قامت إدارة حديقة التجارب بالحامة بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية يوم الخميس بالحديقة الوطنية، بمبادرة محلية تتمثل في تحسيس تلاميذ المدارس بأهمية المناطق الرطبة من أجل حماية البيئة والمحافظة على التوازن الإيكولوجي، بحضور جمعيات حماية البيئة تم خلالها عرض أنشطة تلاميذ المدارس الخاصة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة. وقد لقيت العملية التحسيسية الخاصة بإحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف ل02 فيفري من كل سنة بالتعاون مع مصالح مديرية التربية لولاية الجزائر، اهتماما ملحوظا من طرف التلاميذ الذين أبدوا إعجابهم بالورشات المقامة بالمناسبة، وكذا بالمحاضرات المقدمة لنفس الغرض. كما لم يترددوا في طرح عديد الأسئلة التي أجاب عليها المهندسون المختصون، وهي الأسئلة التي كشفت عن مواهب من بين التلاميذ الذين زوار هذا الفضاء الحيوي. وفي ردها على سؤال ''المساء'' حول أهمية المناطق الرطبة، أجابت التلميذة عادل مريم ذات العشر سنوات من مدرسة احمد بن عتو ببراقي، أن هذه المنطقة تعتبر الملجأ الوحيد للطيور المهاجرة حتى تتكاثر في سلام، وان على الإنسان ألا يلوث هذه المناطق حتى يحافظ على التوازن البيئي والإيكولوجي. من جهته، قال التلميذ سعدي يوسف 10 سنوات من مدرسة أبي ذر الغفاري ببراقي كذلك، انه أعجب كثيرا بالمحاضرة التي تحدثت عن المناطق الرطبة، التي تظهر أهميتها في السماح للطيور والحيوانات بالتكاثر في منطقة غير ملوثة، وانه على الإنسان أن لا يرمي الفضلات في هذه المناطق حتى لا يهدد هذه الحيوانات والطيور، وتضمن التوازن للأنظمة الإيكولوجية للبحيرات والبحر والغابات، وخاصة في المناطق التي تعتبر هشة.ئ وحسب السيد مصطفى قادري رئيس مكتب الأنشطة الثقافية بوزارة التربية الوطنية، فإن تنظيم مثل هذه الخرجات الإعلامية والنشاطات التحسيسية للتلاميذ، يدخل في إطار الأنشطة اللاصفية في توقيت خاص مدروس مسبقا، حتى تتماشى الأنشطة ومختلف البرامج الموجهة، لجعل التلميذ مواطنا صالحا لمجتمعه، والأهم تنمية حس المواطنة لديه تحسبا لخدماته المستقبلية لوطنه وأمته جمعاء. وأضاف في حديث خاص مع ''المساء''، أن إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة تشارك فيه 3 مديريات للتربية لولاية الجزائر، بمجموع يصل إلى 300 تلميذ يشاركون في مختلف الورشات والنشاطات المنتظمة بحديقة التجارب بالمناسبة. ومن جهتها، أوضحت السيدة كريمة أبركان مهندسة فلاحيه ل''المساء''، أن الاستثمار الحقيقي في خير المجتمع من كل الجوانب، إنما يكون في التلاميذ، ولذلك جاء تنظيم مثل هذه المبادرة التحسيسية بأهمية الحفاظ على المناطق الرطبة، وكذا أهمية حمايتها لحاجتنا الماسة إليها في مختلف المجالات كالشرب والفلاحة والصناعة، فهي تأوي حيوانات ونباتات متنوعة ووفيرة، إضافة إلى أهميتها في تحسين نوعية الماء، كما أن لها دورا في حماية المجتمعات المحلية القاطنة بها من العواصف والفيضانات، زيادة على تزويد المجتمعات المحلية بالماء والأسماك. كما أكدت المتحدثة على ضرورة تهذيب النشاطات الإنسانية حتى يكون لها دور ايجابي في الحفاظ على المناطق الرطبة على المدى الطويل. وأشارت المهندسة إلى أن الجزائر تحصي 42 موقعا على قائمة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية، تتربع على مساحة 3 ملايين هكتار، وأن هناك دراسات جارية لتصنيف 18 موقعا آخر ضمن هذه المناطق.