علمت ''المساء'' من مصادر مسؤولة بالوكالة الوطنية للطرق السريعة أن عملية إعادة فتح أنفاق ''بوزقزة'' ستتم بداية من نهاية شهر فيفري الجاري، حيث يرتقب في البداية فتح الأنفاق التي تربط اتجاه البويرة بالعاصمة والتي تم غلقها في جانفي الفارط، ثم بعدها فتح الأنفاق التي تربط الاتجاه المعاكس منتصف شهر مارس المقبل، فيما لا زالت أشغال استكمال ال164 كلم المتبقية من مشروع الطريق السيار شرق - غرب تجري على قدم وساق بالشطر الشرقي للمشروع تحضيرا لتسليمها في الصائفة القادمة. وأكدت مصادرنا، أمس، أن الأشغال جارية حاليا على مستوى شطر الوسط بمنطقة ''بوزقزة'' لاستكمال أشغال تهيئة كل الأنفاق الأربعة التي تمتد في مجملها على مسافة 5 كلم، بما فيها النفقان اللذان تم فتحهما مؤقتا في 28 نوفمبر الماضي والممتدين على اتجاه البويرة - العاصمة، قبل أن يتقرر غلقهما مطلع شهر جانفي المنصرم لدواع أمنية متصلة بوضعية الورشة المستمرة على الجهة المعاكسة من الطريق. وحسب توقعات الجهات المذكورة فإن عملية فتح هذين النفقين ستتم نهاية شهر فيفري الجاري على أقصى تقدير، على أن تتبعها في 15 ماس المقبل عملية فتح النفقين المقابلين، ليتم بذلك ضمان الربط بين الاتجاه الرابطين بين العاصمة وقسنطينة وقسنطينة والعاصمة بداية من هذا الموعد. وتجدر الإشارة إلى أن فتح هذا الجزء المتبقي من الشطر الأوسط من مشروع القرن والذي يمتد بين الأخضرية بالبويرة والاربعطاش ببومرداس، على مسافة 5,37 كلم، سيسمح لمستعملي الطريق بقطع هذه المسافة في مدة لا تتعدى 20 دقيقة، مع اجتناب المرور عبر المحاور التي تعرف اكتظاظا خانقا لحركة السير وخاصة على مستوى مناطق عمال، بني عمران، سوق الأحد، الثنية، تيجلابين وبودواو.. من جانب آخر، وبالموازاة مع تسليم هذا الجزء المعقد من الشطر الأوسط للطريق السيار والذي سيسمح باستعمال الطريق السيار شرق - غرب لقطع كل المسافة الرابطة بين قسنطينة والحدود الغربية للبلاد، ستركز الوكالة الوطنية للطرق السريعة جهود المتابعة الميدانية لمشروع القرن، على الجهة الشرقية من المشروع، حيث يجري استكمال ال164 كلم الأخيرة من المسافة الإجمالية للمشروع والمقدرة ب1216 كلم، حيث يرتقب حسب مصادرنا تسليم ال80 كلم التي تربط شرق ولاية قسنطينة بغرب ولاية سكيكدة في شهر جويلية المقبل، والعمل على إنهاء ال84 كلم الأخرى التي تمتد على إقليم ولاية الطارف وصولا إلى الحدود الشرقية للوطن بعد أسابيع قليلة من الموعد الأول، مع الإشارة على أن هذه الحصة المتبقية من مشروع الطريق السيار شرق - غرب والتي يتولى إنجازها المجمع الياباني ''كوجال''، تعتبر من أعقد أجزاء المشروع ككل، وذلك بالنظر للطبيعة الجيولوجية الهشة التي تميز الأرضية التي أنجزت بها أنفاق جبل ''الوحش'' الرابط بين قسنطينةوسكيكدة وكذا تشبع أرضية ولاية الطارف ولا سيما منطقة القالة بالمياه، مما تطلب استخدام أحدث التقنيات لتجاوز المشاكل والعراقيل الميدانية التي اعترضت أشغال إنهاء هذين الجزأين من الشطر الشرقي. وللتذكير، فإن مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يحمل أبعادا تنموية هامة كونه يضمن الربط بين العديد من المرافق الاقتصادية والحضرية للبلاد ويفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن، تقدر تكلفة إنجازه الإجمالية ب11 مليار دولار، وسيتم تدعيمه بمرافق خدماتية متعددة، على غرار 42 محطة للخدمات والراحة أوكل إنجازها للمؤسسة العمومية ''نفطال''، في حين من المنتظر أن تتم خلال نهاية شهر فيفري الجاري عملية فتح الأظرفة الخاصة بعروض تجهيز الطريق السيار بالمنشآت الخدماتية، والتي كان من المقرر فتحها مطلع شهر جانفي المنصرم قبل أن تقرر مؤسسة ''الجزائرية للطرق السريعة'' تأجيلها بطلب من المؤسسات المعبرة عن رغبتها في المشاركة في المناقصة. وكان وزير الأشغال العمومية قد كشف ل''المساء''، مؤخرا، بأن العملية تم تأخيرها بنحو شهر ونصف عن موعدها الأول، وذلك بطلب من المؤسسات المعنية التي كانت منشغلة بالعمليات التقييمة ووضع الحصائل الخاصة بنهاية السنة. وتشمل عملية تجهيز الطريق السيار شرق - غرب، إنجاز فضاءات الراحة ومحطات الدفع وتركيب التجهيزات الأمنية على غرار كاميرات المراقبة وغيرها من التجهيزات التي سترافق هذا المشروع الاستراتيجي الضخم.