لم تتمكن أغلبية البلديات بالعاصمة من تطبيق التعليمة الولائية التي تنص على إزالة الحظائر العشوائية، ومنها بلدية الجزائر الوسطى، باش جراح، سيد محمدي وغيرها، لكن بالمقابل، تمكنت بعض البلديات من تسجيل تقدم ملحوظ في هذا المجال، كبلدية الدارالبيضاء التي استطاعت تنظيم حظائرها بالاعتماد على التعاونيات الشبانية. وقد تمكنت بلدية الدارالبيضاء من القضاء على الحظائر العشوائية استنادا للقرار الصادر عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية الذي ينص على تنظيم الحظائر في إطار تسوية وضعية بلديات العاصمة، وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني لبلدية الدارالبيضاء السيد إلياس قمقاني، إن هيئته قامت بتنظيم الحظائر والقضاء على العمل العشوائي بتنظيم تعاونيات شبانية تعمل وفق قوانين مضبوطة بدفتر شروط، ووصل عددهم إلى ما بين 10 إلى 12 تعاونية عبر منطقة الحميز بالدرجة الأولى، وأوضح محدثنا أن عملية إدماج الشباب، مهنة حراسة الحظائر، يتم عن طريق إيداع ملفات وطلبات في البلدية تكون موثقة، بعدها، يتم مراسلة مصالح الأمن الوطني وبعد عملية الرد، تقوم البلدية بإمضاء عقد يربطها مع التعاونية لمدة سنة كاملة قابلة للتجديد، وفي نهاية السنة، تدفع الضريبة المالية المقدرة ب 10 بالمائة التي تقدمها التعاونيات لمصالح البلدية، فهي تقدر ب 10 بالمائة من مدخول التعاونية في السنة الأولى، ليرتفع بين 15 و20 بالمائة في السنوات الموالية، حسب مكان الحظيرة وعدد المترددين عليها، أما المواطن، فيدفع ثمن الركن والحراسة مقابل وصل أمان من طرف الحراس. لكن ما هو موجود عموما ببلديات العاصمة، يؤكد أن المواطنين باتوا يشتكون من مشكل غياب الحظائر المنظمة التي تحتم عليهم في أغلب الأحيان، ركن سياراتهم في الحظائر العشوائية التي احتلت أرصفة الطريق والمساحات القريبة من المؤسسات الإدارية بالعاصمة، ويضطر المواطن لدفع مبالغ مالية معينة، وتختلف من '' باركينغ'' إلى آخر مقابل حماية أملاكه من عملية السطو والتخريب، وكشفت الزيارة الميدانية التي قامت بها ''المساء'' بأن المواطن يضطر في أغلبية الأحيان لاستعمال الحظائر العشوائية بالقيمة المالية التي يفرضها حراس ''الباركينغ''، حتى لا يخضع لدفع غرامة مالية ووضع الكماشات من طرف أعوان الأمن العمومي في حالة مخالفة للقانون. بلدية الجزائر الوسطى تفكر في تعاونيات شبانية تعتبر بلدية الجزائر الوسطى الوجهة الأولى لأغلبية العمال، لأنها تمتلك أكبر الإدارات العمومية والوزارات، وهي الفرصة التي استغلها شباب البطال لإقامة حظائر عشوائية في كل مكان تسببت في اختناق العاصمة بالفوضى والازدحام، ولا يجد العمال من وسيلة لركن سياراتهم سوى الإشتراك مع هذه الحظائر. من جهته، أوضح نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى السيد رابح بلهوان ل ''المساء''، أن انتشار هذه الظاهرة أصبحت تؤرق المواطنين ولابد من القضاء عليها بالعمل الجماعي الموحد بين البلديات، الأمن وكل السلطات المعنية، ولابد من المصادقة على قرار إزالة هذه الحظائر في أقرب وقت، وفتح