في جو يلفه الخشوع والحزن ووري الثرى زوال أمس جثمان الفنان خليفي احمد الثرى بحضور وزراء وعلى رأسهم وزير الاتصال السيد ناصر مهل، وزير البيئة وتهيئة الإقليم السيد شريف رحماني ووزير التضامن الوطني السعيد بركات ووجوه فنية وثقافية من أصدقاء المرحوم منهم المطرب ذائع الصيت الأستاذ رابح درياسة، السيد محمد العماري ورئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم وجمع غفير من أصدقاء وأهل المرحوم. خليفي احمد الذي كثيرا ما اخترق بصوته العذب فضاءات الصمت وزرع الفرح والمسرة في قلوب الناس ها هو يسكت عن شدوه الشذي ويودع الثرى مرفوقا بالعيون الدامعة التي أحست بالفراغ الكبير الذي تركه. مقبرة سيدي امحمد التي يعود بناؤها إلى سنة (1882) والتي تضم رفات الكثير من الوجوه الجزائرية الوطنية والعلمية، استقبلت مساء أمس أحد عمالقة الفن الجزائري الأصيل خليفي احمد الذي غنى لفحول شعراء الملحون أمثال بن كريو، السماتي، بن قيطون وعيسى بن علال وغيرهم من القصائد الكبيرة كقصيدة ''قمر الليل''، ''حيزية'' و''قلبي تفكر عربان'' وغيرها من الأغاني التي عبرت الحدود والأزمنة بصوت متميز في الجزائر وعلى مستوى العالم العربي. خليفي احمد الذي بقي وفيا لأصالته ولفنه الذي يعبر بصدق عن الكلمة الأصيلة والذوق الرفيع، أجمع كل من عرفه أن الجزائر بفقدانه فقدت عملاقا من عمالقة الفن. الجو المهيب والحضور المتميز والمتنوع والمكان الذي فيه من الأصالة والتاريخ كل هذا يؤكد مدى القيمة التي احتلها الراحل في قلوب الجزائريين منذ أن سخر صوته للمدائح والابتهالات الدينية ومن ثمة للغناء الأصيل الذي يتغنى بمكارم أخلاق وأمجاد الجزائريين من فروسية وحضارة ورقي علمي. شيع خليفي احمد إلى مثواه الأخير، لكن صوته سيبقى أحد القلائد النفيسة التي زينت الساحة الثقافية والفنية لعقود من الزمن بالصوت الشذي والشعر الأصيل والنغمات الحرة المنطلقة في فضاءات الصحراء. حضور رفقاء الفقيد من أمثال رابح درياسة، العماري الذين عاصروا الجيل الذهبي للأغنية الجزائرية يؤكد أهمية الخسارة التي منيت بها الساحة الثقافية في خليفي احمد الذي ولد سنة 1921 ببسكرة وأثرى الرصيد الفني منذ أربعينيات القرن الماضي رحم الله خليفي احمد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.