر منه وبالنظر إلى ما يعيشه الوفد الجزائري في المدة الأخيرة من هيستيريا حقيقية على اللاعبين، ظن المشرفون على “الخضر” أن الهروب من فندق “كاستولي” القريب من مرسيليا (الولاية الجزائرية رقم 49 حسب الكثيرين) لم يجد نفعا، حيث لم يكن أعضاء الوفد الجزائري ينتظرون كل هذا الجنون بالمنتخب الوطني هنا في سويسرا لدرجة أن التحكم في الوضع قد يصعب بمرور الوقت خاصة بعد وصول كل التعداد. الأنصار يُهدّدون باقتحام الفندق أو ميدان التدريبات لأخذ صور تذكارية غضب الأنصار وصل لدرجة كبيرة هنا في “كرانس مونتانا” بعد أن علموا بأنهم لن يتمكنوا من الاقتراب من نجومهم المفضلة طيلة التربص، الأمر الذي جعل البعض يثور سهرة الخميس مؤكدين أنهم قطعوا مئات الكيلومترات وهو مستعدون للمجيء يوميا لمكان التربص من أجل أن يأخذوا فقط صورا تذكارية مع نجوم “الخضر” القدماء منهم والجدد خاصة أن المنتخب الجزائري قد لا يعسكر مرة أخرى في سويسرا وهذه الفرصة لا تعوض للاقتراب من زملاء بوڤرة، ما جعل البعض يقسم على أنهم سيستعملون القوة للاقتراب من العناصر الوطنية مهما كلفهم الأمر. التحوّل إلى التدرب في ميادين خارج الفندق قد يخلق “هيستيريا“ حقيقية ورغم أن تهديد البعض بالدخول عنوة إلى الفندق لا يمكن أن يتحقق خاصة أن اللاعبين لن يغادروه وسيواصلون هذا الأسبوع تدريباتهم في الحديقة، إلا أن الأمور قد تتعقد بعد أن تبرمج التدريبات في ميادين خارجية أين سيصعب بالتأكيد السيطرة على الأنصار الذين يوجد منهم من طلب عطلة لمدة 15 يوم خلال تواجد “الخضر” هنا في “كرانس مونتانا”. حتى لاعبو البرازيل والأرجنتين يأخذون صورا مع الأنصار وقد قابلنا العديد من الأنصار الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى مقر تربص “الخضر” وهم في قمّة الغضب بسبب منعهم من التقرب من اللاعبين، حيث صرح لنا العديد منهم قائلا: “نحن نحب الجزائر ولسنا هنا للتشويش على منتخب رفع رؤوسنا في السماء، بل نريد تخصيص وقت قصير لنا لنأخذ صورا تذكارية ويمضي لنا اللاعبون على أوتوغرافات لأبنائنا وهذا ليس عيبا فهو يحدث في كل بلدان العالم حتى الكبيرة منها مثل البرازيل والأرجنتين أين يخصص وقت لأنصار المنتخب لملاقاة النجوم... لماذا لا يحدث هذا عندنا أو أننا ما نستاهلوش؟”. ---------------------------- “الويفي” ليس بالمجّان في الفندق يتعيّن على أعضاء وفد المنتخب الوطني المقيمين في فندق “ڤولف أند بالاس” في مدينة “كرانس مونتانا” السويسرية شراء ما يسمّى ببطاقات “الويفي” للتواصل عبر شبكة الانترنيت، حيث لا تتوفّر هذه الخدمة بالمجّان داخل الفندق، على خلاف ما هو معمول به في معظم الفنادق العالمية الفخمة. ومعلوم أنّ معظم اللاّعبين يقضون أوقات فراغهم في الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية. 4 صحافيين في كلّ حصّة علاجية قرّر السّاهرون على إنجاح تربّص “كرانس مونتانا” السّماح كلّ يوم لأربعة صحافيين بمتابعة الحصّة العلاجية الواحدة لأخذ فكرة حول طريقة العلاج ومعرفة طبيعة الإصابة التي يعاني منها اللاّعب بالمرّة.. ولا يسمح للرّباعي الذي تابع على سبيل المثال حصة علاجية اليوم أن يكرّر ذلك في اليوم الموالي، حيث سيتم توجيه الدّعوة لرباعي آخر بالتنسيق مع رجال الإعلام. --------------------------------------- مصباح: “حاليا أعيش أفضل فترة في حياتي ومتفائل بمرور الخضر إلى الدور الثاني من المونديال” كيف الأحوال قبل الإلتحاق بتربص المنتخب ؟ الحمد للّه، كل شيء على أحسن ما يرام وأعترف أنني أعيش أفضل وأزهى فترة في حياتي ككل وليس في مشواري الرياضي فقط، تصوّر أنني أكاد لا أصدق في بعض الأحيان أنني أحقق كل هذه الإنجازات في فترة وجيزة، فمساء اليوم (الحوار أجري مساء أمس) سألعب مع فريقي مباراة نضمن بها الصعود إلى القسم الأول حتى في حال التعادل وغدا سألتحق بمنتخب بلادي للمشاركة في نهائيات كأس العالم، ولعل من الواجب أن أذكر نقطة هامة بشأن مشواري لأن في بعض محطاته دروسا مفيدة. ماذا تقصد؟ ما أود الإشارة إليه أنه في السنة الماضية وفي مثل هذه الأيام بالذات أي في الأسابيع الأخيرة من الموسم كنت أعيش فترة في غاية الصعوبة بسبب سقوط فريق “أفيلينو“ الذي كنت ألعب معه إلى القسم الثالث، وهي نقيض الحالة التي أعيشها هذا الموسم. أفيلينو نزل إلى القسم الثالث لكنك واصلت اللعب في القسم الثاني بعد تعاقدك مع ليتشي. أثبتت الأيام أنني كنت محقا في اختيار اللعب مع ليتشي في القسم الثاني برغم أنني تلقيت عروضا من أندية تنشط في القسم الأول وأخص بالذكر باري و ليفورنو. ولماذا رفضت اللعب في القسم الأول؟ وافقت على اللعب مع ليتشي في القسم الثاني بعدما تلقيت ضمانات جادة بمنحي فرصة افتكاك مكانة في التشكيلة الأساسية، في حين أن معظم أندية القسم الأول التي اتصلت بي كانت تبحث عن لاعبين تركنهم في كرسي الإحتياط، فلو لم أكن ضمن التشكيلة الأساسية ل ليتشي هذا الموسم لما أثرت إنتباه المسؤولين عن الكرة في بلادي ولما أتيحت لي الفرصة لألعب تلك المباراة أمام ساليرنيتانا التي عاينني فيها المدربب رابح سعدان. على ذكر سعدان، ماذا قال حين اتصل بك؟ ما أستطيع قوله إنني فرحت كثيرا بالحديث مع المدرب الوطني وقد شكرته على الثقة التي وضعها فيّ وأعربت له عن استعدادي لبذل كل ما أستطيع لأساهم في رفع الراية الوطنية واستأذنته في لعب المباراة الهامة مساء الجمعة مع فريقي على أن ألتحق بالمنتخب مساء السبت، فتفهّم طلبي ووافق عليه كما كان حديثه إليّ مشجعا ومفيدا. وهل وافقت إدارة ليتشي بسهولة على إلتحاقك بالتربص رغم أن الموسم لن ينتهي قبل 30 ماي الجاري؟ كل المسؤولين في الطاقمين الإداري والفني تفهموا الموضوع ولم يعترضوا إطلاقا على التحاقي بالمنتخب الجزائري بعد المقابلة التي أشرت إليها أمام تشيزينا، بل لم يبخلوا عليّ بالتهاني والتشجيع منذ أن تأكدوا من انضمامي إلى منتخب بلادي. وماذا قال لك زملاؤك في الفريق؟ ما إن وصل خبر استدعائي إلى المنتخب الوطني إلى هنا في ليتشي حتى بادر كل واحد منهم بالاتصال بي ليقدّم لي التهاني والتشجيع مع التمني لي وللمنتخب الجزائري بالتوفيق في نهائيات كأس العالم. هل ستعود إلى ليتشي بعد المونديال أم هناك احتمال للانضمام إلى ناد آخر؟ سأعود إلى ليتشي الذي لعبت معه موسما رائعا وحققت معه الصعود وهو إنجاز كبير وحققت معه أيضا هدف العمر بالانضمام إلى منتخب بلادي، وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأوضح نقطة هامة. تفضّل ... أؤكد أنه على عكس ما نشرته بعض الصحف فإنني لم أتلق أي عرض أو اتصال من إدارة جوفنتوس لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة، وكل ما نشر حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة. بعد ساعات قليلة ستتوجه إلى سويسرا للانضمام إلى المنتخب لأول مرة، ما هو شعورك؟ أنا سعيد جدا ولا أشعر بأي ارتباك أو ضغط، وربما يعود السبب إلى الكلام المشجع والمفيد الذي قاله لي المدرب رابح سعدان قبل أيام، كما أنني سأسعد بلقاء إخواني الجزائريين الذين افتكوا عن جدارة واستحقاق تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم رافعين بذلك الراية الوطنية في أهم وأبرز محفل رياضي، وأشعر بشرف كبير أن أنضم إليهم وألعب إلى جانبهم. هل فكرت في الإتصال بهم حين علمت بانضمامك إلى المنتخب الوطني؟ قبل أيام قليلة فكرت في الاتصال ب زياني وغزال، الأول لأنني لعبت معه في لوريون قبل 4 سنوات والثاني لأنه يلعب في إيطاليا، لكن نظرا لإنشغالي بالتحضير للمباراة الهامة التي أشرت إليها لم أتمكن من ذلك، لكن ستتاح لي فرصة الحديث إليهم مباشرة مساء هذا السبت. هل كنت تشاهد مباريات المنتخب الوطني؟ شاهدت كل مباريات المنتخب الوطني بما في ذلك المقابلات الودية، ومنذ الصغر وليس فقط منذ عودة المنتخب الوطني إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وأسعى أيضا إلى متابعة ما يجري على الساحة الرياضية في الوطن كلما وجدت إلى ذلك سبيلا . ما هي حظوظ منتخبنا الوطني في المرور إلى الدور الثاني؟ أعتقد أن المردود الطيب الذي قدمه المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم وكذا في نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا تجعلني متفائلا بقدرته على المرور إلى الدور الثاني، وأنا متأكد من أن كل واحد منا سيعمل المستحيل من أجل تحقيق هذا الهدف لأننا نحن الجزائريين لا نخشى التحدي ولا نرضى بالقليل أبدا. هل تعتقد أن التربص في سويسرا والمقابلتين الوديتين أمام أيرلندا والإمارات العربية كافيان لاندماجك في الفريق؟ لا يراودني أدنى شك في ذلك، خاصة أن الأجواء أخوية في الفريق، ثم إن هدفنا كلنا هو الدفاع عن الألوان الوطنية. ماذا تقول للجمهور الجزائري؟ أحييه وأقول له ما قلته لبعض الجزائريين الذين ألتقي بهم من حين إلى آخر في ليتشي وهو أنني سأعمل المستحيل لأكون في مستوى المهمة التي أتشرف بها ألا وهي حمل الألوان الوطنية والدفاع عنها. ---------------------------------------- دي كانيو (مدرب ليتشي): “مصباح يجني ثمار عمله وأنا فخور به” هنيئا الصعود إلى القسم الأول. شكرا جزيلا، لكن الصعود لازال لم يتحقق حيث مازلنا في حاجة إلى نقطة واحدة وتنتظرنا مباراة صعبة جدا مساء اليوم (الحوار أجري أمس الجمعة) أمام تشيزينا، صحيح أنه باستطاعتنا كسب النقطة في المقابلتين المتبقيتين لكننا نرغب في إقامة العرس مساء اليوم. وماذا تقول عن مصباح الذي سينضم إلى المنتخب الجزائري بعد هذه المباراة؟ أود أن أهنّئ المنتخب الجزائري على تأهله إلى نهائيات كأس العالم وأتمنى له التوفيق، وأنا سعيد جدا بأن يكون جمال مصباح من المشاركين في المونديال لأن ذلك يعني أن جزءا من ليتشي سيكون حاضرا في جنوب إفريقيا. كيف تقيّمون مردوده في هذا الموسم الذي أوشك على نهايته؟ أعتقد أن وجوده في التشكيلة الأساسية دليل على العمل الذي قام به، كما أن انضمامه إلى المنتخب الجزائري يعتبر في حد ذاته شهادة على إمكاناته الكبيرة، وما أتمناه الآن أن ينفع منتخب بلاده في المونديال. وكيف تنظرون إلى استدعائه إلى المنتخب الجزائري الذي يستعد ل المونديال؟ حين بلغنا خبر استدعائه إلى المنتخب الجزائري وتأكدنا منه فرحنا كثيرا لأننا نرى في ذلك تثمينا للعمل الذي قمنا به طوال الموسم هنا في ليتشي، وهو تثمين أيضا للإدارة التي استقدمته فضلا عن أنه تثمين أيضا لكل زملائه في الفريق، وحين أذكر عملنا وجهود كل هؤلاء فذلك لا يعني أنني أقلّل من جهد مصباح بل الفضل الكبير يعود إليه أولا وقبل كل شيء. لقد عمل وتعب وها هو الآن يجني ثمار جهوده وأنا فخور به.