حظائر منظمة تخضع لقوانين صارمة وتحكمها التعاونيات الشبانية، وأوضح محدثنا أن الجزائر الوسطى ضاقت بهذه الحظائر الموجودة في كل مكان، والتي أقيمت بهدف القضاء على البطالة في نظر حراسها الذين يستعملون العنف في بعض الأحيان لاحتلال الأماكن في الشوارع والمساحات العمومية. وأشار نفس المصدر إلى نقطة هامة تتمثل في أن أغلبية العمال والإطارات الذين يتجهون إلى الجزائر العاصمة، أصبحوا يفضلون استخدام المترو والتراموي تفاديا لزحمة العاصمة، وعدم وجود مكان لركن سياراتهم، مشيرا في نفس الوقت إلى مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه الحظائر المنظمة؛ مثل حظيرة بيزي بالقرب من محطة تافورة وميناء العاصمة أيضا. حراس حظائر بلدية باش جراح يؤيدون فكرة التنظيم زيارتنا لبلدية باش جراح، أكدت لنا أن البلدية تعرف انتشارا واسعا للحظائر العشوائية خصوصا في وسط السكنات، مما يؤرق سكان العمارات الذين طالبوا بإزالة هذه الحظائر، ونذكر على سبيل المثال الحظيرة الموجودة بحي ''20 أوت''، حيث قال أحد القاطنين بهذا الحي إنه لا يعرف ما معنى النوم في الليل بسبب الضوضاء التي يحدثها الحراس وأصحاب السيارات، إلى جانب المناوشات والشجارات التي تحدث يوميا بسبب المكان، وتصل الأمور في بعض الأحيان إلى غاية الاشتباكات بالأيدي والشتم والكلام الفاحش الذي ينتهك حرمات البيوت، وتقربت ''المساء'' من بعض الحراس للاستفسار عن الأمر، فقال أحدهم؛ إن الحاجة جعلته يعمل كحارس ''باركينغ '' في غياب العمل ولم يعارض فكرة تنظيم الحظائر، مستحسنا قرار الولاية بتنظيم نشاطه، وقد عبر لنا العديد من الحراس الناشطين الذين اِلتقينا بهم بمختلف شوارع وأزقة البلدية، عن تساؤلهم عن تأخر الجهات المعنية في تطبيق التعليمة الوزارية لتحديد إطار قانوني لنشاطهم ونصب لافتات تحدد مواقع التوقف، إضافة إلى تزويدهم بوثائق رسمية تثبت شرعية نشاطهم؛ كالشارات والبطاقات الخاصة بتنظيم هذا النشاط، وقالوا إن عمل حراسة السيارات ليس سهلا كما يعتقد البعض، بسبب ممتلكات المواطنين التي يتركونها أمانة في عنق الحراس، وتضييعها يعني دفع غرامة بالمقابل، كما أن عدم تفهّم بعض المشتركين الذين يرفضون دفع إتاوات التوقف مقابل خدمة الحراسة التي يضمنونها، مما يتسبب في نشوب شجارات حادة بين المواطنين وحراس الحظائر غير الشرعية. رئيس بلدية باش جراح، البطالة وراء انتشار الحظائر العشوائية ولا بد من أخرى منظمة أكد رئيس بلدية باش جراح السيد بوزيد صحراوي، أن مشكل الحظائر العشوائية بالبلدية ويزال قائما إلى حد الساعة، ولا جديد يذكر بالرغم من إصدار التعليمة الولائية للقضاء على الحظائر العشوائية، وأوضح أن أغلبية الشباب بطالون، لذا يستغلون المساحات الفارغة كحظائر لحراسة السيارات ليلا ونهارا، وأكد مصدرنا أنه لا بد من توفير عدد معتبر من الحظائر من أجل الحد من الفوضى التي تتسبب فيها السيارات عند دخولها إلى الأحياء ليلا وفي ساعات متأخرة، وكذا عند انطلاقها في ساعات مبكرة دون مراعاة للسكان من جهة، ومحاولة المحافظة على صورة أحياء البلدية من جهة أخرى.