أصبحت أطنان النفايات المنتشرة على طول رمال ومياه ميناء الصيد بتنمتفوست المعروف ب ''لابيروز'' التابع لبلدية المرسى وشاطئه السياحي، ديكورا ملازما لهذا المرفق الذي يؤدي دورا سياحيا وآخر اقتصاديا، حيث غزت بعضها الرمال وطفت أخرى على سطح الماء، مشوهة للمحيط ومنفرة للزوار، في غياب تكفل من طرف المصالح المعنية، رغم شكاوى الصيادين والتجار والسكان المجاورين. لم تعد وضعية شاطىء وميناء ''لابيروز'' تبعث على الراحة الموجودة، فالزائر للمكان تصدمه تلك الصورة المنفرة التي ترسمها أطنان النفايات البلاستيكية والزجاجية والمعدنية التي بقيت جاثمة منذ أشهر بهذا المرفق الهام، رغم الحملات التطوعية لتنظيف المكان الذي لم يجد مَن يزيل عنه آثار الإهمال، وقد ذكر بعض السكان المجاورين أن المكان صار يؤمه العديد من المنحرفين الذين يتخذونه مرتعاً لتعاطي الكحول ورمي الزجاجات الفارغة على الرمال وبالقرب من جدران المساكن وحتى داخل مياه البحر، مشيرين أن المكان يصبح غير آمن ليلا، إلى جانب تنفير الزوار والسياح الذين يقصدون المكان، لاسيما صيفا. الصيادون قلقون على نشاطهم جولتنا الاستطلاعية إلى ميناء ''لابيروز'' كشفت لنا الظروف غير اللائقة التي يعمل فيها الصيادون، مشيرين أن ممارسة عملهم وسط النفايات المنتشرة على الشاطىء وفي أعماق البحر صار أمرا لا يمكن السكوت عنه، بالنظر إلى الانتشار الكبير للأكياس والعبوات البلاستيكية الفارغة ومختلف النفايات الموجودة على الشاطئ تأتي من البحر وهي منبعثة من الوديان مثل واد الحميز، الحراش وغيرها، وفي نفس الوقت صار المواطن يساهم بدرجة كبيرة أيضا في تلويث المحيط وإعطاء صورة سلبية أمام السياح الأجانب الذين يزورون الجزائر. وأوضح لنا أحد الصيادين أن هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها طيلة السنة صيفا شتاء، وليس في فترة معينة، وهي تضر بمهنة الصيادين الذين يتوقفون عن العمل في أغلب الأحيان بسبب فرار الأسماك من المنطقة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن البلدية تقوم ببعض المبادرات والحملات لتنظيف المحيط الملوث، وأنها برمجت في العديد من المرات أياما تحسيسية للقضاء على هذا التلوث، لكن هذه الحملات التوعية تجري مرة في السنة، ولا تكفي للقضاء على هذه الظاهرة التي استفحلت مختلف شواطئ العاصمة و'' لابيروز'' بالدرجة الأولى، مؤكداً أن القضاء عليها يكون بتعاون الصياد والمواطن والسلطات المحلية. النفايات باقية رغم الحملات التحسيسية ونحن نتجول بميناء ''لابيروز''، اِلتقينا مجموعة من الغواصين الذين كانوا يستعدون لدخول البحر، حيث أكد لنا رئيس نادي الغواصين أن هيئته تقوم بحملات تطوعية وتحسيسية منذ سنة 1994 لتطهير شاطىء البحر من النفايات، مشيرا أن الصورة غير اللائقة للميناء هي نفسها في أعماق البحر، لذا أصبح الأمر خطيرا نظرا لفرار الأسماك من جهة، وانتشار الأمراض من جهة أخرى نتيجة تناول المواطن للأسماك المتعفنة التي تتغذى على هذه النفايات، وأشار محدثنا إلى أن النادي يقوم بتدريس أطفال صغار في فوج يضم ما بين 15 و20 متمدرسا يتلقون دروسا نظرية في شكل فيديوهات، ويتم تطبيقها على الشاطىء، والهدف منها هي تحسيس المواطن بضرورة العمل الجماعي للقضاء على الظاهرة. المطاعم تفقد زبائنها ولم يخف أصحاب المطاعم المنتشرة بالمكان قلقهم من الوضعية التي آل إليها الميناء، مشيرين أن أغلبية المطاعم فقدت زبائنها بسبب المناظر المشوهة والنفايات المنتشرة وما يصاحبها من روائح كريهة، حيث أوضح أن المناطق السياحية لابد أن توفر فيها كل شروط النظافة، والوضعية أصبحت حرجة ب '' لابيروز'' التي تعطي صورة سلبية عن السياحة الجزائرية للسياح الذين يزورون المكان وحتى الأجانب، مطالباً السلطات المحلية بتنظيم الميناء والقضاء على هذه المفرغات الفوضوية التي أضحت تنمو كالطفيليات على مستوى الشواطئ، بالقيام بحملات تحسيسية لإرساء الحّس المدني لدى المواطنين المجاورين للشواطئ. للإشارة، فقد تنقلنا إلى مديرية الصيد البحري لولاية الجزائر لطرح انشغال الصيادين والسكان وكذا التجار، لكن المسؤولين لم يزودونا بأية توضيحات. استطلاع: نسيمة زيداني تصوير: ياسين. أ