تعتقد الأديبة الفلسطينية عدنية شبلي أنّ الجيل الجديد الذي يمثّل الأدب الفلسطيني يتّسم بالمراهقة وكأنّهم لا يريدون الكتابة عن مأساتهم بالشكل المباشر والقوي مثلما اتّصفت به الأجيال السابقة على غرار الشاعر الكبير محمود درويش، وبات معظم الأدباء الفلسطينيين غير منشغلين اليوم بقضيتهم في أعمالهم الأدبية. ترى عدنية شبلي التي نزلت أوّل أمس، ضيفة على ''ديوان عبد اللطيف'' في اللقاء الأدبي''كلمات كفاح'' التي تنظّمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، أنّها لم تستثن نفسها في هذه الميزة، وتقول أنّه في روايتها ''كلّنا يعيدون بذات المقدار عن الحب''،لم تذكر فلسطين إلاّ في مناسبة واحدة، وأنّها لم تكتب عنها أبدا بداخل فلسطين، ولكنها تركّز على حيثيات المأساة التي تجعلك تفكّر وتتساءل كيف ولماذا يعيشون هذه المأساة؟ وعادت لتؤكّد أنّ القضية الفلسطينية لا تزال قضية كلّ الأدباء الفلسطينيين. وأضافت ''أنّ الفرق ليس في الأجيال وإنّما الظروف هي التي تختلف، حيث خلقت شروط الحياة حالة من الصدمة''، في إشارة منها إلى أنّ الجيل الحالي لم يشعر بالاثار التي تركتها نكبة ,1948 وأنّ من عايشوا تلك الحقبة من أجيال محمود درويش وسميح القاسم وايميل حبيبي وغيرهم كان من السهل عليهم التعبير عن معاناتهم، حيث كان أغلبهم يعيشون في فلسطين، فكان همّهم الوحيد التعبير عما شاهدوه جراء ما حدث لهم ولوطنهم. وأوضحت أنّ الظروف الحالية تختلف تماما عن سابقتها، ففي الماضي كان شكل الاحتلال واضحا ومع الوقت تغيّر والمجتمع تغيّر وحتى المقاومة هي الأخرى تغيّرت، لتصبح حالة القضية معقّدة من الصعب تناولها وهو ما أدّى -تؤكد المتحدثة - إلى مجانبة الكتابة عن القضية الفلسطينية بالطريقة الحماسية التي كانت من قبل، واعتبرتها بعيدة عن اهتمام الجيل الجديد من الكتّاب الفلسطينيين، من جهة. ومن جهة ثانية، ترى الروائية أنّ الأدباء الحاليين قد منع الكثير منهم من دخول فلسطين وصارت الكتابة تعبّر عن الحياة وعن الفن، وأكدت أنّ وطنها ليس حربا وقتلا فقط، بل هو كذلك حياة وحكايا ومشاعر إنسانية. وعن بدايتها مع الكتابة. قالت الروائية أنّ عجزها عن الحديث والتزامها الصمت منذ الطفولة -ولا تقصد بذلك العجز اللغوي وإنّما القدرة على التعبير الشفهي- دفعها للجوء إلى الكتابة وتصوّر عالم بديل مليء بالإثارة، وأنّ القرية التي كانت تقطنها يشوبها الملل والرتابة، ولكنّها سرعان ما تغلّبت على ذلك بقراءة الكتب وكتابة قصص للأطفال، نشرت فيما بعد في بعض المجلات، وقد تأثّرت منذ طفولتها بالأديب الفلسطيني الراحل خليل السكاكيني. الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي من مواليد عام 1974 بجنين بفلسطين، وهي خريجة الصحافة والإعلام من الجامعة العبرية بالقدس، حيث تحصلت على شهادة الماجستير في عام 2001 عن رسالتها ''العلاقة بين الخطاب والقوة وانعكاسه في التغطية الإعلامية لقتل الأطفال الفلسطينيين على أيدي الجيش ''الإسرائيلي''، وأشرفت في السابق على مشاريع فنية وثقافية مختلفة في كلّ من القدسورام الله. ونشرت العديد من النصوص في دورية ''الكرمل'' الصادرة في رام الله، إضافة إلى مجلات عربية أخرى كمجلة، ''أبواب'' بلندن، و''الآداب'' و''زوايا'' الصادرتين في بيروت، وقد ترجمت بعض هذه النصوص إلى الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية والعبرية، وصدرت في مجلات وصحف مختلفة. كما صدرت روايتها الأولى ''مساس'' عن دار الآداب في بيروت في العام 2002 وترجمت إلى الفرنسية في العام ,2004 حيث صدرت عن دار ''أكت سود'' الفرنسية، كما صدرت حديثا روايتها الثانية؛ ''كلنا بعيد بذات المقدار عن الحب'' عن دار الآداب- بيروت، أيضا. وكانت عدنية شبلي قد حازت في العام 2001 و2003 على جائزة الرواية في مسابقة الكاتب الشاب، التي تنظمها مؤسسة عبد المحسن القطان في فلسطين، وحازت على شهادة دكتوراه بجامعة ايست لندن، عن أطروحتها حول دور وسائل الإعلام في ما يسمى ب''الحرب على الإرهاب''، وهي حاليا ضيفة باحثة للعام 2011-2012 بمعهد العلوم للدراسات المتقدمة في برلين. وللأديبة أعمال أخرى هي ''تحت أكثر من سماء''، ''عصا الراعي''، ''كم بدت السماء قريبة''، ''مساس'' و''منازل القلب''.