تسلمت الجزائر أمس رئاسة مجموعة وزراء النقل لبلدان غرب المتوسط 5+5 من إيطاليا التي ترأست بدورها المجموعة خلال السنتين الماضيتين، وتم ذلك خلال الندوة السابعة للمجموعة التي عقدت أمس اجتماعها بفندق الشيراتون، حيث تم عرض حصيلة نشاطها خلال السنتين الماضيتين. وكان اجتماع الندوة ال7 فرصة لدول الضفتين لتسليط الضوء على التحديات التي مازالت تنتظر القطاع، وتم الاجماع على اهمية تعزيز الدعم من المؤسسسات البنكية العالمية من اجل استكمال انجاز مشاريع البنى التحتية في دول المغرب العربي في اطار تحقيق الاندماج الاقتصادي المنشود. كما شكل انجاز طرق سريعة في كل بلد من بلدان المغرب العربي وتأمين النقل البحري في البحر المتوسط واعداد أرضيات لوجستية أورو-مغاربية محور انشغالات الندوة. و في هذا الصدد اشار وزير النقل السيد عمار تو الى ان اجتماع اليوم يسمح بتشخيص واقع القطاع وان الحضور الاوروبي من شأنه ان يدعم الانشطة الضرورية للدول المغاربية التي تحتاج الى مساعدة في ميدان اللوجيستيك مع ضرورة ادماج القطاع الخاص في مجال الدراسات. وأكد التزام الجزائر بالمساهمة في تعزيز التعاون بين بلدان المغرب العربي وبلدان الضفة الشمالية للمتوسط في مجال النقل. مضيفا أن سياسة الجزائر لتطوير مجال النقل عملت على تشجيع الشراكة والتعاون خاصة مع بلدان أوروبا، مشيرا الى التعاون الجزائري-الاسباني لإنجاز السكك الحديدية والتعاون الجزائري-الفرنسي لانجاز الترامواي بعدة مناطق من الوطن. اما الامين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى فقد اشاد في بداية مداخلته بجهود الرئيس بوتفليقة من اجل ترقية هياكل الاتحاد، مضيفا ان رسالته الاخيرة التي وجهها الى القادة المغاربة بمناسبة ذكرى تاسيس الاتحاد، تبرز ارادته الصادقة في اعطاء انطلاقة جديدة للمسيرة المغاربية وفق منظومة عصرية. وفي سياق حديثه عن المشاريع المهيكلة للاندماج المغاربي ،تطرق السيد بن يحيى الى وجود ارادة لتحيين القطاع بكل مجالاته الجوية والبحرية والبرية، مشيرا الى حاجته للدعم من مختلف البنوك الاقليمية والجهوية. وحيا في هذا الاطار الوتيرة التي يشهدها الطريق السيار في كل من الجزائر والمغرب وتونس، قائلا ان المقطع المغربي سيتم الانتهاء منه مع السنة الجارية، في حين مازال المقطع الذي يربط الجزائرتونس قيد الانجاز في انتظار ربطه ايضا بموريتانيا ثم ليبيا التي تبقى الاولوية فيها تحسين الاوضاع. كما اشار الامين العام لاتحاد المغرب العربي الى وجود دراسة لإنجاز قطار السرعة الفائقة انطلاقا من الدارالبيضاء المغربية مرورا بالجزائر العاصمة ووصولا الى تونس العاصمة، مضيفا انه من شأن هذه الوسيلة تقليص ساعات السفر من 16 ساعة الى 8 ساعات. واوضح انه على الحكومات المغاربية ان تلتف حول هدف العمل من اجل الاستجابة لانشغالات شعوبها. وابدى تفاؤله في هذا الصدد بالقول ان القادة المغاربة وصلوا الى مرحلة الملموس التي تجاوزت الخطاب السياسي. وقد حيا السيد بن يحي على هامش الندوة الانجازات التي حققتها الجزائر في مجال عصرنة قطاع النقل، مضيفا ان هذه الوثبة يجب ان تتعداها الى خارج حدودها لتشمل دول الجوار لتحقيق الاندماج المغاربي. وعما اذا كانت الخلافات بين الدول المغاربية قد تعيق تجسيد المشاريع، فقد اشار الامين العام لاتحاد المغرب العربي الى ان المشاكل موجودة بين مختلف دول العالم و''انه لدينا تعريف للمقاربة لحل المشاكل خدمة لمصلحة كل بلد''. أما ممثلة مفوضية الاتحاد الأوروبي السيدة باتريسيا فونتين فقد اعتبرت أن التعاون القائم بين بلدان المغرب العربي الخمسة (الجزائر وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا) وبلدان الضفة الشمالية لحوض المتوسط (اسبانيا وايطاليا ومالطا والبرتغال وفرنسا) يعد ''مثالا يقتدي به''. من جانب آخر أكد ممثل الاتحاد من أجل المتوسط السيد يغيت ألبوغان أن أعضاء الاتحاد مستعدون لدعم انجاز عدة مشاريع مدرجة في برنامج التعاون لهذه الندوة. ومن ضمن هذه المشاريع ذكر السيد ألبوغان بتأمين النقل البحري واعداد أرضيات لوجستية موجهة لتشجيع التبادلات التجارية بين بلدان غرب المتوسط وانجاز طرق بحرية سريعة (أروقة بحرية مؤمنة بوسائل مراقبة ذات تكنولوجيا حديثة). واكد ان حضور الاتحاد في ندوة الجزائر يعد تأكيدا على ارادته في مرافقة جهود دول المتوسط من اجل المضي بمشاريع البنى التحتية. واشار الى ان هيئته تعمل مع مختلف الهيئات المالية وتتعرف على مشاريع المنطقة وتصنفها حسب احتياجاتها، واعطى في هذا الصدد مثالا عن انجاز محطة لتحلية المياه في غزة بتمويل من الحكومة الفرنسية والبنك الاسلامي للتنمية والبنك السعودي. كما لمح الى دعم المقاطع غير المنتهية من الطريق السيار المغاربي والذي من شانه ان يحسن اوضاع 99 بالمائة من سكان المنطقة ،مضيفا انه تجري اتصالات مع كافة الوزارات المغاربية المعنية بهذا المشروع قصد تمويله. ونفس الشيئ بالنسبة لشبكة السكك الحديدية حيث يشرف على دعمه البنك الاوروبي للاستثمار. وقد اجمعت مداخلات وزراء دول المجموعة على اهمية تعزيز الحوار، مؤكدين ضرورة النظر الى المستقبل بصفة جماعية، وفي هذا الصدد اكد وزير النقل الايطالي استعداد بلاده لنقل تجربته الى الدول المغاربية ومؤازرتها ونفس الشيئ للوزيرة الاسبانية التي ترى ضرورة ان تتعزز شبكات النقل بكافة مجالاتها من اجل تحقيق الاندماج الاقليمي. في حين اكد الوزراء المغاربة على اهمية مرافقة الاصلاح السياسي بالانجازات الاقتصادية التي تستجيب لانشغالات الشعوب.