الفن رسالة سامية، فمهما تعددت أنواعه يبقى الهدف من ورائه نبيلا مشرفا، هذا هو المفترض! والاغنية باعتبارها وسيلة فنية معبرة عن كل ما يمر به الإنسان من مسّرات وأحزان، هي أساسا عمق الرسالة. عندما نسترجع الماضي تتردد على أفواهنا لا شك كلمة الزمن الجميل.. وغالبا ما يقصد بها زمن الفن الجميل.. فتلك حقبة خالدة، انتشرت فيها الكلمة الرقيقة الصادقة، والكلمة المدوية المساندة للحن الشجي الذي صدح به فنانون كبار جزائريون ومشارقة، فكانت فترة العمالقة، فترة لها نحن لها ونعود دوما باشتياق، كانت بالفعل سخية بعطائها، عامرة بجودتها، مليئة بمعجبيها وعشاقها، وبعد مرور السنين انقلبت الموازين، وأصبح للفن وجه آخر ومقياس مغاير، فغابت الكلمة النظيفة وعمت الموسيقى الصاخبة وانحرف الهدف من الفن عن طريقه، وبات للأغنية سوق خاضع للعرض والطلب، فأصبحت تجارة الفن الردئ، هي التجارة المربحة! ليطبع هذا الزمن بطابع الفن الردئ وكل ما يخشى هو أن لا يعود الفن فنا ولا الزمن زمنا وتنتصر الرداءة على الجودة...