تحتار عشرات السيدات خصوصا العاملات اللائي تجاوزن العقد الخامس من عمرهن عند شراء الملابس التي تليق بسنهن، كون غالبية المحلات تعرض ملابس تخص المراهقات وهو اللباس الذي لا يساير سن المرأة الأربعينية أو الخمسينية ولا أناقتها· تعرض محلات العاصمة مئات الموديلات من الألبسة المحلية أو المستوردة مثل السراويل المربعة أو القصيرة التي يكثر الطلب عليها خلال فصل الخريف وكذا الفساتين والتنورات والقمصان، إلا أن85% من هذه المعروضات موجهة أساسا للمراهقات، الأمر الذي يجعل السيدات في الأربعينيات والخمسينيات في مأزق عندما يرغبن في تجديد خزانة ملابسهن، وتشكو النساء العاملات خصوصا من مشكل شح الملابس الخاصة بهن في المحلات وعليه تقول، زهية 48 سنة دخلت جميع محلات ساحة الشهداء والعربي بن مهيدي، بحثا عن ملابس شتوية تبرز أناقتي خصوصا أنني سكرتيرة وأنت تعلمين أن المظهر في مهنتي جد ضروري، لم أعثر على لباس يليق بذوقي، فمعظم الملابس التي تجود بها المحلات حاليا موجهة "للبابيشات"··· إن المحلات الجزائرية لا تعنى بأناقة صاحبات الخمسين سنة وهو المشكل غير المطروح في الدول الأوروبية أين تتنافس دور الأزياء والموضة على عرض ألبسة لكل الأعمار بطرق وأساليب مدروسة من حيث الألوان والأشكال والمقاسات لعلم هذه الدول أنه يستحيل على سيدة تجاوزت الأربعين أن تمشي في الشارع أو تذهب للعمل بلباس فتاة شابة في العشرين··فلكل عمر خصوصياته· وأكد لنا عبد الله البائع بسوق ميسوني أن أغلب الملابس الخاصة بالنساء في عمر الخمسينات هي "الجبات" و "السافة" وهي عبارة عن طقم متكون من قطعتين هما السروال والبزة الطويلة، ويضيف محدثنا قائلا "إن أقلية فقط من السيدات لا تعاني من هذا المشكل لأنها تجد ضالتها في المحلات التي تبيع الملابس المستوردة مثل الملابس البريطانية، التركية وحتى السورية، إلا أن هذه الألبسة ليست في متناول الجميع، حيث يتعدى سعر السروال وحده 5000 دج في حين يصل سعر الطقم الى 20.000 دج وأحيانا أكثر"· ولم تنف بعض السيدات وجود سلسلة محلات يجلب أصحابها اللباس الأوروبي لكن للأسف لا توفر إلا المقاسات الكبيرة (50·58) ومن النادر أن يعثر بها على طقم كامل، وإن وجد فهو بسعر ملتهب· وتدفع جميع هذه العوامل بالكثيرات الى اللجوء الى الخياطة، إلا أن هذه العملية في حد ذاتها تحتاج حسب الكثير من السيدات الى وقت طويل مقسم بين شراء القماش وحسن اختيار الخياطة، كون هذا العامل جد مهم وأساسي ويتوقف عليه نتيجة الحصول على لباس أنيق ومتناسق حسب الذوق الى جانب أوقات القياس والرتوشات الأخيرة التي قد تنجح أو تهان حسب مهارة الخياطة· تقول سهام خياطة بحي عين النعجة، تلجأ السيدات حاليا الى إخاطة لباس ينشدن من ورائه الأناقة، ولأنهن سيدات في 40 وال50 من العمر يخترن الألوان "الأسود، الأزرق، البترولي، الرمادي، البني الغامق"، لطاقم يضفي عليهن البساطة ويعطي صاحبته الوقار، وهذا هو الهدف المتوخى والمرجو من طرف سيدات تركن الشباب وراءهن لكنهن مازلن متمسكات بالأناقة والإحترام لذاتهن· *