يعرف حي الحمري العتيق بوهران هذه الأيام، وضعا خاصا به لم يسبق لسكانيه أن فكروا أن يحدث يوما ما، لكن الأمطار الغزيرة التي عرفتها وهران والتي لم تكن متوقعة، جعلت مواطني هذا الحي يغيرون وجهه بشكل لا يمكن عدم الانتباه له·،،المواطنون فروا من مساكنهم ولجأوا الى الشارع، حيث تم نصب عدة خيم على مستوى خمسة شوارع رئيسية بالحي المذكور، ليتحول سكان هذا الحي من قاطني مساكن مهددة بالانهيار الى ساكني خيم بالشوارع، لكنهم مطمئنو البال، ورغم هذا سبق لأحد المهندسين المختصين أن حذر السكان من حدوث أي انهيار لهذه العمارات، ناصحا إياهم بعدم التجول والحركة حتى في الشوارع المنصبة بها خيمهم للعلم، فقط، فإن هذه الشوارع المراقد أصبحت مغلقة في وجه حركة المرور بصفة، كلية كما هو حال شارع شاعة عبد القادر أو شارع المنكوبين·· الخ··· لتفتح قائمة استغلال الشوارع وتحويلها الى مساكن داخل الخيم المنصبة·· يذكر أنه خلال شهري سبتمبر وأكتوبر تم بهذا الحي وحده، تسجيل 16 انهيارا تاما وجزئيا لعمارات مختلفة دون ان تخلف لحسن الحظ أية ضحية، ما عدا إصابة أحد الشيوخ بجروح خفيفة، إثر انهيار جدار عليه أثناء مروره قرب احدى العمارات الآيلة إلى السقوط والتي تقطنها 7 عائلات·· كما تم تسجيل خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الحالي، تسجيل انهيارين لعمارتين بصفة جزئية لتجد 13 عائلة نفسها في الشارع المحاذي داخل خيمة ليستمر الوضع على هذا الحال وتتحول 20 عائلة أخرى الى الشارع بعد حدوث تصدعات في جدران العمارة التي تقطنها· يذكر أن حي الحمري به لوحده 150 عمارة محددة بالسقوط في أي لحظة ليلا او نهارا·· علما بأن حوالي 90% من هذه العمارات هي أملاك خاصة، وهو ما يجعل عملية التعامل مع أصحابها أمرا محرجا وصعبا، من جهة أخرى، تتعامل السلطات المحلية العمومية مع هذا المشكل بكل حذر، وقامت خلال شهر سبتمبر الماضي بإسكان 19 عائلة منكوبة كانت تقطن بخيم داخل عماراتها المنهارة منذ 2005 · *