تشارك الجزائر غدا في المعرض الدولي للسياحة (الطبعة ال32) الذي يقام بالعاصمة الإسبانية مدريد. وتهدف هذه المشاركة إلى ترقية السياحة الجزائرية من خلال عرض مختلف الخدمات والمؤهلات وكذا التعريف بالمعالم والمواقع السياحية المتنوعة لجلب السياح الأجانب من مختلف مناطق العالم الذين سيزورون المعرض. وسيشرف الديوان الوطني للسياحة على تنظيم المشاركة الجزائرية من خلال تخصيص مساحة قدرها 120 مترا مربعا لعرض مختلف الوجهات الجزائرية باختلاف خصوصيتها وطبيعتها من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب الى الشرق، والتعريف بمختلف المناطق التاريخية والأثرية، والوجهات البحرية وكذا الصحراء الشاسعة. كما تشمل المنتوجات والخدمات الجزائرية المعروضة في الصالون تقديم عدة اقتراحات على السياح الإسبان منها السياحة التقليدية والسياحة الثقافية وكذا سياحة الأعمال، بالاضافة إلى تاريخ الأندلس من موسيقى التراث الأندلسي والفلامنكو كونها طبوعا تتقاسمها الجزائر مع إسبانيا. وسيقوم الوفد الجزائري المشارك في هذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية 22 جانفي الجاري والمرفوق بحرفيين ومبدعين بالتعريف بمؤهلات الجزائر في المجال السياحي لإطلاع الزوار على الغنى الطبيعي قصد تسويق أحسن صورة عن هذا البلد الذي يزخر بعدة إمكانيات تمكنه من ترقية السياحة التي تستطيع من خلالها الجزائر منافسة عدة بلدان قامت بتطوير اقتصادها من خلال مداخيل السياحة، وذلك بإنجاز استثمارات في القطاع وتشجيع المستثمرين الأجانب على إقامة مشاريع مربحة من شأنها تنويع الاقتصاد الوطني خارج المحروقات وزيادة الدخل. في وقت تشجع فيه السلطات الاستثمار في هذا المجال وتوفر مناخا ملائما للأجانب الراغبين في إقامة استثمارات بالوطن. وستتخلل الصالون محاضرات ومداخلات للقائمين على القطاع السياحي لشرح الواقع السياحي الجزائري للأجانب المهتمين بذلك لجلب السياح والمستثمرين، علما أن الصالون يعرف كل سنة توافدا للزوار من مختلف المناطق وإقبالا لأكبر المستثمرين في القطاع من شتى مناطق العالم، بحيث سجل الصالون في طبعته الأخيرة (السنة الماضية) مشاركة 166 بلدا ممثلا ب10434 مؤسسة سياحية، إلى جانب 209260 زائرا معظمهم مهنيون ومحترفون، حسبما أكدته مصادر من الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية التي دعت رجال الأعمال الجزائريين المتعاملين في مجالات الفندقة، الإطعام، السفر والنقل للمشاركة بقوة في هذا الصالون الذي يعد فرصة لإقامة علاقات شراكة مع نظرائهم من إسبانيا وغيرها من الدول المشاركة، وكذا لاستقطاب السياح الأجانب كون السوق الإسبانية جد هامة مثلها مثل السوق الفرنسية في الوقت الذي نسجل فيه عدة محفزات تسهل على تطوير التعاون السياحي من خلال استغلال العلاقات الجيدة التي تربط الجزائربإسبانيا على المستويين السياسي والاقتصادي. ويأتي ذلك في وقت تتطلب فيه السياحة الوطنية تحسين نوعية الاستقبال وتأهيل الهياكل لمواكبة السياحة العالمية، حيث أن هذا الجانب سيتكفل به المخطط المدير لتهيئة السياحة الممتد لغاية 2025 والذي يتم حاليا تنفيذه. وتربط الجزائروإسبانيا حاليا علاقات اقتصادية جيدة يترجمها حجم المبادلات التجارية الذي يميل لصالح الطرف الجزائري من خلال ارتفاع صادرات المحروقات خاصة الغاز. للإشارة، فإن إسبانيا صنفت أول مستثمر أوروبي بالجزائر للفترة 2005-2010 من خلال تحقيق 26 بالمائة من الاستثمارات الأوروبية في السوق الوطنية خلال السنوات الست الأخيرة. وتهتم إسبانيا حاليا بتوسيع استثماراتها في الجزائر في مجالات عديدة منها الطاقات المتجددة، التكنولوجيات الحديثة، البناء والمنشآت.